‏اعتقدت الزوجة أن زوجها مهما ابتعد لابد أنه سيعود، وأن زواجه من تلك المرأة لابد أنه مجرد نزوة ما يلبث أن يفيق منها سريعا، وتأتي الفكرة ويعود إلى منزله والى أولاده، فليس هناك أب يمكن أن يستغني عن أبنائه مهما حدث..

صبرت وتحملت متمسكة بذلك الأمل ليعود إليها، لكنها أيقنت أنه لن يعود إن لم تحارب من أجل استعادته..!

في تلك الليلة قررت عدم الاستسلام، لابد أن تحارب من أجل استعادة رجلها والد أطفالها الذين تحبهم، وعندما حاولت التقرب إليه بشتى الوسائل التي تعلمتها من مراقبة الزوجة الجديدة اكتشفت أنها مجرد أضحوكة له ولزوجته، لقد صار يسخر منها أمام زوجته الجديدة، أسقط في يدها وشعرت كأن ماء باردا سُكب عليها، شعرت بالحزن، وفقدت الأمل.

فقد أصبح زوجها لعبة في يد تلك الزوجة الجديدة الشريرة، إنها تتلاعب به بشكل يهين الكرامة، فقررت الابتعاد خشية على الأبناء أن يروا والدهم وقد أصبح ألعوبة في يد امرأة، بل وخشيت عليهم وعلى نفسها مما قد يحدث في المنزل عندما تقام السهرات الماجنة له ولأصدقائه بحضور زوجته وغيرها من الفتيات..

طلبت الطلاق، ومنحه لها بكل سرور، بل إنه لم ينازعها حضانة الأبناء ولا الإنفاق عليهم..

مرت الأيام والشهور سريعاً، شعرت هي بالحرية أخيراً، بل وبالسعادة، وجدت الوقت لنفسها ولأطفالها، وقررت إكمال تعليمها في مراكز تعليم الكبار لدرجة أنها تفوقت في الدراسة لأن لديها شغفاً بالتعليم وتعويض ما فات..

لم تعد تهتم بأخبار طليقها، كانت ترضي غرورها بأنه يعيش في مجونه مع زوجته الماجنة، وهي لا تقبل على نفسها مثل ذلك المجون، فليهنأ وليفعل ما يشاء طالما هو بعيد عنها وعن أولادها، فعلى أي حال هو لم يكن قريباً منهم في يوم من الأيام، كان يأتي ويذهب غريباً عنهم، وكأن المنزل فندقاً للنوم فقط..

لذا فابتعاده أفضل لها ولأطفالها، وها هم سعداء فلم يلقوا منه سوى الإهمال والعنف أحياناً، لم يجعلهم يوماً واحداً يشعرون بحبه لهم، ولذلك لم يشعروا بفراغ دونه، هو فقط أصغرهم الذي كان يسأل عنه على فترات متباعدة، لكنه مجرد تساؤل ربما لأنه يرى أقرانه من الأقرباء يلعبون مع آبائهم، لكنه ما يلبث أن يلعب معها لأنها هي الأم والأب، وهي كل شيء بالنسبة لهم، ولن تجعلهم يشعرون بالحاجة لأي أحد، حتى لو كان والدهم الذي يعدو أباً بيولوجيا..

هكذا تحدث نفسها كل ليلة كلما شعرت بالخواء العاطفي..

– عن الاتحاد