الفجيرة نيوز- ( بكر المحاسنة ) اشتهرت المواطنة الفجراوية حلاوة خميس سعيد ” ام سعيد ” من منطقة الطويين بالفجيرة، بمهارتها وخبرتها الطويلة في ممارسة الطب الشعبي، حيث تعالج النساء والاطفال وتوصف لهم دواء شعبياً أو من خلال استخدام الكي في علاجهن، أو الخبانة او المسح كما تقول.
” تعلمت هذه المهنة من أمي وزوجه أبي اللتين كنت ارافقهما في كل مكان تذهبان اليه لمعالجه النساء، واسمع منهما ملاحظاتهما والحوارات التي تدور بينهما وبين المريضات” .

وتضيف ام سعيد : اقوم بمسح وتحديد مكان الألم و بدأت استخدم “الخبانة” وهي حجامة جافة استخدم فيها إناء فخارياً واوقد قطعة فحم و7 حصوات، ومن ثم توضع في الإناء، وهو مقلوب على المكان المحدد للخبانة . والضغط الناتج عن الحرارة، يجعل الإناء ملتصقاً بالجسم”
ومن ثم تحركه المختصة وفقاً لخبرتها في علاج مكان الألم، كما تستخدم الكي في علاجها ، وتأتي ام سعيد بالأعشاب والنباتات الطبية البرية من رؤوس جبال منطقة الطويين والمناطق المجاوره والتي تكثر في فصل الربيع ومواسم هطول الامطار وتستخدها في علاج الكثير من الامراض مثل المغص والتهاب اللوز والمعدة وارتفاع الحرارة، و من تلك الاعشاب عشبة تركة صالح وتستخدم لعلاج الام الصدر وعشبة جيشوم لوجع الامساك بالاضافة الى عشبتي الحرمل والجعدة ونباتات البان والتمر والخطف وهي اعشاب تستخدم للعلاج بين جميع اهالي المنطقة والمناطق .كما تستخدم ام سعيد في بعض حالات الامراض الوسم ” الكي ” كأحد الحلول النهائية للامراض التي لا تعالج بالاعشاب الطبيعية .

وتتابع بالقول” إن معظم النساء اللواتي يقدمن للمعالجة يعانين من تأخر الحمل والأعصاب، والأمراض الحالية التي بدأت تنتشر كالتكيسات في الرحم . كما أنها ترفع لوز الأطفال الملتهبة في علاج يسمى شعبياً ب”الترفيع” .

وتضيف: الأمراض كثيرة بسبب قلة الحركة وكثرة الأكل، وهما السمة البارزة في نساء اليوم، فيما كن سابقاً يعملن أكثر ويتحركن، ويأكلن الطعام الطازج الذي يصنعنه بأيديهن .

وتمتلك ام سعيد صندوقا خشبيا قديما والذي يعد بمثابة صيدليتها المتنقلة، إذ تضع فيه جميع أدواتها ومكوناتها العشبية التي تحتاجها في العلاج منها أدوات “الخبانة”،و الأدوات والأعشاب الأخرى منها المر، والعنزروت، و”الحلبة”، وأصابع الكركم غير المطحونة، والحرمل والقرط والقسط وجوز الطيب والشوارن وملح العريفي، وهو ملح طبيعي غير مطحون، وسدر مطحون وكذلك حناء، وغيرها من الأعشاب، والمكونات . وتوصف تلك الخلطات لعلاج الصداع والالتهابات وأمراض الأطفال كالإسهال وغيرها من الأمراض .
وتعرف “أم سعيد” مواقع المعدة والكبد والطحال وأجزاء الجسم الداخلية، رغم أميتها اعتماداً على خبرتها في عملها التي امتدت 30 عاماً . كما تقوم بتوثيق أعداد النساء اللواتي تعالجهن ومكان إقامتهن ويبلغ عددهن حسب احصائياتها الخاصة 288 امرأة، خلال 8 أشهر، بدءاً من فبراير الماضي فقط .

ويبقى أمر الطب الشعبي مرهونا بالتصالح مع الطب الحديث أو بالاستفادة المشتركة من الطرفين، وتوثيق هذه الأمور بشكل علمي حتى لا يتخذها كل من هب ودب وسيلة للارتزاق الذي ربما يسبب الخطر على صحة الراغبين به.