علي أبو الريش

لماذا الإمارات فقط، هي التي تحلق في فضاءات العالم، بحرية الانتقال والمقال والمآل والموال؟ فقط لأنها الإمارات التي لا تشبهها إلا ذاتها، ولا يوازيها إلا مقامها، ولا تساويها إلا قامتها.. الإمارات التي وضعت الإنسان في المقلة وعند شفاه القُبلة، وحققت للمواطن المكان الآمن والزمان المطمئن، فسار هذا المبجل نورساً يثقب زرقة البحر، بعيون ملأى ببريق المجد، ويطرز السماء بزخارف فؤاده الملون بالحب، ويشكل صلصال الأرض بأنامل أنعم من الحرير، أصلب من الجلمود.
لذلك، يرحب العالم به أين ما حل وارتحل، بدون عوائق أو علائق يفتح له الصدور والثغور، ويمنحه الرحابة، من قلوب منشرحة متفتحة على عبقه وشوقه.. هذه بريطانيا العظمى ترحب بهذا القادم من صحراء الخصب والصخب وتستعجل وصوله وهطوله، فاتحة الأبواب والنوافذ بدون تأشيرة أو مواعيد مطولة، فقط لأنه ابن الإمارات الذي أعزه وطنه فاحترمه الآخرون، وعظموا مقداره، ولأنه ابن الإمارات الذي أسعده وطنه، وأكرمته أرضه، وعاش في الهناء والسخاء والرخاء والثراء، عاش منسجماً مع نفسه متصالحاً مع ذاته، لا يعاني ما يعانيه الآخرون، من غبن وشجن.
ابن الإمارات تستقبله بريطانيا بضيف الضيافة، لأنها تعرف أنه جاء من دولة وضعت الناس سواسية، وأبدعت في خلق التجانس والألفة والتداخل في النسيج الواحد، بحيث أصبحت بلادنا حقلاً ملوناً بالأزهار والأطيار، ولغة الكلام منطقها الحب، والتآخي، والتساوي في الحقوق والواجبات، لأن بلادنا تنعم بحنان أهلها، وقدرة قيادتها على صياغة المكان، من خيوط الشمس وبريق النجوم، وسمو السماء وبهاء المحيط. لأن بلادنا وقفت مع الإنسان في كل مكان، فساندت وعضدت وجادت وجودت في التعاطي مع القضايا الكونية، استطاعت بهذا الرصيد الأخلاقي، أن تنجز مشروعها الحضاري، بتفوق وقوة فائقة وهذا ما جعل الآخرين ينحنون تقديراً واحتراماً وإجلالاً لهذا العطاء الفريد والعتيد، ولهذا الاختراق المتميز لكل ما يفيد الوطن، ويضيف إلى الحضارة البشرية من تراكمات النمو والنهوض، والتقدم والازدهار. العالم بأسره اليوم ينظر إلى الإمارات نموذجاً وقدوة، والعقول تفد هنا ليس إلى النزهة وإنما للاستفادة والأخذ في الاعتبار ما تقدمه الإمارات من أعمال وأفعال، أصبحت مدار الأسئلة ومنبت حوار الحضارات.

الاتحاد