نجح المُخيم الطبي الإماراتي- المصري التطوعي، في علاج المئات من مرضى القلب من الأطفال والمسنين، في قرية بلبيس في محافظة الشرقية، في جمهورية مصر العربية، وذلك في إطار حملة واسعة؛ للكشف المُبكر عن الأمراض القلبية، في مختلف محافظات مصر، بمبادرة من زايد العطاء، وبإشراف أطباء وجراحين إماراتيين ومصريين وفرنسيين، وبالشراكة مع المركز المصري للعمل التطوعي، وبالتنسيق مع القنوات الرسمية، في نموذج مميز للعمل المجتمعي والإنساني المشترك، والذي يعكس عمق العلاقات المميزة التي تربط البلدين الشقيقين، والتعاون المتبادل في المجالات الطبية؛ لمكافحة الأمراض المُزمنة.

وثمَّن جراح القلب الإماراتي د.عادل عبدالله الشامري، الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء، رئيس مركز الإمارات للقلب الجهود التي يقوم بها الطاقم الطبي المشارك في المخيم التطوعي، والذي قام بتشخيص وعلاج مرضى القلب الفقراء، موضحًا أن غالبية الحالات المرضية تُعاني من انسدادات في الشرايين القلبية، نتيجة الارتفاع المزمن لنسبة السكر، وغيرها من العوامل المُسببة للأمراض القلبية، من ارتفاع في ضغط الدم والدهون والسمنة المُفرطة، وقلة الحركة والتدخين.

الأهالي يثمنون

ومن جانبهم، ثمَّن الأهالي جهود الكادر الطبي التطوعي من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين، فقالت حُسنية محمد، إنها تُعاني من ضعف في عضلة القلب، أدى إلى فشل في وظائف الدورة الدموية، وضمور في الكلى، وأكدت على أن المخيم الطبي وفَّر لها الاستشارة والفحوصات والعلاج المجاني، من خلال فرقه التخصصية، من أطباء قلب وجراحين، ومن خلال تجهيزاته الحديثة، من أجهزة متطورة؛ لتخطيط كهرباء القلب، وتصوير القلب بالسونار، إضافةً إلى مُختبر متنقل؛ لقياس نسبة السكر والدهون في الدم.

ومن جانبه قال عمر عبدالسلام، إن أطباء المركز في القرية قاموا بتحويله إلى المُخيم الطبي التخصصي للقلب؛ لعرض ابنه المصاب بتشوهات خلقية في القلب على الاستشاريين من كبار الأساتذة في الجامعات من المتطوعين في الفريق الإماراتي- المصري الطبي للقلب، وبالفعل تم استقباله والكشف عليه إكلينيكيًا، وتم تشخيص حالته، ووضع له خطة العلاج.

وقالت سحر عبدالعزيز، وهي شابة تبلغ من العمر 25 سنة، إنها تُعاني من زيادة في نبضات القلب، وتشعر بخفقان وإعياء شديد، وبالأخص عند بذل أي مجهود، مما استدعى دخولها المستشفى عدة مرات، دون تشخيص دقيق للحالة، مشيرةً إلى أن الفريق الطبي في المخيم، قام بوضع جهاز خاص لقياس نبضات القلب، وأجرى لي تخطيط لكهرباء القلب.

وتم تصوير عضلة القلب وقياس معدل تدفق الدم في الصمام الميرالي، وشخصت حالتي بحالة “مايترل برولابس”، وهو مرض يصيب الصمام الثلاثي بين الأذين والبطين الأيسر، ويؤدي إلى ارتجاج في الدم، يتراوح من البسيط إلى الشديد، حسب الدورة المرضية، وتم وضع خطة علاجية دوائية في المرحلة الحالية، على أن يتم تقييم الحالة بشكلٍ دوري كل ستة أشهر؛ لتحديد إذا كان هناك حاجة إلى التدخل الجراحي لإصلاح الصمام، والذي يُمكن من خلال تقنية حديثة، الأولى من نوعها في مصر، باستخدام تكنولوجيا المناظير، ودون الحاجة لشق جراحي للقفص الصدري.

مشيرةً إلى أن الفريق الإماراتي- المصري الفرنسي، أجرى في مصر ما يزيد على 30 عملية قلب بالمناظير، مما شكل نقلة كبيرة في نوعية العلاج الجراحي، وأمل جديد لمرضى القلب من الشابات، كون العمليات التقليدية تتطلب شقاً كبيراً في الصدر، وما يترتب عليه من تأثيرات سلبية صحية وتجميلية ونفسية، تؤثر على حياتها المجتمعية، في حين أن التقنيات الجديدة في جراحات القلب بالمناظير، لا تترك أثراً جراحياً كلياً، وإنما يتم إجراء العملية من خلال ثقوب صغيرة، باستخدام المناظير، والربوت الآلي.

كشف مبكر

قال جراح القلب الإماراتي د.عادل عبدالله الشامري أن المخيمات الطبية، تهدف إلى الكشف المبكر عن الأمراض القلبية، وبالأخص في فئات الشباب للحد من انتشارها، إضافةً إلى زيادة وعي المجتمع بأهم مُسببات الأمراض القلبية، وأفضل سبل العلاج والوقاية، بإشراف الفرق الطبية التشخيصية والعلاجية والوقائية، وذلك في إطار برنامج إماراتي مصري تطوعي، يستمر لمدة سنة كاملة

– البيان