محمد الحمادي

مفاجأة العام الجديد، هي أن عام 2017 سيكون عام الخير في الإمارات، فهذا ما أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بالأمس، والجميل في هذا الأمر ليس هو أننا في الإمارات سنفعل الخير في عامنا المقبل، ففي الإمارات الخير هو شعار الحياة وسلوك الناس، وهو عادة وعبادة فلا أحد يتوقف عن فعل الخير لا جهاراً ولا سراً، بل أعرف أن أكثر من يفعلون الخير يخفونه ولا يحبون الكلام عنه، أما هذا العام فسيكون فيه الخير مختلفاً ولا أشك في ذلك، فهذا المشروع سيكون بين يدي من يحول الأفكار العادية إلى أعمال خلاقة.
إنها بيد ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي عوّدنا على الإبداع والابتكار وبالتالي التميز، ولا أشك في أن مفهوم فعل الخير وطريقته سيختلفان في الإمارات، وربما في المنطقة اعتباراً من عام 2017.. فقد رأينا جميعاً كيف مضى عام القراءة، وكيف حقق نجاحات كبيرة، واكتشفنا فيه أن العرب أمة تقرأ، وأن الأجيال الجديدة من أبنائنا تعرف الكتاب وتُقبل عليه بحب.
في عام الخير بالإمارات، سنعطي العالم صورة حقيقية عنا كإماراتيين، وعن العرب وعن المسلمين، صورة لا علاقة لها بما يفعله الإرهابيون من شر، صورة تكذب الدعاية الإعلامية الغربية التي لا تتناول العرب والمسلمين إلا بسلبية، صورة ستكشف للعالم كم يحب العرب والمسلمون الخير، وكم هم متعاطفون مع الآخر، وكم هم مساندون وداعمون للمحتاجين، والفقراء والجوعى في العالم.

أعرف الكثير من الإماراتيين والإماراتيات ممن فعلوا الخير دون أن يعلم أحد بما قدموا، وفعل بعضهم الخير الكبير وهو لا يملك الكثير، لكن القلوب الرحيمة دائماً تعطي وتجود بالعطاء وإن كان ما تملكه قليلاً وما تعطيه قليلاً إلا أنه العطاء الذي يحدث التغيير مع الآخر… ونحن لا نهدف إلى أن يقول أحد فينا الخير، ولكننا نسعى إلى أن يصل الخير للمحتاج، وأن ينتشر الخير بين الجميع.

كان ذلك على صعيد الأفراد، وهو عمل لا خلاف عليه، وأما على الصعيد الرسمي ودور الحكومة، فقد كشف التقرير الأخير حجم المساعدات التي قدمتها الدولة للدول المحتاجة، والصديقة خلال السنوات الماضية، وكانت بمليارات الدولارات، والإمارات دائماً في المراتب الأولى عالمياً.

أما على صعيد المؤسسات والشركات الخاصة، فأعتقد أن هذا العام سيكون فارقاً بالنسبة لها، ويجب أن يعيد القطاع الخاص جدولة ميزانياته ومصروفاته، فهذا العام كما قال الشيخ محمد بن راشد يهدف لترسيخ المسؤولية المجتمعية لمؤسسات القطاع الخاص لتؤدي واجبها تجاه الوطن.. وإن كانت بعض المؤسسات والشركات أدت دورها في هذا الشأن إلا أن العدد الأكبر منها باقٍ خارج نطاق التغطية، ويفضل أن يكون في موقف المتفرج في تحمل المسؤولية المجتمعية، وأعتقد أن هذه فرصة ذهبية جاءت إلى هذه المؤسسات كي تثبت أنها تقوم بدورها في المجتمع على أكمل وجه، وبشكل فاعل وليس بشكل صوري.

ولن يكون الشباب خارج نطاق الاهتمام في هذا العام، فكما كانوا جزءاً رئيساً وفاعلاً في عامي الابتكار والقراءة فسيتم في هذا العام غرس المسؤولية الفردية في الشباب أيضاً تجاه وطنهم، وهذا أحد الأهداف المهمة في هذا العام، وسيكون الشباب هم من يصنعون الفارق بتميزهم وإبداعاتهم وابتكاراتهم.

الاتحاد