الفجيرة نيوز- نظمت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بالفجيرة مجلسا رمضانيا واستضافه الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد الأسبق بمنزله بالفجيرة مساء امس إحياء لذكرى يوم زايد للعمل الإنساني، الذي يصادف اليوم العالمي للعمل الإنساني، تخليداً لذكرى المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه ما جعل المناسبة يوماً وطنياً وإنسانياً بامتياز.وأجمع المتحدثون على أن الأمد الزمني الممتد مابين إبصار زايد للنور في عام 1918م ورحيله المر فئ 2004 شهد زخما كبيرا وأحداثا عظيمة في كافة نواحي الحياة أنجزها زايد برؤاه الثاقبة وفكره النير وبقيادته الحكيمة وحنكته متحديا كثيرا من الصعاب ، متجاوزا العديد من المعوقات حتى تمكن بعزيمة الرجال من بناء دولة عصرية بات رقما على مستوى العالم .
وأكدوا في حديثهم الصادق النابع من حب حقيقي لمؤسس الدولة وباني نهضتها أن الشيخ زايد رحمه الله كان مدرسة متفردة في الأخلاق الفاضلة، تتأصل بدواخله قيم التسامح والعدل والمساواة والعطف والحنان، كان بسيطا ومتواضعا ، يحب الخير للجميع وامتدت أعماله الإنسانية والخيرية لتشمل جميع سكان الأرض ، وأسس لثقافة العمل الإنساني التى باتت منهجا لأبناء الإمارات بعد أن عرفوا بالعطاء الخيري في جميع أنحاء العالم .
رحب الدكتور سليمان الجاسم بالحضور، مشيدا بمبادرة إدارة الإقامة وشؤون الأجانب بالفجيرة بتنظيم المجلس وتخصيصه للحديث عن مآثر الرجل العظيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وتناول الجاسم بشيئ من التفصيل السيرة الذاتية للمغفور له، وقال إن الحديث عن الشيخ زايد يعني الكثير باعتباره القائد الفذ والزعيم الإستثنائي ورجل الدولة الحكيم والمنهج القويم والوالد الحنون ، الذي خلف أثرا باقيا في التاريخ . وتحدث الجاسم عن اهتمام المغفور له بالتعليم وبنائه لأول مدرسة عام 1958(مدرسة آل نهيان)لتستوعب جميع ابناء القبائل والعشائر وتحقيق الاستقرار، كما استحدث الكثير من المشاريع التى تخدم الناس، ثم انتقل لحكم امارة ابوظبي بعد انتخابه ، والتقى بعدها الشيخ راشد آل مكتوم طيب الله ثراه في استراحة السميح وبدأت خطوات الإتفاق الأولي للإتحاد، ثم دعا بقية الإمارات ، كما ساهم في بناء مجلس التعاون الخليجي ,كما قام بتشكيل مجلس وزراء في ابوظبي وقام بتخطيط المدينة وتوفير الخدمات، ثم شكل في عام 1971 أول مجلس وزراء اتحادي والمجلس الوطني الاتحادي والمجلس الأعلى للاتحاد كأعلى سلطة بالدولة ، وكان حريصا على سماع اراء المواطنين للمصلحة العامة ، وأمر في عام 1973 بإيقاف النفط عن الدول التي تساند إسرائيل ، كما استدان من بنوك بريطانية لتمويل حرب التحرير، كان وحدويا ، وحصل على كثير من الجوائز العالمية ، وتحدث عن قدراته واعماله كبار الكتاب العالمين، كان قائدا استثنائيا اهتم بالتراث ورياضات الهجن والفروسية، ومثلما اهتم بالبشر اهتم بالشجر والحيوان والطيور وله مواقف عديدة تؤكد ذلك.
بعد ذلك تحدث سعيد بن محمد الرقباني وزير الزراعة الأسبق المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة عن مآثر الشيخ زايد رحمه الله ،مشيرا الى الى أن إرث الشيخ زايد وبصماته وفكره ومنهجه ومحبته للبشرية ظلت باقية فينا ، داعيا الى الاقتداء بمنهجه والتمسك بخصاله الإنسانية ، والمحافظة على توجهاته وأفكاره.ووصفه بأنه كان محبا للجميع ،متسامحا مع الكل لا يفرق بين الناس بسبب الجنس أوالدين والعقيدة، كان كريما محبا للخير .
العميد مبارك ربيع بن سنان مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بالفجيرة شكر في بداية حديثه الدكتور سليمان الجاسم على استضافة المجلس ، مؤكدا ان المجلس مبادرة من إدارة العامة للإقامة لتخليد ذكرى المغفور له ، مشيرا إلى إن اختيارهم للدكتور الجاسم باعتباره مديرا سابقا لجامعة حملت اسم المغفور له الشيخ زايد آل نهيان ، مثمنا جهود القيادة الرشيدة التي خصصت يوم وفاته للعمل الإنساني.
