تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، افتتح معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، الدورة الثامنة لمعرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية 2021، بحضور أكثر من 4000 مشارك، وما يزيد على 300 عارض، وأكثر من 200 متحدث…

وتبرز الأهمية المتنامية للمعرض والمؤتمر الذي تستضيفه وزارة الطاقة والبنية التحتية، ويستمر يومين، في كونه منصة فريدة لصناعة السكك الحديدية الإقليمية، وفرصة لاستكشاف التقنيات الجديدة ونقطة التقاء محورية للتخطيط لمستقبل هذه الصناعة.

حضر المؤتمر المهندس صالح بن ناصر الجاسر وزير النقل في المملكة العربية السعودية، وكريس هيتون هاريس وزير النقل في المملكة المتحدة، وكمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات البحريني، والمهندس شادي ملك الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، وعدد من المعنيين بقطاع النقل إقليمياً وعالمياً.

جهود

وقال معالي سهيل المزروعي في كلمته الافتتاحية: «إن هذا المعرض والمؤتمر يشكلان منصة رائدة للتعاون لدعم قطاع النقل، وتعزيز الجهود المبذولة للتصدي للتحديات المتعلقة به، باعتباره ذا أهمية حيوية للتنمية المستدامة، وتظاهرة دولية مهمة في مجال تكنولوجيا النقل، وتجمعاً عالمياً للمتخصصين في مجال المواصلات وحركة التنقل، حيث سيتم خلاله مناقشة وعرض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجالات البنية التحتية لإنشاء شبكة السكك الحديدية وأنظمة المواصلات المختلفة».

وأضاف معاليه: «إن مستقبل التنقل على مستوى العالم يفرض علينا تحديات كبيرة، تتمثل في تطويع الأنظمة الحديثة للظروف المحلية، شاملة البنية التحتية القائمة وإدراك تأثير الأنظمة الحديثة على التخطيط والنسيج الحضري للمدن، وتأمين الانتقال السلس من الأنظمة التقليدية إلى الأنماط الحديثة في التنقل».

وتابع: لقد عززت دولة الإمارات العربية المتحدة قطاع السكك الحديدية بشكل كبير على كل المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وتمثل ذلك في تأسيس شركة الاتحاد للقطارات، وتخصيص ميزانية لتطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية…

والتي ستربط بين الإمارات السبع، كما ستمتد لتتصل مع شبكة دول مجلس التعاون الخليجي والربط بين دول المجلس: المملكة العربية السعودية، وقطر، ودولة الكويت، وسلطنة عمان… وسيصل طول الشبكة إلى 1200 كم…

والتي بدورها ستساهم في خفض تكاليف الشحن واختصار الوقت المستغرق في السفر، وتساعد في اتساع التجمعات الصناعية والعمرانية، كما وتدعم التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 70 ـ 80 بالمائة مقارنة باستخدام الشاحنات في النقل، وإن الإمارات تستهدف توسيع نطاق التعاون مع دول الجوار وتطوير مشروعات للنقل تعزز التعــاون العابــر للحــدود فــي مجــال النقل.

تطوير

وأكد معاليه أن حكومة الإمارات ملتزمة بتطوير بنية تحتية للنقل ذات مستوى عالٍ بالاعتماد على أفضل الممارسات العالمية، فيما طورت دولة الإمارات على مدار السنوات القليلة الماضية، عدداً متزايداً من المشاريع الطموحة للنقل العام، من شبكات المترو والسكك الحديدية والحافلات، إلى جانب شبكات طرق.

والتي بدورها تدعم توجه الدولة لمواجهة النمو السكاني، والعمراني، والاقتصادي والتجاري، ومستهدفاتها للخمسين عاماً المقبلة وريادتها العالمية.

وأوضح معاليه أن دولة الإمارات تستهدف مواكبة المتغيرات المتسارعة في تقنيات صناعة النقل المستدام والسكك الحديدية، ووسائل النقل الجماعي…

لذلك تواصل العمل الدؤوب لتحويل التنقل إلى منظومة من النقل الذكي المتعدد الوسائط لتصبح رائدة بالمجال… ونستهدف وضع مرتكزات أساسية من السياسات والقوانين المرنة المحفزة للتحول التدريجي، وتشجيع قطاعات الدولة والقطاع الخاص على الاستثمار في النقل الذكي، عبر خلق بيئة حاضنة بميزات وحوافز متوازنة، الأمر الذي يدعم المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي في الإمارات بحلول عام 2050.

وذكر أن الإمارات تسعى من خلال العمل المشترك، إلى تأسيس بنية تحتية للمركبات ذاتية القيادة الجديدة وفق أفضل المعايير المستقبلية، وكذلك وضع إطار تشريعي لمنظومة التنقل ذاتي القيادة وفق مبادرات نوعية استباقية، تدعم الانتقال بسلاسة للخمسين عاماً المقبلة، وترسخ مكانة الإمارات كنموذج عالمي رائد في ذلك المجال.

ثم قام معاليه بجولة في المعرض، واطلع على أبرز الأجنحة وأهم ما تطرحه من حلول وابتكارات في مجالات النقل المستدامة والمركبات ذاتية القيادة والنقل الجماعي والسكك الحديدية، وما تقوم بتنفيذه من مشروعات في هذا الإطار.

دور استراتيجي

قال شادي ملك، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات: «تأتي مشاركتنا في معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية ٢٠٢١ في إطار دورنا الاستراتيجي باعتبارنا المُطور والمُشغل لشبكة السكك الحديدية الوطنية في دولة الإمارات، وبما ينسجم مع مستهدفاتنا الرامية للتعريف بالفوائد الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية التي يوفرها مشروع «قطار الاتحاد»، إلى جانب تسليط الضوء على آخر مستجدات المشروع وما حققته الشركة خلال الفترة الماضية».

البيان