الفجيرة نيوز- وصف سعادة محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الاميري بالفجيرة ، نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام المسرح الإماراتي بأنه دون الطموح الذي نهدف اليه ، قياسا لما وصلت اليه الدولة من تطورات في كل مجالات الحياة ،جاء ذلك في الأمسية الثقافية الثانية التي نظمها مسرح رأس الخيمة الوطني مساء أمس ضمن الملتقى الرمضاني الذي يقيمه تحت شعار «كلنا خليفة»، حيث تحدث فيها الضنحاني عن تجربته مع المسرح والكتابة الدرامية وعن التجربة المسرحية المحلية، وأرجع الضنحاني أسباب تأخر المسرح الى غياب الاستراتيجية العامة للمسرح ،وعدم وجود خطة واضحة او توجه واضح لتحقيق الأهداف التي نريدها من المسرح ،مشيرا الى ان هذه الاهداف تصنعها المؤسسات المسؤولة عن العمل الثقافي ومنها وزارة الثقافة والاعلام والتي توقعنا في بداية تأسيسها أن يكون لها الكثير من النتاجات والتطورات في مجال المسرح ،ولكن فقط هناك بعض الجهود التي وصفها بالخجولة ، معربا عن تفاؤله بوجود الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان على رأس الوزارة لإحداث الكثير من التغييرات لخلق حالة مسرحية متطورة في الإمارات ، وقال الضنحاني نحن اليوم نعيش حالة من الخلافات الشخصية التي تتسبب في تأخر المسرح وما يتم الان في بعض المسارح من عمل هي إجتهادات شخصية يقوم بها بعض المهتمين بأمر المسرح والحركة الثقافية، ،ودعا المسرحيين لأن يكونوا أكثر نشاطا وأكثر حيوية من أجل المسرح وأن يكونوا في تواصل دائم مع اصحاب القرار لإيجاد الدعم اللازم لتطوير أنفسهم واعمالهم ، لتقديم الجيد والجديد ،وأن يبتعدوا عن الأنانية وحب الذات والشللية وأن يستشعروا المسؤولية أمام المجتمع والدولة ،وأشار الضنحاني الى الفرقة التى تولدت بين اعضاء الفرق المسرحية وفشل جمعية المسرحيين في التآلف بين تلك الفرق ،مناشدا وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الى إحتواء قضية الفرق المسرحية وتجميع كل الأطراف ووضع خطة عمل لحل كل القضايا التي تعيق عمل هذه الفرق ،منوها بدور جمعية المسرحيين في تعزيز العمل المسرحي ،وفي ذلك ذكر الضنحاني انه تم الاتفاق مع الجمعية للمشاركة في دورة مهرجان المونودراما القادمة بعمل إماراتي يقدم دولة الإمارات للمهرجان ،مشيرا الى ان هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام قامت بتبني هذا العمل وتمويله وإنتاجه على حسابها ،وسيتم توقيع اتفاقية بهذا الخصوص عقب عيد الفطر المبارك، وتقوم الجمعية باختيار النص والممثل والمخرج .
وأكد الضنحاني أنه كثيرا ما تطلب الدول الاجنبية المشاركة في مهرجان الفجيرة للمونودراما الأعمال الإماراتية ولكن لايوجد اي عمل يمكن ان نرسله ولكن بعد هذه الاتفاقية يمكن ان نشارك في كل المناسبات..
وتحدث الضنحاني خلال الأمسية التي ادارها الإعلامي سالم محمد مدير الاخبار في اذاعة العربية عن تجربته في المسرح والكتابة الدرامية ،مشيرا الى أن بداياته كانت بالمسرح المدرسي مع مجموعة من الاصدقاء بدبا الفجيرة منهم عبد الله راشد ومحمد سيف الافخم وعبد الله مسعود وغيرهم ،حيث تم رسم الخطوط الأولى للمسرح منذ أن كانوا في الصف السادس الإبتدائي من خلال فرقة الكورال مرورا بتكوين فرقة المسرح بالمقهى الشعبي ثم تقديم المسرحيات في الهواء الطلق حتى تمكنوا من بناء خشبة مسرح وتكوين فرقة قادرة على تقديم مجموعة من الثوابت في المسرح الجاد بمسرح دبا الفجيرة القادر على إختيار اعمال تهم الناس مما ساهم في تكوين جمهور كبير على مستوى المنطقة ،وواصل الضنحاني حديثه مشيرا الى تجربيته في الكتابة الدرامية مبينا ان المسرح كان المحفز الأول له للكتابة التي بدأها بعد إتمام دراسته الجامعية في العام 1991 بعد ان وجد صعوبة في الاستمرار كممثل ،فبدأ باول عمل بعنوان (قطرة ) والذي يحكي عن واقع محلي ووهو شح المياه في الامارات ،ثم توالت كتاباته بعد ذلك الى ان وصلت الى عدد مقدر من الاعمال .
