ستتنافس اثنتان من القوى الكبرى على صعيد الكرة الأوروبية الأحد في نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم 2012 حيث ستسعى اسبانيا لمواصلة هيمنتها على الألقاب الأوروبية أمام ايطاليا التي انتفضت من جديد بشكل يهدد بنهاية الهيمنة الاسبانية.

ونالت اسبانيا وايطاليا معا 25 لقبا على صعيد بطولات أوروبا للأندية إلا أنها ستكون المرة الأولى التي يلتقي فيها المنتخبان للمنافسة على لقب بطولة أوروبا.

وكانت ايطاليا فازت بكأس العالم أربع مرات وكان آخرها في عام 2006 بينما تسعى اسبانيا حاملة اللقب لانجاز فريد بالفوز باللقب الأوروبي مرتين متتاليتين وبينهما كأس العالم.

وعلى الرغم من أن نجاح فيسنتي ديل بوسكي مع اسبانيا قائم على الدفاع الصلب والاستحواذ على الكرة بشكل كبير، فإن ايطاليا بلغت النهائي بفضل أسلوب لعبها الايجابي والفعال وهجومها القوي بقيادة الموهوب ماريو بالوتيللي صاحب المزاج المتقلب والذي قاد الفريق للفوز على ألمانيا في الدور قبل النهائي.

الجيل الذهبي لإسبانيا

وقاد الأداء المتميز لاسبانيا القائم على التمرير وسرعة الحركة لتحقيق الفريق نتائج متميزة حيث لم يستطع أي منتخب أوروبي منذ ألمانيا الغربية في أوائل السبعينات من القرن الماضي بلوغ النهائي في ثلاث بطولات كبرى متتالية.

إلا أن ملامح “الحقبة الاسبانية” ستتحدد بشكل كبير عن طريق القدرة على التعاطي مع أداء المنتخب الايطالي الذي قدم أداء مثيرا ومدهشا خلال البطولة.

وإذا ما حققت اسبانيا اللقب الثالث الكبير على التوالي فان هذا سيضمن لها مكانا بين العظماء على مدار تاريخ اللعبة الشعبية.

إلا أن الهزيمة في نهاية بطولة لم يستطع فيها لاعبو اسبانيا أن يثيروا حماسة الجماهير سوى قليلا ستؤدي لتقييم أكثر تواضعا لمكانة منتخب اسبانيا على صعيد اللعبة.

ووصل الفريقان للعاصمة الأوكرانية في حالتين مزاجيتين مختلفتين.

فقد وصلت اسبانيا للنهائي عبر فوزها بركلات الترجيح على البرتغال عقب تعادلهما سلبيا بعد وقت إضافي بينما تبدو ايطاليا في أفضل معنوياتها اثر فوزها المثير والمفاجئ على ألمانيا 2-1.

وعقب فوزها ببطولتي أوروبا وكأس العالم اكتسبت اسبانيا المزيد من الخبرة عند هذا المستوى من التنافس والمزيد من الجودة على الصعيد الخططي، إلا أنها تبدو منهكة بعض الشيء كما أن اعتراف ديل بوسكي بإرهاق اللاعبين يبدو أمرا يثير القلق.

وقال مدرب اسبانيا: “اللاعبون مرهقون… إلا أنهم اعتادوا على ذلك طوال الموسم ويحدوني الأمل في أن يستعيدوا مستواهم قبل موعد المباراة النهائية.”

وعقب عرض مفعم بالحيوية أمام ألمانيا سيكون لزاما على ايطاليا التعافي بعض الشيء بعد أن حصلت على يوم راحة اقل من اسبانيا، إلا أن الحالة المزاجية للفريق تبدو منتعشة عقب ثنائية بالوتيللي التي منحت الفريق مكانا في النهائي وهو الأمر الذي توقعه القليل من الايطاليين.

وخاض الايطاليون البطولة بتوقعات قليلة عقب خروجهم المبكر من كأس العالم في جنوب أفريقيا إضافة لبعض العروض السيئة التي قدموها قبل البطولة.

إلا أن المدرب شيزاري برانديللي استطاع تحقيق ما كان يأمل فيه كل مدرب وطني في هذه الفترة الزمنية القصيرة الخاصة بالبطولة وهو تطوير روح الفريق.

والتقى الفريقان في دور المجموعات حيث تعادلا 1-1 بعد أن تمكن فابريغاس من معادلة الهدف الذي سجله انطونيو دي ناتالي.

إيطاليا غير

وقال برانديللي في إشارة إلى أن فريقه بات أقوى من مباراته الأولى في غدانسك: “لن نشعر بالخوف منهم. تحسن مستوانا سواء على الصعيدين البدني أو النفسي”.

وعلى الرغم من أن أداء اسبانيا المتميز وقدرتها المذهلة على التمرير بما يؤدي بها إلى الاستحواذ على الكرة، فان البرتغال أظهرت أن الضغط الشديد يمكن أن يخرج اسبانيا عن إيقاعها كما حدث في قبل النهائي.

وقامت ايطاليا بهذا بالفعل أمام ألمانيا ومن غير المحتمل أن تلجأ للدفاع بما يدع المجال لاسبانيا لتحديد إيقاع اللعب.

كما يجمع النهائي أيضا بين أسلوبين متناقضين على الصعيد الخططي حيث تلعب اسبانيا عادة بدون مهاجم صريح بينما تلعب ايطاليا برأس حربة صريح وهو بالوتيللي بدعم من انطونيو كاسانو.

وفي ظل احتمال أن يبدأ دي ناتالي المباراة من على مقاعد البدلاء تمتلك ايطاليا عددا من الخيارات الهجومية والتي ستحتاج إليها أمام فريق لم تتلق شباكه أي أهداف في آخر تسع مباريات في مرحلة خروج المغلوب في كأس العالم وبطولة أوروبا.

وبفضل هذا الدفاع الصلب تسيطر اسبانيا على خط الوسط عادة بفضل الساحر تشابي الونسو وزميله تشابي إلا أنهما سيواجهان واحدا من أساتذة الأداء على صعيد خط الوسط وهو الايطالي اندريا بيرلو.

وقال فابريغاس: “يجب أن نحاول تحييد خط وسطهم لأن بيرلو هو لاعب يستطيع دوما أن يسيطر على إيقاع المباراة”.

وكانت آخر مرة تفوز بها ايطاليا ببطولة أوروبا عام 1968 بينما تتطلع اسبانيا للقب أوروبا للمرة الثالثة عقب أول نجاح لها في عام 1964 لتضيفه إلى لقبها الوحيد على صعيد كأس العالم

– عن يورو سبورت