استحوذ العدوان “الإسرائيلي” الأول على مجموعة من “حزب الله” في منطقة القنيطرة السورية أمس الأول على الاهتمام السياسي والإعلامي، وجرت اتصالات شارك فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمّام سلام ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من أجل تدارك تداعيات الغارة “الإسرائيلية”، على أن تتوسع دائرة هذه الاتصالات لتشمل إيران وغيرها، في وقت شيّع “حزب الله 5” من ضحايا الغارة في قراهم الجنوبية، فيما شيع جهاد عماد مغنية في مأتم شعبي وحزبي ووري الثرى إلى جانب والده في الضاحية الجنوبية .
وأكدت إيران أمس مقتل جنرال من الحرس الثوري في الغارة “الإسرائيلية” . ونشر الحرس الثوري بياناً على موقعه الإلكتروني، أكد فيه مقتل الجنرال محمد علي الله دادي ومجموعة مقاتلة معه بعد تعرضهم لهجوم بمروحيات “إسرائيلية” خلال تفقدهم لمنطقة القنيطرة . ولم يأت البيان على ذكر قتلى ايرانيين آخرين في الهجوم . وكان مصدر مقرب من حزب الله أعلن في وقت سابق أن ستة عسكريين إيرانيين بينهم ضباط قتلوا في الغارة .
وبينما توالت ردود الفعل الداخلية المنددة بالغارة، نقل عن بري قوله إن “”الإسرائيلي” لا يريد للبنان أن يرتاح، وكلما حققنا خطوات متقدمة على صعيد تحقيق الاستقرار الداخلي يدخل “الإسرائيلي” على الخط للضغط وخربطة الوضع” .
ودان رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الاعتداء، ونبّه من “مغبّة الانجرار لأي ردّة فعل على الحدود اللبنانية مع “إسرائيل” وعدم إعطائها أي ذريعة تستفيد من خلالها في سياساتها الداخليّة لأسباب انتخابيّة بحتة”، مجدداً “تأكيده على ضرورة اعتماد الاستراتيجية الدفاعية التي تقدّم بها إلى هيئة الحوار الوطني من أجل الاستفادة من قدرات المقاومة لدعم الجيش في التصدي لأي عدوان “إسرائيلي” محتمل على الأراضي اللبنانيّة” .
ودانت حركة فتح – إقليم لبنان، في بيان أمس، العدوان على القنيطرة، مشيرة إلى “أنه ليس مستغرباً أن يقوم العدو الصهيوني بعدوان إجرامي غادر يستهدف كوادر من “حزب الله”، وفي هذا الاستهداف عمل عدواني يطال الشعبين اللبناني والفلسطيني اللذين جمعهما خندق مقاومة الاحتلال الصهيوني” . وأكدت أن “هذه الجريمة تعبر عن الخطر الذي يشكله هذا الكيان الصهيوني على المنطقة وأمنها واستقرارها” . وأكد ممثل حركة “حماس” في لبنان علي بركة أن “العدو “الإسرائيلي” هو عدو غاشم يمارس الظلم والعدوان والقتل ضد المقاومة والفلسطينيين” .
ميدانياً، سجل استنفار على جانبي الحدود اللبنانية – “الإسرائيلية”، ولفّت حالة من التوتر والقلق والترقب والحذر المنطقة الحدودية خصوصاً مزارع شبعا المحتلة، وسط استنفار لمختلف القوى العسكرية والأمنية العاملة في هذا القطاع، خاصة بعدما رفع جيش الاحتلال من جهوزيته في مواقعه، وكثّف من كمائنه في مناطق مزارع شبعا والعباسية والغجر وفي بساتين المطلة داخل المناطق المحتلة، وألقى قنابل مضيئة فوق المزارع . كما كثف من طلعات طيرانه المروحي والحربي في سماء المنطقة، وزاد من طلعاته الاستكشافية فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان .
وأوقف جيش الكيان كل دورياته في المنطقة الملاصقة للسياج الشائك، وكثفها في الخط الموازي الذي يبعد لمسافة ما بين 1 إلى 2 كلم في عمق المناطق المحتلة، ونصب بطاريات صواريخ من منظومة “القبة الحديدية” عند الحدود . وفي المقابل قامت قوات “اليونيفل” والجيش اللبناني بتسيير دوريات مشتركة على طول الخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط من الناقورة وحتى القرى الحدودية في قضاء بنت جبيل وذلك في ظل غياب تام لظهور دوريات أو تحركات “إسرائيلية” بشكل علني .
وأكد الناطق الرسمي باسم “اليونيفل” اندريا كينتي “أن الوضع في منطقة عمليات “اليونيفيل” طبيعي، ولم يتغير شيء، لافتاً إلى أن “اليونيفل” تسير دورياتها مع الجيش اللبناني بشكل اعتيادي”، فيما سجّل استنفار كبير لحزب الله على طول الحدود وسط تأكيدات بأن الرد سيكون حتمياً إنما سيكون مضبوطاً من دون تحديد وقت معين حسب مصادر مقربة من الحزب .
– الخليج