فكت اسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم العقدة الايطالية في البطولات الكبرى عندما سحقتها برباعية نظيفة في طريقها إلى تحقيق ثلاثية تاريخية الأحد في كييف في المباراة النهائية لكأس أوروبا 2012 لكرة القدم.

وضربت اسبانيا أكثر من عصفور بحجر واحد وحطمت أكثر من رقم قياسي فنالت اللقب الثالث في العرس القاري بعد عامي 1964 و2008 معادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب الذي كان بحوزة ألمانيا، والثاني على التوالي وباتت أول منتخب يحقق هذا الانجاز قاريا، وأكملت به ثلاثية تاريخية بعد لقب كأس العالم عام 2010 في جنوب أفريقيا محطمة رقما قياسيا آخر كان بحوزة ألمانيا أيضا ظل صامدا منذ أكثر من 30 عاما لأنه منذ إحراز ألمانيا الغربية كاس الأمم الأوروبية عام 1972 ثم كأس العالم على أرضها عام 1974 ثم بلوغها نهائي كأس الأمم الأوروبية مجددا عام 1976، لم يتمكن أي فريق من تحقيق هذا الانجاز ببلوغ ثلاث نهائيات متتالية، لكن اسبانيا اليوم حققت الفوز في 3 مباريات نهائية متتالية في البطولات الكبرى.

وهو الفوز الأول لاسبانيا على ايطاليا في 8 مباريات جمعت بينهما في البطولات الكبرى. وكانت ايطاليا عقدة اسبانيا، وعلى الرغم من تخطي الأخيرة للازوري في ربع نهائي النسخة الأخيرة عام 2008 فإنها لم تحسم النتيجة في الوقت الأصلي واحتاجت إلى ركلات الترجيح (4-2) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. كما أن تعادلهما في الجولة الافتتاحية للنسخة الحالية (1-1) اكد التفوق الايطالي (3 انتصارات و4 تعادلات) قبل ان تفك اسبانيا النحس اليوم بعرض رائع.

وهو الفوز التاسع لاسبانيا في 31 مباراة مع ايطاليا مقابل 10 هزائم و12 تعادلا.

وكانت اسبانيا تخوض النهائي الرابع في تاريخها بعد أعوام 1964 عندما توجت باللقب الأول و1984 عندما خسرت أمام فرنسا و2008 عندما توجت باللقب الثاني على حساب ألمانيا.

وحرمت اسبانيا ايطاليا بطلة العالم 4 مرات (1934 و1938 و1982 و2006) من التتويج باللقب القاري الثاني في تاريخها بعد الاول عام 1968.

واستحقت اسبانيا اللقب لأنها قدمت عرضا رائعا وتسيدت مجريات المباراة من البداية وحتى النهاية خلافا للمواجهة الأولى بين المنتخبين في الجولة الأولى من الدور الأول والتي انتهت بالتعادل 1-1. وخلافا لتلك المباراة التي كانت فيها ايطاليا سباقة إلى التسجيل عبر انطونيو دي ناتالي (61) قبل أن يرد فرانشيسك فابريغاس بالتعادل (64)، لم يترك لا فوريا روخا مجالا للطليان للدخول في مجريات المباراة ولقنوهم درسا في فنون اللعبة خصوصا في الدقائق الـ30 الأخيرة من الشوط الثاني والتي لعبها الايطاليون بعشرة لاعبين اثر إصابة البديل تياغو موتا بتمزق عضلي في فخذه الأيمن حيث استنفذ مدربهم تشيزاري برانديلي التبديلات القانونية.

وكانت اسبانيا صاحبة الأفضلية في بداية المباراة واستحوذت على الكرة بنسبة كبيرة في سعيها إلى هز الشباك وتأتى لها ذلك مبكرا عبر سيلفا قبل أن تتراجع نسبيا أمام الضغط الايطالي لإدراك التعادل، بيد أن الهجمات المرتدة لأبطال العالم كانت خطرة وأثمرت هدفا ثانيا للمدافع السابق لفالنسيا والجديد لبرشلونة البا.

ودفع برانديلي بانطونيو دي ناتالي مكان كاسانو مطلع الشوط الثاني، ومن بعده ورقته الأخيرة تياغو موتا مكان ريكاردو مونتوليفو، لكن دون جدوى لان اسبانيا كانت الأفضل والأكثر استحواذا على الكرة، كما أن موتا لم يلعب سوى 4 دقائق حيث تعرض لإصابة في فخذه الأيمن واضطر إلى ترك الملعب ليكمل منتخب بلاده المباراة بعشرة لاعبين، وهو ما استغله ابطال العالم لإضافة هدفين عبر البديلين توريس وماتا.

وأجرى فيسنتي دل بوسكي تبديلا واحدا على التشكيلة التي تخطت البرتغال (4-2 بركلات الترجيح، صفر-صفر) في دور الأربعة فلعب بدفع بفابريغاس كمهاجم غير صريح مكان مهاجم اشبيلية الفارو نيغريدو، وعاد بالتالي إلى التشكيلة ذاتها التي واجهت ايطاليا في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة.

