علي أبو الريش

إحراز الإمارات المركز الثالث عالمياً حسب تقدير المنتدى العالمي الاقتصادي، في ثقة المواطن بالحكومة، يقدم للجميع مشهداً واضحاً، وعلامة بارزة في الأداء المتميز، وفي التعاطي مع المتطلبات الحياتية، وكل ما يمس مصير الإنسان وما تعيشه الإمارات اليوم والعلاقة التي وضعت القيادة والشعب في باقة واحدة، تفوح بعطر أزهار الأخلاق، المنسوجة من تقاليد بلد تربى على التعاضد ونشأ أفراده على التجانس في صناعة الفكرة، والتضافر في صياغة مجتمع الجميع شركاء في زراعة عشبه القشيب، الجميع معنيون بنسج خيوطه الحرير، الجميع يثبتون الخطوات معاً، من أجل الفوز في سباق المراحل الإنسانية لتحقيق منجز حضاري، يفرح الجميع.

حِلْم القيادة وحُلم المواطن، خطان يتوازيان عند صراط المعرفة، وقيم التواصل، وتحقيق الأمل لم يكن إلا من وازع الإيمان بأهمية التلاحم والانسجام ووضع الخط في طريق السلام النفسي والأمان الروحي، والاطمئنان العقلي، ما جعل النجاح باقة من الورود تهديها الحكومة، لشعب استحق الحب، ونال الرضا كما استحقت الحكومة، مشاعر الالتفاف والاصطفاف والوقوف جنباً إلى جنب كجسد واحد يتداعى في المهمات والملمات، فتأتي النفوس طائعة صاغرة تقدم الشكر والعرفان، لكل من يخلص ويقدم عطاءه، بقلب صاف وروح سخية.. ثقة المواطن بالحكومة نتيجة شفافية وإقدام بلا إحجام، في إثراء الإنسان بمعاني الثقة، وأسباب الثبات في المواقف الإنسانية المختلفة، وتداخل القيادة مع مجريات الأحداث ووصولها إلى الإنسان حيث يسكن، هذا هو الديدن وهذه الحقيقة التي أنضجت الثقة وجعلتها شجرة تدلي بعناقيدها، لأجل أن يعيش الإنسان لا تقلقه حاجة، ولا يضايقه عوز، ولأجل أن تنمو المشاعر، في حياض مُصانة برزانة، وثابتة في اللوح المحفوظ.
ثقة المواطن بالحكومة، هي المدار وهي المسار، وهي السوار، وهي حرز الأمان والاطمئنان وما تمتع به الإنسان على مدى الأزمان، من علاقة وطدت الساعد بالساعد، والكف بالكف، وما كفت قيم الصحراء عن ترسيخ المعاني الجليلة، في النفوس، فالحاكم الذي يزيل الستر والحجب، ويقف عند تطلعات الناس، الحاكم الذي يعيش بحسب نبض الشارع بفكر أشف من الماء العذب، ونفس أصفى من لمع النجوم، لا يمكن له إلا أن يكون جزءاً من خلايا الروح لدى أي مواطن، ولابد أن يصبح الوطن وطناً تهيم لأجله النفوس، وفي الإمارات القيادة شيدت وعياً جماعياً، قل مثيله في العالم، وأسست فكراً، تتوحد حوله القلوب، وبنت منزلاً أخلاقياً، تأتلف فيه المشاعر، وعندما يصبح الوطن، بيتاً تسترخي تحت سقفه رؤوس الجميع، تصبح الثقة الظل الظليل الذي يطوق الأعناق والأشواق والأحداق، تصبح الثقة محوراً نحوه تدور نجوم الوطن بدءاً من القيادة، تصبح الثقة أسورة في المعصم، وقلادة في النحر، وذهبها هذا العطاء المستمر، الذي تغدقه القيادة على الإنسان وعند كل صباح يشرق نجم إنجاز جديد وعند كل غروب تسطع أنوار نجاحات متوالية.. وكل هذا الغرس، وليد هذه الثقة وهذا الانسجام الفريد، وهذا الانصهار في بوتقة الوطن.. البيت المتوحد.

الاتحاد