أخفق المبعوث الأممي جمال بنعمر في إقناع الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي بالعدول عن الاستقالة، فيما تتجه الأمور إلى تشكيل مجلس رئاسي بقيادة سياسي جنوبي، على الرغم من انسحاب الحراك من المفاوضات بشأن هادي، في وقت تأزم الوضع في الجنوب بعد لجوء الجيش إلى القوة للدفاع عن مواقعه واستخدم الدبابات والمدفعية لقصف مواقع يتحصن فيها مسلحو الحراك في ردفان.

وقال قيادي بارز في تكتل اللقاء المشترك إن الجهود التي بذلها جمال بنعمر المبعوث الدولي إلى اليمن فشلت في إقناع الرئيس عبد ربه منصور هادي بالعدول عن استقالته، وإن الأمور تتجه نحو اختيار جنوبي لترؤس مجلس رئاسي انتقالي، على الرغم من إعلان الحراك الجنوبي انسحابه من المفاوضات بشأن مصير هادي.

وقال القيادي لـ«البيان»: «أبلغنا من المبعوث الدولي أنه فشل في إقناع الرئيس هادي بالعدول عن الاستقالة، وأن الرجل رفض رفضا قاطعا فكرة العودة وترؤس مجلس رئاسي كما كان يطالب بذلك اللقاء المشترك».

وأضاف: «في حال لم يقدم الحوثيون على أي خطوة انفرادية فإن الأمور تتجه نحو اختيار سياسي جنوبي بارز لتولي رئاسة مجلس الرئاسة الجديد بعد الاتفاق على صلاحية المجلس وفترته الزمنية».

وقال أحد المشاركين في اللقاءات إن القوى بحثت عدة خيارات، منها إقناع الرئيس هادي، بالعدول عن الاستقالة التي تقدم بها احتجاجا على ممارسات الحوثيين. إلا أن اللجوء إلى تشكيل «مجلس رئاسي» يبدو، حسب المصدر، «الخيار الأبرز» إذ يلقى «قبولا مبدئيا من كثير من الأطراف»، باستثناء جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح في حزب المؤتمر الشعبي.

وفي الجنوب، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش المرابطة في ردفان ومسلحين من اللجان الشعبية، حيث أصيب جنديان إصابات خطيرة.

وذكرت مصادر محلية ان الجيش الذي يسلم مواقعه بسهولة في الشمال للحوثيين استخدم الدبابات والمدفعية في قصف المواقع التي يتحصن فيها العشرات من المسلحين القبليين من أبناء مديريات ردفان بمحافظة لحج الذين يفرضون حصارا على إحدى الكتائب العسكرية التابعة لمحور العند والتي ترابط شرقي عاصمة مديرية الملاح.

وذكرت مصادر جنوبية أن الطيران الحربي شارك في عمليات القصف بعد ان تمكن العشرات من المسلحين من فرض حصار خانق على الكتيبة العسكرية التي رفضت الانسحاب من مواقعها وتسليم الكتيبة لمسلحي القبائل أسوة بالمواقع العسكرية الأخرى التي سيطر عليها المسلحون.

وأفادوا أن الجيش أرسل عشرات الشاحنات المحملة بالجنود وعربات الكاتيوشا والمدفعية لفك الحصار عن الكتيبة في حين يتوافد العشرات من المسلحين إلى مديرية الملاح لمواجهة هذه القوات.

قتل ثلاثة مسلحين قبليين وأصيب أربعة في انفجار قذيفة مدفعية في معسكر للقبائل في أطراف محافظة مأرب، حيث تستعد القبائل لصد أي هجوم للحوثيين على المحافظة. وحسب المصادر فإن القذيفة انفجرت أثناء تدريب المقاتلين على المواجهة، حيث تجري الاستعدادات لصد هجوم مرتقب من الحوثيين للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز.

البيان