من جهته، اجري برانديلي تبديلا واحدا على التشكيلة التي حجزت بطاقة النهائي على حساب ألمانيا (2-1)، فدفع بمدافع ميلان انياسيو اباتي مكان مدافع باليرمو فيديريكو بالتساريتي.

وشهدت التشكيلة 3 تبديلات مقارنة من التشكيلة التي التقى خلالها المنتخبان في الجولة الأولى حيث غاب موتا وكريستيان ماجيو وايمانويلي جاكيريني ولعب اباتي واندريا بارزاغلي وريكاردو مونتوليفو

واستهلت ايطاليا المباراة بتسديدة لاندريا بيرلو من خارج المنطقة بعيدا عن الخشبات الثلاث (3) ورد سيرخيو راموس من ركلة حرة مباشرة من 25 مترا فوق المرمى (5)، ثم رأسية للاعب نفسه من مسافة قريبة اثر ركلة ركنية انبرى لها تشافي هرنانديز فوق العارضة (8).

وكاد تشافي يفعلها من تسديدة قوية من حافة المنطقة اثر تمريرة من فابريغاس مرت فوق العارضة بسنتمترات قليلة (10).

ونجحت اسبانيا في افتتاح التسجيل بطريقة رائعة عندما مرر اينييستا كرة على طبق من ذهب داخل المنطقة إلى فابريغاس المنطلق من الخلف فتلاعب بالمدافع جورجيو كييليني ولعبها عرضية ب”المقاس” إلى سيلفا الذي تابعها من مسافة قريبة برأسه داخل المرمى الخالي (14).

وهو الهدف الثاني لسيلفا في البطولة بعد الأول في مرمى جمهورية ايرلندا (4-صفر) في الدور الاول.

وردت ايطاليا بركلة حرة مباشرة انبرى لها بيرلو بيد أنها ارتطمت بالحائط البشري وتحولت إلى ركنية أبعدها كاسياس في توقيت مناسب من أمام رأس دانييلي دي روسي (17).

وتلقت ايطاليا ضربة موجعة بإصابة جورجيو كييليني في قدمه اليسرى فدخل مكانه بالتساريتي (21).

وتدخل كاسياس في توقيت مناسب لإبعاد كرة عرضية من أمام رأس ماريو بالوتيلي (27)، وتلاعب كاسانو بمدافعين وسدد كرة قوية زاحفة بين يدي كاسياس (29)، وركلة حرة مباشرة لبيرلو من 30 مترا دون خطورة على مرمى كاسياس (30)، وتصدى الأخير ببراعة لتسديدة قوية لكاسانو قبل أن يشتتها الدفاع (33)، وأخرى لبالوتيلي فوق المرمى (39).

وأضاف البا الهدف الثاني اثر تلقيه كرة من تشافي خلف المدافعين فكسر مصيدة التسلل وتوغل داخل المنطقة وتابعها بيسراه على يمين جانلويجي بوفون (41).

وأنقذ كاسياس مرماه من تقليص الفارق بتصديه لكرة قوية لريكاردو مونتوليفو (44)، ورد سيلفا بتسديدة بعيدة المدى بين يدي بوفون (45+1).

وكان البديل دي ناتالي قاب قوسين أو ادني من تقليص الفارق بضربة رأسية من مسافة قريبة اثر تمريرة عرضية من اباتي مرت فوق العارضة بسنتمترات قليلة (47)، رد عليها فابريغاس بتسديدة قوية من خارج المنطقة بجوار القائم الأيمن (48).

وكاد فابريغاس يضيف الهدف الثالث من مجهود فردي رائع تدخل على إثره بوفون ومن بعده الدفاع لتشتيت الكرة إلى ركنية انبرى لها تشافي وتابعها راموس برأسه فلمست يد المدافع بونوتشي دون أن يحتسب الحكم البرتغالي بدرو بروينسا ركلة جزاء (49).

وأنقذ كاسياس مرماه ببراعة من هدف الشرف للطليان بتصديه لتسديدة دي ناتالي من مسافة قريبة قبل أن يشتتها الدفاع (52).

وتأثرت ايطاليا بإصابة موتا حيث أكملت المباراة بعشرة لاعبين ما سمح أكثر للأسبان بزيادة الضغط وكانوا اقرب إلى هز الشباك أكثر من مرة قبل أن ينجح توريس، بديل فابريغاس، في إضافة الهدف الثالث عندما تلقى كرة بينية من تشابي الونسو تابعها بيمناه زاحفة على يسار الحارس بوفون (84).

وختم خوان ماتا، بديل اينييستا، المهرجان بهدف رابع عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من توريس داخل المنطقة تابعها بسهولة داخل المرمى (89).

– عن يورو سبورت