غداً الموافق 14 مارس، وفي مدينة نيويورك الأميركية، الموعد والمكان الرسميان والمؤكدان لكشف الحقيقة، وتأكيد أو نفي كم الإشاعات الكثيرة التي انتشرت خلال الأشهر الماضية حول النسخة الرابعة من الهاتف الذكي الكوري، أحد أهم وأقوى الهواتف الذكية على مستوى العالم “جالاكسي أس 4”. حيث انتهت شركة سامسونج من الإعدادات والتجهيزات كافة لهذا الحدث الذي يترقبه الملايين حول العالم، حيث اختتمت استعداداتها بالإعلان الترويجي في ميدان “التايمز سكوير” الذي جاء يحمل عنوان “التقِ النسخة الجديدة من جالاكسي”.

جاء إعلان سامسونج الكورية لنسخة هاتفها الجديد “جالاكسي أس 4” الذي انتشر مؤخراً في مدينة مانهاتن في نيويورك، كإعلانها السابق عن هاتفها الحالي “جالاكسي أس 3”، إلا أن إعلان النسخة الجديدة جاء أكثر وضوحاً ومن دون أي ضبابية، حيث أشارت الشركة إلى رقم 4 الذي تقصد به النسخة الرابعة من الهاتف، حيث جاء بالإعلان (Ready 4 the next Galaxy).

ورغم أن الشركة ستكشف النقاب عن جالاكسي أس 4 غداً، إلا أن الشركة أكدت، عبر الكثير من مصادرها، أن الهاتف لن يتوافر للشراء في مارس، وأرجأت الشركة توفير الهاتف في الأسواق إلى شهر أبريل المقبل في الفترة بين 14 و22 من الشهر ذاته، على أن يتم شحنه إلى معظم دول العالم خلال هذه الفترة، دون تأكيد أو نفي توافره في الدولة أو منطقة الشرق الأوسط خلال هذه الفترة أو بعدها. إلا أن الكثير من المصادر أكدت أن الدولة وبعض دول المنطقة ستكون من أوائل الدول التي سيتوافر بها الهاتف الكوري الجديد.

حقائق أكيدة

وبغض النظر عن موعد الإعلان أو طرح الهاتف رسمياً في الأسواق، فإن أهم ما يتردد عن إمكانيات الهاتف الجديد، هو أنها تشمل الآتي:

1 – تقنيات سمارت سكرول: وهي التقنية التي تم تأكيد أن الشركة الكورية ستستخدمها في نسخة هاتفها الجديد، تحت اسم “آي سكرول”، أو “آي تراكين” التي تمكن المستخدم من التحكم بالعديد من الأوامر في هاتفه بمجرد النظر إلى هذا الأخير، ودون لمس شاشة الهاتف، حيث سيتمكن المستخدم للهاتف من استخدام عينيه في إصدار بعض الأوامر المهمة لهاتفه، ورغم عدم الكشف بشكل كامل عن ميزات هذه التقنية والوظائف التي ستوفرها لمستخدميها، إلا أن بعض المصادر المطلعة أكدت أن الهاتف سيزود بتقنيات تتعقب عين المستخدم للهاتف، وبالتالي سيتمكن المستخدم من خلال عينيه تمرير الصفحات الرئيسية في الهاتف التي يطلع عليها والتنقل فيما بينها بمجرد النظر عليها.

وقس على ذلك الكثير من الوظائف التي من المؤكد أن الشركة ستوفرها في خدمتها الجديدة هذه، مثل “سمارت بوز” التي ستمكن المستخدم من توقيف الفيديو الذي يعمل على هاتفه بمجرد النظر إليه أو تقنية “سمارت روتيت” التي تمكن المستخدم من قلب الصورة المعروضة على الهاتف رأساً على عقب بمجرد حركة من عينيه إلى الهاتف، وتقنية “سمارت ستي” التي تمكنك من إبقاء الشاشة تعمل، دون الذهاب إلى وضعية الاستعداد… وغير ذلك الكثير.

