برزت مؤشرات قوية، أمس، على بدء حملة تطهير عسكرية شاملة لمدينة عدن من الحوثيين، حيث وصلت قوة يمنية مدربة للتعامل مع قتال الشوارع ستتولى تأمين وتنظيم أعمال المقاومة الشعبية، توازياً مع تلقي القوات الموالية للشرعية تعزيزات عبر البحر، في وقتٍ نفى التحالف العربي تنفيذه إنزالاً برياً، مؤكداً استمراره في دعم المقاومة لحماية المدنيين والقيام بواجبها.

وأفادت مصادر يمنية مطلعة، أمس، بدخول قوة يمنية مدربة للتعامل مع قتال الشوارع مدينة عدن ستتولى تأمين وتنظيم أعمال المقاومة الشعبية.

وأوضحت أن القوات الموالية للشرعية تلقت تعزيزات عبر البحر عبارة عن أسلحة وذخيرة ومعدات مساندة. وذكرت مصادر يمنية أن طائرات التحالف قامت بعملية إنزال أسلحة نوعية وزي عسكري للمقاومة الشعبية في عدن.

وكشفت مصادر منفصلة من المقاومة الشعبية أن الوحدات ومعها قوات موالية للشرعية جرى تدريبها أخيراً، بإشراف التحالف العربي ودفع بها إلى منطقة خور مكسر، حيث تخوض المقاومة هناك معركة مع قوات الحوثيين وميليشيات الرئيس السابق علي عبدالله صالح لاستعادة السيطرة على مطار عدن الدولي وتوقعت حسم المعركة وتمكين المقاومة من السيطرة على المدينة.

في هذه الأجواء، نفى الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، العميد ركن أحمد عسيري، أي إنزال عسكري في عدن، مشيراً إلى أن كل ما تم تداوله من أخبار عن إنزال قوة عربية في عدن غير صحيح.

وقال في تصريحات، إن المقاومة الشعبية تقوم بكافة المهام في عدن. وأضاف أن قوات التحالف لو قررت القيام بإنزال بري في عدن أو غيرها، فإنه سوف يعلن ذلك رسمياً وعبر مؤتمر صحافي، معتبراً أن أي إنزال من هذا النوع لا يمكن إخفاؤه.

وبالتوازي، شن طيران التحالف العربي غارات جوية على مواقع الإرهابيين في مدينة الحديدة غربي اليمن. وقالت مصادر من الحديدة إن طائرات التحالف شنت غارات متتالية على المطار العسكري والمدني، واللواء 67 طيران والدفاع الساحلي. وأشارت إلى أن دوي انفجارات عنيفة سمع في المناطق المحيطة بالمطار، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من تلك المواقع.

كما قال سكان في العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرةالحوثيين، إن طائرات التحالف الحربية قصفت قاعدة الديلمي العسكرية في صنعاء. وأضافوا أن الطائرات استهدفت أيضاً معسكراً للقوات الموالية للرئيس اليمني السابق في أرحب شمالي العاصمة.

وفي جديد الاشتباكات، دارت معارك في محيط مطار عدن بين المقاومة الشعبية من جهة والمتمردين الحوثيين المدعومين بقوات الرئيس السابق من جهة أخرى. وأكدت المصادر أن المواجهات تركزت عند مدرج المطار من الجهة الغربية، تزامناً مع محاولة مسلحي المقاومة التقدم باتجاه جزيرة العمال المجاورة للمكان.

ولاتزال المقاومة الشعبية تحاصر مطار عدن الدولي من محورين لليوم السادس على التوالي بهدف استعادته من أيدي قوات الحوثيين وصالح. وأفاد سكان في مديرية دار سعد والبساتين أن مسلحي الحوثي قصفوا مناطق سكنية في المديرية، بعدما استطاع عناصر المقاومة الشعبية صد هجومهم وإخراجهم من مواقعهم في تلك المنطقة.

