قتل 81 عراقياً، وأصيب 76 آخرون أمس في يوم دام آخر في عدة مدن عراقية، أكبرها هجوم استهدف حافلة تقل معتقلين في منطقة التاجي شمال بغداد، وتفجير سيارتين مفخختين بالعاصمة التي تحاصرها الميليشيات والموت.

وفجر تنظيم «الدولة الإسلامية مرقد النبي يونس عليه السلام في الموصل بمحافظة نينوى وسط صراخ وبكاء السكان، بينما قتلت القوات الأمنية 22 مسلحاً من تنظيم «الدولة الإسلامية» في الأنبار وفقاً لمصدر أمني عراقي، بينما أكد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، لدى لقائه الجنرال لويد أوستن قائد القوات المركزية الأميركية، في بغداد على الحاجة إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين الجانبين العراقي والأميركي في المجالين العسكري والتسليحي.

ففي منطقة التاجي شمال بغداد، قتل 60 شخصاً من معتقلين وعناصر في الشرطة، وأصيب 18 آخرون، وأصيب آخرون بجروح في هجوم استهدف فجر أمس حافلة تقل معتقلين.

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن «ستين شخصاً هم معتقلون وعناصر في الشرطة قتلوا في هجوم نفذه انتحاريون بأحزمة ناسفة تزامن مع تفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار، استهدف فجراً حافلة تقل معتقلين» .
وأضاف أن «الهجوم وقع نحو الساعة الرابعة فجراً، لدى مغادرة حافلة تقل معتقلين أغلبهم مدان بجرائم إرهابية من سجن التاجي».

وأكدت مصادر طبية تلقي أكثر من 60 قتيلاً، بينهم 54 من المعتقلين الذين قضى أغلبهم حرقاً، ومعالجة 19 جريحاً، بينهم 8 معتقلين.

وذكرت المصادر أن الحافلة كانت تقل سجناء من قاعدة عسكرية في بلدة التاجي إلى بغداد حين استهدفتها قنابل على الطريق، وبعدها فتح المسلحون النار.

واستهدفت هجمات مماثلة في 22 يوليو سجني التاجي وأبو غريب، الواقعين شمال وغرب بغداد، لكن منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، قالت إن قوات الأمن العراقية وميليشيات شيعية تابعة لها أعدمت فيما يبدو بشكل غير قانوني 255 سجيناً على مدى الشهر المنصرم.

وفي الكرادة وسط بغداد أسفر انفجار سيارتين مفخختين عن مقتل 15 مدنياً، وإصابة 25 آخرين في حصيلة أولية.

من جهة أخرى، أعلن مصدر من قوات البيشمركة الكردية عن وقوع 6 قتلى و12 جريحاً خلال اشتباكات مسلحة مع عناصر «داعش» على الطريق الرابط بين مدينة الموصل بمحافظة نينوى ومحافظة دهوك شمال العراق.

وقال المصدر، إن اشتباكات مسلحة حدثت بين البيشمركة وعناصر «داعش» ما أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين.

وأضاف أن البيشمركة والجماعات المسلحة استخدمت خلال الاشتباكات الأسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية والهاونات، موضحاً أن الاشتباكات وقعت عند محاولة «داعش» إزالة نقطة تفتيش للبيشمركة مقامة على الطريق الرابط بين الموصل ودهوك، ما لبثت أن توسعت لتشمل عدداً كبيراً من نقاط التفتيش المقامة على هذا الطريق والمنطقة المحيطة.

وفي نينوى، أفاد شهود عيان أمس بأن مسلحي «داعش» نسفوا مرقد النبي يونس في الموصل.

وذكر الشهود أن مجاميع مسلحة تنتمي إلى «داعش» فجرت مرقد النبي يونس عليه السلام الذي يقع على تل التوبة وسط الساحل الأيسر من الجهة الشرقية في الموصل، وسط استياء من تفجير أكبر مرقد وضريح ومعلم حضاري مقدس لدى المسلمين جميعاً في الموصل.

وأوضح الشهود «أن موجة من الحزن والبكاء والصراخ رافقت عملية التفجير من أهالي مدينة الموصل».

وكانت عناصر داعش قد فجرت العشرات من الجوامع والمراقد والمزارات المقدسة لدى أهل السنه والشيعة وعدد من الكنائس والأديرة المسيحية والتماثيل، وحرق عدد من المكتبات العامة في مشهد يعكس مدى الدمار الذي تتعرض له الموصل منذ 10 يونيو وحتى الآن.

كما أصيب 21 مدنياً، بينهم أطفال ونساء في قصف طيران الجيش استهدف منازل قريبة من مستشفى العسكري جنوب الموصل.

وفي محافظة ديالى، سيطرت البيشمركة على حي التجنيد بالكامل في ناحية جلولاء بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش» .

وذكر موقع الاتحاد الوطني الكردستاني أمس، أن الاشتباكات التي وقعت قبيل الفجر بين البيشمركة وتنظيم «داعش» في حي التجنيد بناحية جلولاء، أسفرت عن سيطرة البيشمركة على الحي بالكامل، دون معرفة حجم الخسائر البشرية.

وفي محافظة الأنبار أعلنت الاستخبارات العسكرية عن مقتل 22 مسلحاً في الفلوجة، بعملية استهدفت تجمعاً لعناصر «داعش» .

وفي محافظة صلاح الدين، تعرض منزل إمام وخطيب جامع الخلفاء في الضلوعية ماهر الجبوري، إلى قصف بقذائف الهاون أمس، ما أسفر عن إصابة والدته وابن شقيقه بجروح، فضلاً عن إلحاق أضرار مادية بالمنزل.

وفي شأن متصل، التقى رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، الجنرال لويد أوستن قائد القوات المركزية الأميركية، في مقر الحكومة ببغداد اليوم، وأكد الحاجة إلى المزيد من التعاون والتنسيق بين الجانبين العراقي والأميركي في المجالين العسكري والتسليحي.

وشدد المالكي على ضرورة إيجاد نظام من الاكتفاء الذاتي في التدريب والتطوير، وكذلك في مجال الصيانة، وإصلاح الآليات التي تتعرض للخلل في داخل العراق، داعياً إلى تسريع وتيرة التعاون في هذا المجال.

بينما أكد الجنرال أوستن الحاجة إلى تكثيف التعاون في مجال التدريب والتجهيز وتقديم الخبرة اللازمة، معلناً استعداد الولايات المتحدة لدعم العراق بما يحتاجه لدحر الإرهاب.

الاتحاد