محمود علام

مع بداية شهر يونيو 2012تكون إمارة الفجيرة قد حققت لموقعها الاستراتيجي المتميز تطبيقا عمليا لما اشتهرت به في كل حديث تناولته الأقلام وهي تكتب عن الإمارة الواعدة في سنوات انطلاقتها الأولى على مدارج النهضة قبل أكثر من 40عاما. فالإمارة الشهيرة اليوم بلقب “رئة الإمارات” أصبحت قاب قوسين أو أدنى من لقب جديد وأكيد هو “رئة الخليج العربي”.
ففي غضون أيام سوف يتابع العالم ميناء الفجيرة عند انطلاق عمليات تحميل الناقلات العالمية بشحنات النفط القادمة عبر الأنبوب الواصل بين حقول استخراج النفط في حقل ” حبشان” في امارة ابو ظبي وميناء الفجيرة الامارة الوحيدة الواقعة على شواطيء بحر العرب .
و تعد هذه الخطوة الاستراتيجية المهمة خير تأكيد على الحقائق الجغرافية الراسخة بكون موقع إمارة الفجيرة يمثل بالفعل أحد المقومات الأساسية للمستقبل المزدهر في عالم المال والأعمال والاستثمار في إطار ما وضعته حكومة الفجيرة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات حاكم الفجيرة وبمتابعة دؤوبة من ولي عهده الأمين سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي رعاهما الله .
إن الفجيرة اليوم قد حققت بالفعل حلم الأمس عندما كنا ومعنا كثيرون نرى -منذ بداية عقد التسعينات ووسط أحداث عاتية في قلب الخليج العربي- كنا نرى أن ميناء الفجيرة هو الوحيد المؤهل ليكون “الميناء الأم ” لكل إمارات الدولة بعد أن غالت شركات الملاحة البحرية في أسعارها للشحنات الموجهة لمناطق داخل الخليج العربي بحجة ارتفاع رسوم التأمين من قبل منظمة “اللويدز” المتخصصة في تأمين أعمال الملاحة العالمية.
وها قد جاءت اللحظة الحاسمة بعد 22عاما كان الأمر بالنسبة للكثيرين من أبناء الإمارة – ونحن معهم – مجرد حلم لكنه أصبح بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات واقعا يلمس الجميع معالمه فوق الأرض وفي عرض البحر.
ويحضرني الآن تعبير جمعه شاعرنا العربي في بيت يقول : كان حلما فخاطرا فاحتمالا ثم أضحى حقيقة لا خيالا ، وأكاد أوقن أن هذه المراحل التي أوجزها الشاعر هي بالفعل ما عشناه في الماضي ونتابعه اليوم بأبصارنا فوق ربوع الفجيرة التي لن تكتفي بما بلغته وبما أنجزته بل ستسعى للمزيد من الازدهار من أجل الرفاهية والرخاء لأبنائها .
ومن المؤكد اليوم أن أقطار الخليج العربي تتابع باهتمام ما تحقق فوق أرض الفجيرة وتتدارس أبعاد خط النفط الذي ينتهي عند ساحلها الآمن كي تبدأ هذه الأقطار الشقيقة التفكير بكل جدية في أن يصبح ميناء إمارة الفجيرة هو الميناء الأم لكل واردات وصادرات بلدان خليج العرب لتكتسب الامارة الواعدة لقبها الجديد “رئة الخليج العربي” بكل ما تمتلكة الفجيرة من نقاء وأمان وازدهار.
ولا أظن أن اللقب بعيد عن الفجيرة بعد أن أدرك الجميع شرقا وغربا أن استراتيجية الموقع جزء من عبقرية المكان وأن حسن استغلاله يضمن كل عناصر الأمان.