كما ذكرت مصادر محلية أن المقاومة سيطرت على عدة مواقع للحوثيين والقوات الموالية لصالح غرب محافظة مأرب بعد معركة شرسة خلّفت عشرات القتلى.

وأوضحت المصادر أن المقاومة المدعومة بالجيش الموالي للشرعية شنت هجوماً مباغتاً على مواقع للحوثيين والحرس الجمهوري في جبهة صرواح ملحقة بهم خسائر كبيرة، مشيرة إلى أنها استولت على منطقة التبة الحمراء فيما تراجع الحوثيون إلى منطقة الزور.

كذلك، أوضحت المصادر أن اشتباكات عنيفة دارت في تعز تركزت في حوض الأشراف ومحيط قلعة القاهرة والمجلية، بعد هجوم من جبل صبر على قلعة القاهرة التي تتمركز فيها مدفعية ودبابة تقصف الأحياء السكنية.

وفي سياق متصل، قالت مصادر محلية، إن المقاومة صدت هجوماً للحوثيين في مدينة الضالع، مشيرة إلى أن قوة حوثية حاولت التقدم نحو معسكر 33، لكن المقاومة أجبرتها على التراجع.

أما محافظة شبوة، فشهدت مقتل عدد من الحوثيين إثر المواجهات العنيفة التي أدت إلى تدمير عدد من المعدات العسكرية في منطقة بيحان.

وكانت جبهة أبين ساخنة أيضاً، حيث استولت قبائل الواحدي على جبل عكد الذي يطل على مدينة معين بعد أن كبدت ميليشيا الحوثي وصالح خسائر في الأرواح والعتاد، كما استولت القبائل على خمسة عشر طقم حاملة مدافع رشاشة وثلاث دبابات.

وقتل ستة عناصر من الحوثيين وأصيب عدد آخر إثر هجوم للمقاومة على عدد من مواقع المليشيات المتمردة في محافظة البيضاء.

أكدت وزيرة الإعلام اليمنية المكلفة باللجنة العليا للإغاثة في اليمن نادية عبدالعزيز السقاف أن اليمن بحاجة إلى مليار دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية خلال الأشهر الستة المقبلة.

وقالت الوزيرة السقاف في تصريح للصحافيين على هامش اجتماع في الدوحة أمس لمناقشة الوضع الإنساني في اليمن إن الأوضاع الإنسانية متدهورة بشكل كبير جراء انعدام كافة الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والمياه والأمن وغيرها من الخدمات واليمن بحاجة إلى مليار دولار لمواجهة الاحتياجات الإنسانية.

وأفادت بوجود 1.4 مليون من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي يضافون إلى أكثر من 10 ملايين من السكان وفقا لإحصاءات سابقة، منبهة إلى أنه ما لم يتم توفير الوقود خلال الأسبوعين المقبلين ستتوقف عمليات الإغاثة تماماً.

وعقد في العاصمة القطرية اللقاء التشاوري حول الوضع الإنساني في اليمن الذي دعت إليه الهيئة اليمينة للإغاثة والتنسيق التابعة لرئاسة مجلس الوزراء في اليمن بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية. ويأتي هذا الاجتماع الذي حضره عدد من ممثلي المنظمات الإنسانية في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم الإسلامي بهدف تعزيز التشاور والبحث عن أنجع السبل للاستجابة الإنسانية في اليمن.

وسلط الاجتماع الضوء على التحديات والصعوبات التي تواجه جهود الاستجابة الإنسانية في اليمن، والتعريف بهيئة الإغاثة والتنسيق اليمنية وكيفية التنسيق معها، ومعرفة خارطة الفاعلين الإنسانيين، وتوزيع الأدوار بينهم، والتشاور حول السبل الممكنة للاستجابة الإنسانية في اليمن بفعالية وكفاءة.

تشهد مدينة تعز اشتباكات عنيفة منذ نحو شهر، عقب سيطرة الحوثيين على مقر اللواء 35 الموالي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

البيان