وأشار الضنحاني في الأمسية الى مهرجان الفجيرة الدولي واهميته في دعم الحراك الثقافي في دولة الامارات العربية المتحدة ،مستعرضا النصوص المحلية والعالمية التي شاركت في المهرجان منذ انطلاقته حيث زادت نسبة المشاركة من سنة لأخرى ،حيث بدأ المهرجان بمشاركة ثمانية واربعين نصا من الوطن العربي ،ثم زادت النصوص لتصل الى خمسة وثمانين نصا في العام الماضي الى ان وصلت في هذه الدورة الى مائة وخمسة وستين نصا ،ما يؤكد نجاح المهرجان الذي يعتبر حافزا مهما لأي كاتب او مسرحي او ممثل ومخرج أن يقدم عملا جيد توافق عليه لجنة لاختيار النصوص التي تضم خيرة المسرحيين الذين نثق في مقدراتهم ،
وتطرق الضنحاني في حديثه الى الإعلام الاماراتي الذي قال عنه أنه خطى خطوات حثيثة نحو التقدم والإزدهار في السنوات الأخيرة ،ويعتبر من أهم المؤسسات الإعلامية الموجودة على مستوى الخليج والوطن العربي ،كما أنه بحكم السياسة الحكيمة لقيادتنا والرؤية الواعية للدولة اعطيت مساحة واسعة من الحريات لاجهزتنا الاعلامية مع وجود بعض الضوابط التي تتوافق مع طبيعة مجتمعنا وقيمه ،واكد على أهمية استيعاب أكبر عدد من المواطنين في مجال الإعلام وخاصة إدارة المؤسسات الإعلامية
وحول الكاتب الإمارتي ودوره في دعم المكتبة الاماراتية قال الضنحاني :الكاتب الإماراتي موجود وفي كل المحافل ولكن يحتاج الى رعاية حتى يصل الى العالمية ،مشيرا الى تجربته مع مسرحية الليلة الأخيرة والتي قدمت باللغتين العربية والانجليزية في مهرجان المونودراما أولا ،ثم انتقلت بعد ذلك الى العالمية حيث تم عرضها في 15 دولة اجنبية وفازت بعدد من الجوائز ،مشيدا في ذلك بالمهندس محمد سيف الأفخم مدير مهرجان المونودراما الذي كان له الفضل في وصول هذا العمل الى العالمية ،مشددا على أهمية وجود الإداري المتمكن لنجاح اي عمل .
وواصل الضنحاني حديثه في الأمسية عن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام ودورها في الحراك الثقافي المحلي والعالمي، والانجازات التي تحققت منذ تأسيس الهيئة في العام 2006 بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة التي آمنت بدور الثقافة في بناء المجتمعات الإنسانية وإصداره لمرسوم أميري بانشاء الهيئة برئاسة سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي الذي لن يألو جهدا في تقديم الدعم اللازم للهيئة والتي شهدت منذ تأسيسها نشاطا كبيرا في المجال الثقافي والإعلامي تحققت من خلالها رؤى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي في خلق تنمية ثقافية وطنية شاملة والتي وضعت إمارة الفجيرة على الخارطة الثقافية الإماراتية والعربية وتعدتها إلى العالمية،واستعرض الضنحاني المشاريع التي نفذتها الهيئة منذ انطلاقتها في المجالين الثقافي والاعلامي
وفي سؤال لمقدم الأمسية عن كتابات الضنحاني في مجال الشعر وعن ديوانه الشعري (صدفة) قال الضنحاني بدأ كتابة الشعر كهاو ،استطاع ان يكتب بعض الاعمال المتفرقة ،اما ديوان صدفة فهو نتاج لخمسة وعشرين عاما ،يمثل خلاصة تجربتي الشعرية المتواضعة منذ بداياتي وحتى الآن، وقد قمت بجمع جميع قصائدي في هذا الديوان، ،وقدمته قبل سنتين ،وتمت تسميته “صدفة” لنجاح قصيدته صدفة من خلال مسلسله اوراق الحب ،وأشار الضنحاني الى إصدار ديوانه الثاني في السنة القادمة بالإضافة الى الطبعة الثانية من ديوان صدفة،واختتم الضحاني حديثه في الأمسية بقراءة لقصيدته صدفة التي نالت استحسان الحاضرين
من جانبه شكر عبدالله الزعابي رئيس مجلس إدارة مسرح رأس الخيمة الوطني سعادة محمد سعيد الضنحاني على تلبيته الدعوة وحضوره الملتقى الرمضاني لمسرح رأس الخيمة مثمنا الإنجازات التي حققتها هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام في دعم الحراك الثقافي بالدولة ،معربا عن أمنياته في أن يكون هناك تعاون بين المؤسسات الثقافية والاعلامية دعما للنهضة المسرحية في الدولة
حضر الأمسية الثقافية ابراهيم علان المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والاعلام واسعد فضة مستشار الهيئة، ونجيب الشامسي المستشار الاقتصادي بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وأحمد عيسى العسم رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات برأس الخيمة، ونخبة من المسرحيين والاعلاميين بالدولة.