قدمت دراسة أجرتها وزارة تنمية المجتمع لتقييم منظومة التعليم «عن بُعد» للطلبة أصحاب الهمم في المراكز والمدارس الحكومية، 5 مقترحات تطويرية لضمان الاستفادة الكاملة من قبل أصحاب الهمم خلال مسيرة التعليم الإلكتروني أبرزها: تدريب أولياء الأمور والكوادر التعليمية على أساسيات التعليم عن بعد وبرامجه، ودعم البيئات التقنية المساعدة على تعليم أصحاب الهمم في بيوتهم.

وتبني هذا النظام من التعليم كخيار إضافي للطلبة أصحاب الهمم تبعاً لظروفهم، وتقديم المزيد من التسهيلات من شركات الاتصالات لأصحاب الهمم للمساعدة على التعليم وإضافة مزيد من الأنشطة الاجتماعية والجماعية الخارجة عن نطاق المنهاج إلى عملية التعليم عن بعد.

تجربة المعلمين

وكشف الدكتور روحي عبدات، الباحث والأخصائي النفسي في وزارة تنمية المجتمع، عن أن الدراسة التي تناولت «تجربة المعلمين نحو التعليم عند بعد لأصحاب الهمم» في ظل جائحة «كوفيد 19» شخصت على ضوء التطبيق العملي 6 تحديات واقعية برزت خلال مرحلة التطبيق التي جاءت مفاجئة للميدان التعليمي وتم تصنيفها لتحديات مرتبطة بولي الأمر واشتملت على:

ضعف المتابعة من ولي الأمر، وضعف القدرة على التعامل مع الطالب في بيئة التعليم، إلى جانب ضعف قدرة البعض منهم على تنفيذ الأهداف وتحقيقها، وعدم قناعة بعضهم بجدوى التعليم المنزلي، وانشغالهم بأبنائهم من غير أصحاب الهمم أو أمور أخرى وعدم توفر المهارات التقنية عند بعض الأهالي.

وتلخصت التحديات المرتبطة بالمعلم بقدرته على جذب انتباه الطلبة وإيصال المعلومة بالطريقة الصحية وإمكانية تقييم مخرجات التعليم بشكل صحيح، إلى جانب صعوبة تحقيق المعلم للانضباط الصفي، وفقدان عنصر الملاحظة المباشرة، وغياب عامل الألفة والقدرة على متابعة وتنفيذ الأنشطة والمهارات الحركية.

نقص المشاركة الفاعلة

وتواجه الطالب وفقاً للدراسة صعوبات تتعلق بالتحديات السلوكية كضعف الانتباه، والحركة الزائدة، ونقص المشاركة الفعالة من الطلبة أثناء الحصص وأداء الواجبات، وتحدي التواصل أو الأطراف العليا من الجسم، وضعف دافعية بعض الطلبة للتعلم، ومزاجية بعضهم للتعلم، كما كانت هناك صعوبة في تقبل النظام الجديد والتغير المفاجئ في النظام التعليمي، وإلزامهم بالحضور بشكل مستمر.

وأظهرت الدراسة أن تراجع مهارات بعض الطلبة وحاجتهم إلى التواصل وجهاً لوجه تمثل أهم التحديات المرتبطة ببيئة العمل، إضافة إلى عدم توفر البيئة المثالية الخالية من المشتتات، وغياب الجانب الحسي واللمسي في بيئة التعليم، والتحديات التقنية التي تتعلق بتوفر الأجهزة التقنية في المنزل وسرعة الشبكة.

وواجه الطلبة من فئة أصحاب الهمم على الصعيد الاجتماعي تحدي عدم التفاعل مع الأقران في مختلف المواقف الفيزيائية، ونقص التعلم عن طريق الأنشطة الاجتماعية، لعدم توفرها، فيما تلخصت تحديات تقييم المخرجات بعدم دقتها، وعدم تحقيق الأهداف لبعض الطلبة كما هي مصممة في الخطط الفردية.

إيجابيات متعددة

وأفردت الدراسة العلمية جزءاً لإيجابيات التعليم «عن بُعد» منها المرتبطة بالطالب كزيادة الخبرة باستخدام التعليم الإلكتروني، وفرص التعلم الذاتي، والخصوصية أثناء التعلم، وقرب الطالب من أسرته وبيئته أثناء التعلم، وإمكانية الحصول على مساعدة مباشرة من ذويه.

فيما كانت الإيجابيات المرتبطة بالأسرة تتمثل في زيادة معرفة الأسرة بالعملية التعليمية، والاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية، وزيادة خبرتهم بالتعليم الإلكتروني، ومشاركة الأسرة للطفل خبراته التعليمية التي يكتسبها وانضمام العائلة لدعم الطفل وليس اقتصارها على الأم، وأما بالنسبة لإيجابيات التعليم «عن بُعد» على الكادر التعليمي فشملت تعرّف الأسرة على الدور الكبير الذي تبذله المراكز والمدارس وزيادة فرص التواصل وخلافها.

مصادر

تضمنت الإيجابيات المرتبطة بالعملية التعليمية توفير الكثير من الوقت، وامتداد البيئة التعليمية إلى بيئات يعيش فيها الطالب وليس الصف فقط، واستخدام مصادر تعلم كالفيديوهات والصور، والمرونة في الأنشطة المقدمة والدروس المجهزة والتغير في المفهوم للعملية التعليمية عدا عن إيجابيات اقتصادية نتيجة قلة استخدام المرافق وقلة التلوث والإزعاج.

 

 

البيان