تمكنت القوات النظامية، أمس الأحد، من استعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم «داعش» في مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا إثر اشتباكات عنيفة، وأشير إلى سقوط نحو 300 قتيل خلال 4 أيام من القتال في المدينة ومحيطها، في حين ارتفعت حصيلة قتلى التنظيم الإرهابي في العملية الأمريكية التي تمت في شرقي سوريا ليل الجمعة/ السبت إلى 32، بينهم أربعة قياديين، بعدما كانت واشنطن أعلنت مقتل 12 عنصراً.
وذكر محافظ حمص طلال البرازي «تم إفشال هجوم التنظيم واقصاؤهم، (جهاديي التنظيم) من الأطراف التي كانوا يتواجدون فيها في شمال وشرق مدينة تدمر» إثر سيطرتهم عليها يوم أمس الأول».
وأضاف البرازي أن القوات النظامية «تمكنت كذلك من استعادة التلة المطلة على المدينة وبرج الإذاعة والتلفزيون في شمال غرب المدينة، إضافة إلى حاجز الست عند مدخل المدينة»، مشيراً إلى أن «الأمور بخير الآن في المدينة ومحيطها». وأشار المحافظ إلى أن «العملية التي استمرت منذ يوم السبت ولغاية أمس أسفرت عن مقتل ما يزيد على 130 مسلحاً» من التنظيم.
ولفت المحافظ إلى أن «الجيش» لا يزال يعمل على تطهير المنطقة مستخدماً الطيران، كما يقوم بتمشيط الطرق من العبوات من أجل إعادة الحركة إليها، مشيراً إلى أن «الطريق الواصل بين حمص وتدمر يعمل بشكل طبيعي».
وقال مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار في سوريا لرويترز إن الجيش استعاد السيطرة على المدينة بأكملها وإن الآثار إلى الجنوب الغربي من المدينة لم تتضرر.
وأضاف أن جميع المناطق التي دخلوها تمت استعادتها.
ولاحقاً، ذكرت وكالة الأنباء السورية أن الوحدات العسكرية بالتعاون مع الأهالي تمكنوا من «القضاء على آخر تجمعات لتنظيم «داعش» الإرهابي في قرية العامرية والتلال المحيطة بمدينة تدمر والمدينة الأثرية بعد اشتباكات عنيفة تكبد خلالها التنظيم المتطرف خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد». ونقلت عن مصدر عسكري أن سلاح الجو قضى على العديد من عناصر «داعش» في ضربات مركزة على تجمعاتهم في محيط حقل الهيل وسد الأبيض وغرب المحطة الثالثة لنقل النفط في ريف تدمر.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني ارتفع إلى 295 على الأقل عدد الذين تمكن المرصد من توثيق «مقتلهم» منذ بدء تنظيم «داعش» هجومه على مدينتي السخنة وتدمر ومحيطهما، في 13 مايو
وقال المرصد إن بين القتلى 57 مدنياً قضى ثمانية منهم في القصف الجوي والصاروخي المتبادل و49 آخرين إعداماً على أيدي تنظيم «داعش».
ومن الذين أعدموا تسعة أطفال وخمس نساء، وجه التنظيم إليهم تهمة «التعامل مع النظام النصيري»، بينما قتل 123 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها خلال اشتباكات مع تنظيم «داعش» في مدينتي السخنة وتدمر ومحيطهما وحقل الهيل النفطي الواقع بينهما.
كما تم توثيق مقتل ما لا يقل عن 115 عنصراً من تنظيم «داعش» في المعارك والقصف.
وتركزت المعارك، أمس، في الضاحية الشمالية لتدمر وفي حقل الهيل للغاز شمال شرق المدينة، حيث سيطر التنظيم على حاجزين لقوات النظام بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أمس، «ارتفع إلى 32 على الأقل عدد عناصر تنظيم «داعش» الذين لقوا مصرعهم جراء عملية الإنزال الأمريكية» في حقل العمر النفطي في محافظة دير الزور، أحد أكبر حقول النفط في البلاد.
وأوضح عبدالرحمن أن أربعة قياديين من تنظيم «داعش» قتلوا في العملية، هم أبو سياف الذي يشرف على عمليات تهريب النفط لحساب الإرهابيين، وقد أكدت واشنطن مقتله السبت.
ولم يحدد أسماء المسؤولين الثلاثة الآخرين، إنما ذكر أن أحدهم هو مساعد المسؤول العسكري في التنظيم المعروف بعمر الشيشاني (ويقدم على أنه «وزير دفاع «داعش»)، والآخر مسؤول عن قطاع الاتصالات.
ولم تعرف مسؤولية القيادي الرابع.
كما أشار عبدالرحمن إلى أن مسؤول الاتصالات سوري الجنسية، بينما المسؤولون الثلاثة الآخرون من دول المغرب.
وكان التلفزيون السوري ذكر أن الجيش قتل خمسة من قيادات تنظيم «داعش» في هجوم بشرق البلاد.
ونقل عن مراسله في محافظة دير الزور قوله إن الخمسة سعودي وتركي وشيشاني وأردني وعراقي.
– الخليج