علي العمودي

تنطلق اليوم برعاية سامية من قائد مسيرة الخير، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله مبادرة “مسيرة علم”، والتي ستبدأ من الفجيرة، حيث سيحمل ولي عهد كل إمارة علم الإمارات كعهدة ليسلمه لولي عهد الإمارة، الذي يليه، في رحلة تستغرق سبعة أيام باتجاه العاصمة، حيث سيتسلم العلم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ليرفعه هناك عند أعلى سارية في منطقة كاسر الأمواج قبل ظهر يوم المجد، الثاني من ديسمبر بحضور أولياء العهود في احتفالية رائعة روعة الدلالات الجميلة للمبادرة السامية في ذكرى قيام إمارات الخير والمحبة، واستحضاراً لما تمثله الذكرى.
ففي مثل ذلك اليوم التاريخي كان القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه يرفع العلم لأول مرة، معلناً للعالم بأسره قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وإيذاناً بانطلاق أضخم مسيرة تنموية في المنطقة تواصلت بإخلاص ودأب وتفان حتى تحقق للإمارات وأبنائها اليوم ما ينعمون به من رفاهية وازدهار ورخاء وأمن واستقرار.
مسيرة حافلة بإرهاصات وتحديات تم تجاوزها والتعامل معها بالرؤية الشمولية والإرادة والعزيمة القوية لترجمة الأحلام الكبيرة التي توحدت تحت هذا العلم الشامخ الذي يرفرف اليوم بشموخ، ويفخر الجميع برفعه فوق كل محفل وملتقى، وعلى كل دار في ربوع الإمارات التي سابقت الزمن بكل معاني الكلمة.
تتلخص الدلالات الجميلة للمبادرة السامية في معاني تداول العلم من إمارة لأخرى لتؤكد حرص الأجيال على صون أغلى رمز للوطن، والعهد والوفاء للحفاظ على إرث الآباء المؤسسين بإعلاء البنيان الذي وضعوا لبناته الأولى منذ 42 عاماً خلت، وانطلقوا به نحو آفاق طموحة من الجد والاجتهاد على درب واضح الخطوط والمعالم تتجمع كلها نحو هدف واحد الارتقاء بالأرض والإنسان.
تجيء المبادرة السامية، ونحن نعيش أفراح الوطن بيوم مجده، ونشهد أصداء فرحة الاحتفاء بيوم العلم، ذلك الاحتفاء الذي تزامن مع ذكرى تولي قائد المسيرة المسؤولية، ومضى بالراية إلى حيث يجب أن تكون في ذرى الأمجاد شامخة بالعز والفخر. احتفالية تتجدد مع المبادرة السامية لحمل العلم بفخر والاعتزاز بتضحيات الآباء والأجداد، احتفالية يتجدد معها عهد الولاء والانتماء بالحفاظ على الراية أمانة تفتديها الأرواح من جيل إلى جيل لتبقى خفاقة للأبد.
وقد كانت الاحتفالية وما تشهده من تفاعل على المستويات الرسمية والشعبية كافة، تجسيد لوحدة وطن وقوة انتماء ومتانة التلاحم الوطني، وصلابة الالتفاف حول قيادة حرصت دوماً على إسعاد مواطنيها وضمان الاستدامة لمسيرته التنموية الخيّرة. وأضحى العلم رمزاً لتجربة قيادة وطن يحظى بتقدير واحترام إقليمي ودولي، يثمّن معه المجتمع الدولي القيم التي قامت وانطلقت منها التجربة بالحرص على أن تكون جزءاً فاعلاً ومتفاعلاً في صون الأمن والاستقرار العالمي من خلال تعزيز ونشر قيم التعايش والتسامح، وتبادل المصالح والمنافع والاحترام المتبادل، وهو نهج ثابت ثبات مكانة هذه الراية الغالية في قلوب تشدو للعلم الزاهي بألوان الفرح وتهتف “باسم الله حصنتك يا وطن”.

– الاتحاد