2 – الشاشة: بات من المؤكد أن الهاتف سيأتي بشاشة من نوع “سوبر آموليد”، قياس 5 إنش، وهي الشاشة نفسها المزودة بهاتف الشركة الهجين جالاكسي نوت 2، إلا أن شاشة أس 4 ستأتي مدعومة بوضوح فائق يصل إلى (1920×1080) بكسل، وذات كثافة صورة كبيرة تصل إلى 441 بكسل لكل إنش. ما يعني أن الصورة ستكون على شاشة الهاتف غاية في السطوع والوضوح في الوقت نفسه. كما ستأتي شاشة الهاتف مزودة بتقنية جوريلا 3 التي تمتاز بنحافتها الشديدة وقوتها الفائقة مقارنة بالنسخ السابقة.

3- الشكل: رغم أن أحد أهم الانتقادات التي تواجه هواتف جالاكسي الكورية، هو هياكلها المكونة من البلاستيك، إلا أن شركة سامسونج ضربت بعرض الحائط كل هذه الانتقادات، وأكدت عبر الكثير من المصادر المطلعة، أن النسخة الرابعة من جالاكسي أس، ستأتي هي الأخرى مصنعة من مادة البلاستيك المقوى والخاص، دون الإشارة إلى تزويد الهاتف بأي نوع من المعدن أو المواد الخاصة.

أضف إلى ذلك، فإن كبسة “الهوم” ما زالت موجودة في الهاتف الجديد، رغم حديث بعض المصادر عن عزم الشركة إلغاءها، لزيادة حجم الشاشة مع الحفاظ على حجم الهاتف.

4- الكاميرا: ستأتي كاميرا هاتف جالاكسي أس 4 بحجم أكبر من حجم كاميرا النسخة الحالية من الهاتف، حيث سيتراوح حجم الكاميرا ما بين 13 و10 ميجابكسل. ورغم انتشار صور مؤخراً على الإنترنت، أكد ناشرها أنها مأخوذة من كاميرا الهاتف الجديدة التي جاءت بحجم 10 ميجابكسل، إلا أن بعض المصادر أكدت أن الشركة الكورية ستستخدم كاميرا بحجم 13 ميجابكسل في هاتفها الجديد على غرار كاميرات الهاتف الياباني من سوني “إكسبيريا زي”.

5- الذاكرة: سيأتي الهاتف بحجم الذاكرة العشوائية نفسه من نوع رام التي جاء بها جالاكسي نوت 2، بحجم 2 جيجابايت، كما سيأتي بذاكرة تخزين داخلية بأحجام مختلفة (16، 32، 64) جيجابايت.

6- تقنيات الاتصال والشبكات: ستأتي النسخة الجديدة من جالاكسي أس 4، بتقنيات الاتصال كافة والشبكات المتعارف عليها في الهواتف الذكية، بالإضافة إلى أن النسخة الجديدة القادمة ستدعم وعلى عكس النسخة الحالية، تقنيات الجيل الرابع للإنترنت (LTE -4G) التي تتجاوز سرعة تحميل الإنترنت من خلالها أكثر من 150 ميجابايت في الثانية.

قوة وسرعة

مازلت هنالك نقطة مهمة لم يتم حتى هذه اللحظة التأكد وبشكل تام من نوعيتها، رغم تحدث العديد من المصادر عنها، وهي المعالج المركزي الذي ستستخدمه سامسونج في جالاكسي أس 4 القادم. حيث أكدت بعض المصادر قبل أشهر أن هاتف الشركة الكورية الجديد سيأتي بمعالج مركزي جديد تماماً، فائق القوة والسرعة مبنى على شريحة جديدة من سامسونج هي “إكسينوز 5 أوكتا”.

إلا أن بعض المصادر الأخيرة أكدت أن الشركة الكورية لن تستخدم هذا المعالج لمشاكل فنية تتعلق بحرارته العالية وأستنزافه لطاقة البطارية بسرعة، وسيتم إستبداله بالمعالج المركزي فائق الأداء أيضاً، رباعي الأنوية “كوالاكوم سناب دراجون 600″، والذي إستخدمته الشركة التايوانية أتش تي سي في هاتفها الجديد “ون”. وقبل أيام قليلة أكدت بعض المصادر المطلعة إلى أن الشركة الكورية أصلحت المشاكل الفنية الرئيسية في معالجها الجديد “أوكتا” وأن هذا المعالج سيتم إستخدامه في هاتفها المرتقب جالاكسي أس 4.

