أكد معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، أن المناهج الجديدة حية وتطويرها سيتم بشكل سنوي بما يتواكب مع الطفرة العلمية التي تشهدها الدولة، وذلك من أجل عمل حراك في مناهجنا الدراسية بشكل مستمر بما يخدم الخطة الوطنية، مفيدا بأن التطوير سيتم وفقا لخطة زمنية للمراحل الدراسية، حيث دمجت الوزارة مناهج التربية الوطنية والتاريخ والجغرافيا في كتاب واحد لجميع الصفوف الدراسية، على ان يتم تدريسها العام المقبل للصفوف (1-4-7-10-11).

وقال تم إعداد دراسة لتطوير ودمج تلك المواد الى جانب كيفية تطبيقها من اجل تعزيزها في كتاب الدراسات الاجتماعية أسوة بدول اخرى، واعتمدت الوزارة خطة التطوير للمناهج الدراسية لكافة المراحل خلال ثلاث سنوات على أن يتم في كل سنة تطوير المناهج لأربعة صفوف دراسية. كما ركزت الخطة على تعزيز ومعايير التعليم الوطنية وإدخال برامج تفاعلية لخدمة المناهج المطورة وتطوير مناهج رياض الأطفال والتركيز على مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لتحقيق التكامل المعرفي للطلبة، وقبل ذلك التركيز على تطوير مناهج التربية الإسلامية، والتربية الوطنية واللغة العربية.

جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي الخامس لندوة الثقافة والعلوم الذي جاء تحت عنوان (المناهج الدراسية.. جسرنا إلى المستقبل)، وأكد معاليه أن النظام التعليمي يواجه تحديات كبيرة متنامية، في مقدمتها المكانة المرموقة لدولتنا على الساحة العالمية، ومجموعة الإنجازات الاستثنائية، التي تحققت في وقت قياسي، والسرعة التي تتجه بها مسيرة التنمية المستدامة في دولتنا نحو استحقاقاتنا في المراكز الأولى دولياً، ونشأت الحاجة إلى تطوير مخرجات التعليم، والوصول إلى جيل لديه القدرة على الإسهام في التنمية الشاملة وازدهار الدولة، والحفاظ على مكانتها، ولن يكون ذلك إلا بتوفير منظومة تعليمية متكاملة، قائمة على سياسات الحوكمة، بما يدعم العملية التعليمية، ويعزز توجهاتنا نحو التنمية المستدامة في التعليم.

وأضاف أن النهوض بالتعليم يتحقق بتنفيذ برامج متقدمة للتنمية المهنية، تصل بنا إلى معلمين ذوي الكفاءات المميزة؛ معلم يتمتع بمهارات وإمكانيات تساعده على تطبيق أفضل الممارسات التربوية، إلى جانب قيادة مدرسية متميزة، تقوم على بيئة تعليمية جاذبة تحتضن إبداعات أبنائنا، وتثري مواهبهم وتنمي قدراتهم العلمية والشخصية، وتكسبهم مهارات القرن 21، ومقومات مجتمع اقتصاد المعرفة، وتمكنهم كذلك من العلوم الحديثة والمعارف، التي تتوافق وطموحاتنا وتطلعاتنا نحو تكوين نواة من علماء المستقبل والنابغين في مختلف التخصصات، ومنها (الفضاء والهندسة والطب والتكنولوجيا) وما يستجد من التي تمثل تأثيراً مباشراً في ازدهار بلدان العالم وتقدمها.

وذكر أن الوزارة ماضية نحو رفع مستوى مخرجات التعليم العام لتتناسب ومتطلبات اقتصاد المعرفة، من خلال إلغاء التشعيب المعروف بالمسارين (العلمي، والأدبي)، واستبدالهما بمسارين هما (المتقدم، والعام)، بما يتيح للطلاب الانتقال السلس من المرحلة الثانوية إلى الجامعة دون الحاجة للسنة التحضيرية، مع إعفاء الطلاب المتفوقين والمتميزين من بعض الساعات الدراسية المعتمدة في السنة الدراسية الأولى في الجامعات والكليات، مستهدفين من هذه الخطوة المهمة توفير أفضل الفرص أمام أبنائنا للالتحاق، بأعرق الجامعات سواء داخل الدولة أو خارجها، وبأفضل التخصصات، ولاسيما علوم الفضاء والطب والهندسة والعلوم الطبيعية، والتخصصات القانونية، والعلوم الإدارية والإنسانية، وأية تخصصات مستحدثة تخدم توجهات دولتنا، وتلبي طموحاتها.

من جهتها أكدت الشيخة خلود صقر القاسمي مديرة إدارة المناهج في الوزارة أن الابتكار مطلب حكومي لتفعيل مبادرات واستراتيجية الابتكار وتعمل الوزارة على تضمين معايير المنهاج بمهارات القرن 21 من مهارات تمكن الطالب من الوصول الى الابتكار، وإعداد مناهج دراسية تمنحه الادوات التي يستطيع من خلالها ان ينفذ مشاريع ابتكارية، حيث انتهت الوزارة من اعداد الوثائق وجار حاليا تأليف الكتب، حيث أنجزنا نحو 60% من المناهج الدراسية للعام المقبل.

وألقت الضوء على تعزيز الوزارة لشراكتها مع الجامعات والشراكات لأن طالبنا في التعليم العام هو اساس ومحور التعليم العالي، وهذا يستوجب علينا تطويره وتأهيله من أجل تحقيق إلغاء السنة التأسيسية، ومن خلال الشراكات نستطيع ان نقف على المخرجات المطلوبة لطلبة التعليم العام وتم مراعاتها وإدراجها في الوثائق الدراسية وهذه الوثائق تترجم الى كتب وأدلة وبرامج وهناك تعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي.

ومن جهته قال الدكتور محمد مراد عبد الله مدير مركز دعم اتخاذ القرار بشرطة دبي إن القراءة في العالم العربي هي التحدي الأهم كاشفا عن التحديات التي تواجه التعليم برمته تتصدرها التحديات الاجتماعية والتعليمية المعاصرة والصراع على الاستقطاب الفكري علاوة على ضعف الأنشطة اللاصفية والقراءة الخارجية في تعزيز العملية التربوية.

قال سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم إن العملية التعليمية تتشكل من منظومة ثلاثية هي المعلم والمناهج والمنشآت لتحقق في النهاية تميزاً في المخرجات تتواكب مع هذا العصر المتلاحق الأحداث والتطور في كل مناحي الحياة.

وأكد أن تطوير وتجديد المناهج قائم ومستمر، منوها إلى سعي الحكومة نحو التميز بما يتناسب مع متطلبات دولتنا الفتية في الطموح والريادة، ولتأهيل أجيال تعي قيمة العلم والتعلم معتزة بثوابتها وهويتها العربية والإنسانية.

البيان