د.موزة أحمد راشد العبار

«العطاء ورثناه عن زايد، وفارسه اليوم خليفة، وإخوانه» (محمد بن راشد).. لقد نبهت آثار الدمار الذي نجم عن الحربين العالميتين، الدول الأخرى إلى دور المساعدات الإنسانية في التخفيف من حجم الأضرار التي تخلفها الحروب أو الكوارث الطبيعية، خصوصاً بعد أن تأكد أن الإنسان لا يمكنه إبطال أو تأجيل أو منع حدوث الكوارث، سواء من حيث الزمان أو المكان.

لهذا تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة دعوة الدول الأعضاء لأن تخصص ما قيمته 0.7% من إجمالي الدخل القومي، لتقديمها مساعدات إنسانية عاجلة للتصدي ومجابهة آثار الطوارئ والكوارث الطبيعية. وقد صدر في يناير 2013 تقرير إدارة التعاون الإنمائي بشأن حجم المساعدات الإنسانية، التي قدمتها دول العالم المانحة، لمساعدة دول أخرى كانت في أمس الحاجة إلى تلك المساعدات.

ويلاحظ أن تداعيات الهجمة العالمية ضد الإرهاب التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية، ألقت بظلال كثيفة على الجهود الخيرية والإنسانية التي يبذلها العديد من دول العالم، عبر فرض سلسلة من القيود والاشتراطات على الجمعيات والمنظمات العاملة في ميادين العمل الخيري والإنساني، ومن ثم أصبح عسيراً على المنظمات الناشطة، خصوصاً في الدول العربية والإسلامية، أن تحول أي مساعدات نقدية لمن يستحقها خارج الحدود، نظراً لفرض سياسة أطلق عليها اسم «تجفيف الينابيع».

وقد بين التقرير أن دولة الإمارات العربية المتحدة جاءت في المرتبة العشرين، مقارنة بما قدمته دول أخرى مانحة، بما يفيد أن الإمارات احتلت المرتبة 26 عام 2010، ثم قفزت إلى المرتبة 20 عام 2011.

وبموجب إفادات اللجنة، تأكد أن الإمارات قدمت ما قيمته 2.7 مليار درهم إماراتي، أي ما يعادل 737 مليون دولار أميركي، عبارة عن مساعدات رسمية صافية، وفق معايير لجنة المساعدات الإنمائية، مع ملاحظة أن حجم المساعدات التنموية الموثقة لدى مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية للدول الشقيقة والصديقة، بلغت 6.68 مليارات درهم إماراتي من الحجم الكلي للمساعدات الخارجية.

وكانت دولة الإمارات قد أنشأت مركزاً للمساعدات الإنسانية الخارجية، يعد الأول من نوعه في دول المنطقة، ويعمل على حصر وتبويب وتوثيق وتحليل بيانات المساعدات التي قدمتها الدولة، وكل الجمعيات العاملة في ميادين المساعدات الإنسانية، وفي طليعتها هيئة الهلال الأحمر..

كما يعمل المكتب، بعد جمع البيانات، على تدقيق جودتها بواسطة طرف خارجي مختص، حيث تعمل لجنة المساعدات الإنمائية على وضع ترتيب الدول المانحة الأكثر عطاءً على مستوى العالم، مثل الولايات المتحدة الأميركية وكندا والنرويج وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والمفوضية الأوروبية ونيوزيلندا والسويد ولوكسمبورغ.

ولقد احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عالمياً كونها أكثر الدول المانـحة للمساعدات الإنمائية الرسمية «أو دي أيه»، مقارنة بدخلها القومي الإجمالي لعام 2013، محققة قفزة تاريخية في مجال منح المساعدات الخارجية، الأمر الذي صعد بها من المركز 19 عام 2012، إلى المركز الأول عام 2013، حسب ما جاء في البيان الصحافي الصادر عن لجنة المساعدات الإنمائية «دي أيه سي»، التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «أو إي سي دي».

وكانت لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، قد أعلنت أنه وفقاً للبيانات الأولية الخاصة بالدول التي قدمت مساعدات إنمائية رسمية «أو دي أيه» لعام 2013، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة احتلت المرتبة الأولى عالمياً كونها أكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية قياساً بدخلها القومي الإجمالي «جي إن أي»..

حيث بلغ حجم المساعدات الإنمائية الإماراتية في عام 2013، أكثر من خمسة مليارات دولار أمريكي (5.2 مليارات دولار أميركي). وأضافت اللجنة في بيانها أن ما قدمته دولة الإمارات خلال عام 2013، يعتبر أكبر نسبة مساعدات إنمائية رسمية، تقدمها دولة مقارنة بدخلها القومي الإجمالي، وأن مساعدات دولة الإمارات زادت بنسبة 375% عام 2013 عن ما قدمته في عام 2012.

وبهذه المناسبة دوّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على صفحته الرسمية في تويتر: «تم الإعلان اليوم في باريس ضمن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، عن الدول المانحة للمساعدات عالمياً لعام 2013.. بكل تواضع نقول، إن دولة الإمارات جاءت في المركز الأول في قيمة المساعدات الرسمية بالنسبة للدخل القومي على مستوى العالم، خبر يثلج صدورنا جميعاً، مساعداتنا الرسمية زادت 375% في 2013 على العام الذي سبقه..

ومركزنا العالمي قفز من الـ19 عالمياً 2012 للأول عالمياً في منح المساعدات في 2013، بلغت مساعدات الإمارات أكثر من 5 مليارات دولار في 2013 حسب إحصاءات المنظمة، الإمارات اليوم هي العاصمة الإنسانية الأولى عالمياً، العطاء في الإمارات ورثناه عن زايد.. وفارسه اليوم هو خليفة بن زايد وإخوانه.. وشعب الإمارات لم يتردد يوماً في دعم المحتاج أينما كان».

وقد عبر المواطنون عن فرحتهم بهذه المكانة الإنسانية المفخرة، التي وصلت إليها دولة الإمارات، وذلك بإطلاقهم تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر «وسم الإمارات عاصمة الإنسانية الأولى عالميا»، مؤكدين أن من الطبيعي حصول الإمارات على المركز الأول في ظل وجود قيادة كريمة للدولة، وشعب معطاء، وبلد يعيش على نهج زايد الخير، مشيرين إلى أن إنسانية زايد تسري في عروق حكام وشعب الإمارات.

هذه هي مأثر صاحب السمو الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كانت أياديه سخية للناس كلهم، لأنه كان يكرر أن هذا الخير والرزق من عند الله، سبحانه وتعالي، وإذا ما قدمت درهماً فإن الله سيعطيني عشرة دراهم، وكان مشغولاً دائماً بكيفية مساعدة الدول الشقيقة، ويسعى بكل قوة إلى البحث عن المشاريع التي تحتاج إليها، ويأمر بتنفيذها على وجه السرعة.

إن زايد حظي باحترام متزايد بين مواطنيه العرب، وعلى مستوى العالم، لما قدمه، رحمه الله، للإمارات وشعبها من طمأنينة وازدهار، وللعرب والإنسانية جمعاء، من دعم استحق عليه لقب «زايد الخير».

– البيان