الفجيرة نيوز- اختتمت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام فعاليات (ملتقى الفجيرة الثالث للربابة) بالحفل الساهر الذي أقيم مساء أمس الأربعاء 20 فبراير 2013 بقلعة الفجيرة والذي شهد حضورا متميزا وكبيرا، حيث قدم المشاركون باقة من الألحان والأشعار والأغنيات والمواويل بمصاحبة الربابة، وذلك بحضور المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة.
وبدأ الحفل الذي قدمه الأستاذ سامي الباسلي منسق المهرجان بباقة مميزة من المعزوفات والمواويل والأشعار العراقية التي قدمها الفنان أنور أبو دراغ، حيث عبر من خلال العزف على آلة الجوزة (الربابة) عن أصالة الموروث الفني العراقي، وقال أبو دراغ في كلمة وجهها لجمهوره “سررت لوجودي بينكم في هذا المكان العريق، ونحن هنا اليوم لنرسل رسالة للعالم بأننا نحافظ على تراثنا وثقافتنا”. وقد لجأ أبو دراغ إلى التنويع في ألحانه من خلال العزف على آلة مصنوعة من جوز الهند وأخرى من الخشب.
أما الفعالية الثانية فكانت للشاعر وعازف الربابة حماد عودة السليمانيين من البحرين، والذي أتحفهم بألحان وأشعار من التراث البحريني بأداء متقن ، بعدها قدم الفنان راشد المشيخي مجموعة مميزة من الشلات والأشعار والأغنيات العمانية بمصاحبة الربابة التي برهنت على تواجدها بقوة في السلطنة.
ومن الخليج إلى أذربيجان، فقد كان للجمهور على موعد مع الفنان داود عبداللاييف، والذي تميز بارتداء الزي الشعبي لينقل صورة أكثر تعبيرا عن ملامح التراث الأذربيجاني، وقد حكت الربابة الأذربيجانية الكثير من القصص والحكايات عن تلك المنطقة.
واختتمت العروض الغنائية بعرض ثنائي مبتكر جمع بين الفنان أنور أبو دراغ والفنان داود عبداللاييف، قدما فيه مقطوعة مشتركة شدت فيهما الجوزة العراقية بالرباب الأذري ( نوع من أنواع الالات الوترية ) بأحاديث الشجن، في لوحة فنية منسجمة وجها من خلالها رسالة إلى العالم مفادها “إن الموسيقى لغة تخاطب عالمية لا تعرف الحدود الجغرافية والفروقات الثقافية”، وقد حازت الفقرة على إعجاب الحضور.
والجدير بالذكر أنه بالرغم من اختلاف الربابة في شكلها وصناعتها من بلد إلى آخر إلا أن حنجرتها اتسمت بطابع الحزن، كما لمح لذلك الباحثون في الندوات الماضية التي صاحبت الملتقى.
وتثمينا لجهود المشاركين في انجاح النسخة الثالثة من الملتقى، كرم الأفخم الجهات المشاركة في المهرجان من الباحثين والعازفين والفرق الغنائية. وهم الباحثون الدكتورة الا بايروموفا مديرة المتحف الموسيقي والثقافي الحكومي لجمهورية أذربيجان، والأستاذ حسام عبدالهادي رئيس المنظمة العربية للتراث الشعبي بمصر، والأستاذ فهد كريم الباحث في مجال التراث بالأردن، والأستاذ بلقاسم المترب من تونس. والعازفون والفنانون وهم، أنور أبو دراغ من العراق، وحماد عوده السليمانيين من البحرين، وراشد المشيخي من سلطنة عمان، وداود عبداللاييف من أذربيجان، وسعد عبدالله العطوي من السعودية، وفرج حنان متروك من فلسطين، وشاكر اسماعيل من مصر، وفرقة (تخت الإمارات) بقيادة الفنان علي عبيد الحفيتي والعازف جبر اسماعيل ، وفرقة حوران للربابة من الأردن وسوريا بقيادة الفنان بيان فارس، والأستاذ سامي الباسلي منسق المهرجان، إلى جانب فريق مواليف التطوعي لمشاركته في تنظيم الملتقى.
والجدير بالذكر أن النسخة الثالثة من الملتقى حظيت بتغطية إعلامية واسعة من بعض الوسائل المقروءة والمسموعة المرئية بالدولة.