حيث سيأتي المعالج إكسينوز 5 أوكتا، بميزات ومواصفات فنية لم يسبقها إليها أحد من المعالجات المركزية المخصصة للهواتف الذكية. حيث سيأتي المعالج بسرعة تتراوح ما بين 1,8 – 2,0 جيجاهيرتز، مدعومة بعدد ضخم من “الأنوية” أو الكورات، تصل لغاية 8 كورات. وهو ضعف عدد الكورات الموجودة في كافة المعالجات المركزية الحالية المخصصة للهواتف المتحركة. حيث سيأتي المعالج بعدد 4 كورات من نوع “كورتيكس إيه 15” فائقة القوة والأداء، ستكون مخصصة في حين أراد المستخدم التعامل مع برامج ووظائف تحتاج إلى قوة كبيرة وأداء عالي في الهاتف للتعامل معها بسلاسة. أما الكورات الأربعة الأخرى فستأتي من نوع “كورتيكس إيه 7″، والتي ستكون مخصصة للإستخدام التقليدي واليومي والخفيف للهاتف، والذي لا يتطلب قوة عالية من المعالج المركزي لإتمام هذه الوظائف اليومية.

أضف إلى ذلك أن المعالج المركزي إن صدقت المصادر وأستخدمته الشركة الكورية في هاتفها الجديد، سيأتي بمعالج صور ثلاثي الكورات مزود بذاكرة داخلية بحجم 544 ميجابايت، وسرعة تصل إلى 533 ميجاهيرتز. وهو المعالج القادر على التعامل مع كافة التطبيقات والبرامج ثنائية وثلاثية البعد بكفاءة مطلقة وعالية لم يسبق أن توفرت في عالم الهواتف الذكية المتحركة، بإستثناء معالج الصور الذي جاء من نفس النوع إنما رباعي الأنوية ومن فئة أعلى والذي أستخدمته الشركة الأمريكية أبل في أجهزتها الذكية المزودة بالمعالج المركزي الجديد إيه 6 إكس.

طاقة بطارية

وأشارت بعض المصادر إلى أن المعالج المركزي الجديد المزود بثماني كورات، لا يعمل إلا بأربع كورات مع بعض وفي آن واحد، فإما الكورات الأربع القوية وإما الكورات الأربع التقليدية. وهو الأمر الذي أكدته سامسونج نقلاً عن بعض المصادر المطلعة، التي أوضحت أن معالج الشركة الجديد سيوفر لغاية 70 بالمائة من طاقة بطارية الهاتف، مقارنة بمعالج “إكسينوز 4” رباعي الأنوية والمزود بالنسخة الحالية من الهاتف، ما يفسر ويؤكد أن الشركة الكورية قد حلت مشكلة الطاقة في معالجها الجديد، من خلال فصل الكورات الثماني وتشغيل أربع منها فقط في الوقت ذاته، وحسب حاجة المستخدم وبشكل أوتوماتيكي ذكي، يتعرف ويميز الحاجة إلى استخدام الكورات القوية أو التقليدية، للتعامل مع طلب المستخدم.

سياسة واضحة

من المؤكد أن سياسة الشركة الكورية باتت واضحة للعيان اليوم ولكافة مستخدمي أجهزتها الذكية، والتي تكون ربما نفس سياسة الشركات العالمية المنتجة والمصنعة للهواتف والأجهزة الذكية الأخرى. حيث من المؤكد ما أن يطرح جالاكسي أس 4 في الأسواق، حتى لا تجد أثراً لهاتف جالاكسي أس 3، وهو ما قد يؤكد وبدون شك أن الهاتف الجديد سيأتي بنفس سعر النسخة الحالية. ومن هنا فلن يكون هنالك مجال للمقارنة بين الهاتفين، وحتى إن وجدت فستكون الغلبة للنسخة الرابعة، من حيث المواصفات، وللنسخة الثالثة من حيث السعر الرخيص.

-الاتحاد