فضيلة المعيني

بمثل اعتزاز القيادة الرشيدة بالشعب يعتز أبناء الإمارات و يفخرون بقيادتهم، وهم حولها في كل المواقف والأحداث، وكما التاريخ يشهد للآباء والأجداد ولاءهم وإخلاصهم للسلف، هم كذلك أبناؤهم يدينون بالولاء كله لقيادة حكيمة رشيدة تستحق الولاء والالتفاف حولها من أبنائها.

إن ولاء ابن هذه الأرض للقيادة ليس وليد موقف بعينه، أو تداعيا لحدث ما، بل هو الطبيعة التي جبل عليها، والإرث الجميل الذي تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل.

وقف الآباء والأجداد في الماضي صفاً يعينون الحاكم على البناء، ومعه ساروا على طريق العطاء، وعبروا من زمن الشظف والعوز إلى عصر الخير والنماء، عصر الرفاهية والرخاء، ومثلهم خلص النية من جاء من بعدهم، منحوا هذه الأرض وقيادتها حبا وولاء وإخلاصا.

ترجموه عملا وفعلا حتى أصبح البعيد قبل القريب يضرب بهم مثلا في حبهم لقيادتهم، ولا غرو في ذلك، فقيادة مثلها تستحق الكثير، ومهما قلنا في هذا وسردنا ، لما وفتها الكلمات والعبارات حقها، ولما تمكن اللسان مهما أوتي فصاحة وبلاغة من أن يعبر عما يكنه القلب لها.

نقول لمن يستغرب هذا الولاء، لا عجب فيما يشعره أبناء الإمارات من مشاعر صادقة وأحاسيس خالصة لقيادتهم، وهو رد فعل جميل من هؤلاء لفعل أجمل سبقت إليه القيادة في رعايتها لشعبها وتحمل مسؤولية أن يبقى الانسان هنا على الدوام سعيدا يهنأ براحة البال ورغد العيش.

وأي عاقل هذا الذي يختار الدمار ويترك البناء، يفرط في الأمن والسلام والاستقرار والطمأنينة ويضع نفسه في دائرة الفلتان ليصبح في مهب الريح تتقاذفه يميناً ويساراً حتى يلقي به في واد سحيق لا يملك الخلاص منه، ينشغل بالمهاترات ويفوته قطار التنمية، يتسابق غيره في تغيير حاله إلى حال، ويبقى في محله نادباً حظه، يعض أصابعه ندماً.

أي عاقل هذا الذي يعيش سعيدا، حرا، حقوقه محفوظة، كرامته مصانة، فيترك كل هذا ويختار الشقاء و ينجرف مع تيارات لا يعرف طريقها ولا ما تحمله من شرور و مخاطر، يركب الموجة مع الراكبين، دون أن يعرف فنون العوم، أو يدرك مغبة هذا الدرب.

الإنسان يستمد قوته من عزوته و من ولائه للمجموعة، ضعف وهان متى ما غرد وحيدا خارج هذا السرب، و متى ما اختار غير أهله خليلا ومتى ما تخلى عن ملته ودخل في غيرها، وراقت له أفكار غير سوية.

شعب الإمارات سعيد بقيادته، فخور بإنجازاته، يعتز بحبه لوطنه وبولائه لرئيسه، يتطلع بكل سرور إلى الأفضل، وإلى أن يحول المستحيلات والأحلام إلى واقع يحياه، ويسخر ما فيه ليجعله أكثر سعادة