وأضاف : كان زايد الإمارات والإمارات زايد بعد أن اهتم بالإنسان كثروة بشرية عظيمة، حيث سخر كل موارده من اجل بناء الإنسان ، كان حكيم العرب ورجل التضامن العربي ، رجل الثقافة والعلم والتسامح والمحبة ، كان سياسيا بارعا ورجل دولة من الطراز الرفيع ، أسس دولة حديثة تنعم بالعدل والمساواة والتسامح والأمن والعطاء ، كان قائدا استثنائيا تحتاج الأجيال الحديثة للتعرف على مسيرته الناجحة ومآثرة العظيمة ومنهجه المتفرد بإحياء المناسبة سنويا وتخليد ذكراه العطرة ، وهو الذى ظل باقيا فينا بأثره العظيم وبصماته التي لا تخطئها العين .
وكان ضيفا على المجلس الشاعر راشد شرار والذي تحدث قائلا كنت قريبا جدا من الشيخ زايد رحمه الله ،فكان حكيما وعظيما ومحنكا كما كان بسيطا يحب الجميع، وكل من يدخل عليه في مجلسه يسأله عن أحواله واحتياجاته، وكان لي معه الكثير من المواقف. بعد وفاته كتب شرارة قصيدة (جرح الزمن) وقرأها على الحضور.
وتحدث السفير الدكتور احمد سعيد عن دور المغفور له الشيخ زايد السياسي في حل قضايا دولية ، مشيرا الى دوره المتميز في رأب الصدع ووقف القتال في الحرب بين العراق وإيران، ومساعيه الحثيثة في إطفاء نيران الحرب ، إلى جانب مساعيه ودوره الكبير في إعادة مصر إلى الصف العربي.
يقول الدكتور عبدالله السويجي رئيس مجلس الشارقة للتعليم الأسبق: يكفينا فخرا إننا نشأنا في دولة زايد صاحب مدرسة القيم والأخلاق الفاضلة والفكر النير والمنهج السليم المعتدل، زايد كان كتابا مفتوحا، بسيطا ،يسير الامور بحكمة ، ما انجزه من إرث هو نتاج فكره الثاقب ورؤاه الحكيمة .ولاشك ان آثاره تجاوزت حدود الزمان والمكان ، وحقق منجزا عظيما ايمانا منه بوحدة الهدف والمصير، سخر كل موارد الدولة من اجل خير الجميع ولم يميز بين القاصي والداني بفكر انساني نبيل وشهامة يحسد عليها،.
من جانبه يقول سلطان سيف ألسماحي عضو المجلس الوطني الاتحادي : عرفنا زايد قائدا عظيما ورجل دولة محنكا ، ابا عطوفا ، كان نبراسا للحياة اسس دولة على قيم الحب والاخاء والمساواة والعدل والأمان، اهتم بالإنسان كقيمة ومحرك فعلي للتنمية والتطور، كان حريصا على المحافظة على البيئة ، رسخ بدواخلنا حب الوطن والعمل من اجل رفعته ، حملنا مسؤولية التفاني والإخلاص في سبيل الحفاظ على مكتسباته ، ووضعنا امام تحد المحافظة على السمعة الطيبة التي خلفها في اذهان العالم، رحل عنا كجسد وبقيت روحه متوثبة بدواخلنا نستلهم ذكراه لمزيد من العطاء، وجعلنا نفتخر بأننا ابناء زايد ووطن زايد بتواضعه وكريم اخلاقه ومحبته لشعبه .
ويضيف : من المواقف التي تؤكد مدى فخرنا به ، ذهبنا في وفد برلماني مؤخرا الي الصين ، حيث اكتشفنا بان أعماله الجليلة وصلت إلى القاصي والداني بعد ان قام ببناء معهد للمسلمين بل استجلب العلماء من الازهر الشريف لتدريس الطلاب المسلمين أصول الدين حتى لا يتكبد الصينيون مشقة السفر الى مصر، ولاشك إننا نحتاج لسنين لحصر اعماله الانسانية والخيرية وجهوده لترسيخ قيم التسامح والمحبة بين الشعوب.
ودعا رجل الاعمال محمد علي الملا الشباب الى الاقتداء بمكارم اخلاق المغفور له الشيخ زايد والاهتداء بنبله وحكمته وحنكته .
بعد ذلك اتيحت الفرصة لعدد من الحضور من الشباب الذين تحدثوا عن مآثر الشيخ زايد ودوره في تلبية احتياجات المواطنين ،وأن ما كان يقوم به من عمل انساني يعد مصدر فخر واعزاز لهم.