رغم الطفرة تلو الطفرة التي يشهدها العالم في مجال الأجهزة الذكية القابلة للاتصال فيما بينها بسهولة وسرعة فائقة، والتي تقدم مئات الخدمات والوظائف لمستخدميها، ورغم مئات الآلاف من التطبيقات الذكية التي تناولت جميع نواحي الحياة، ورغم ما تشهده الطابعات من طفرات لم تكن متوقعة خصوصاً في عالم الأعمال والشركات، إلا أن هذه الأخيرة مازالت غير قادرة على مواكبة الطفرة التكنولوجية الذكية التي ركزت على المستخدمين والأفراد وحياتهم الشخصية والخاصة.

حتى هذه اللحظة لاتزال الطابعات التقليدية المخصصة للمستهلكين والاستخدامات الشخصية، ورغم ما تأتي به من ميزات وإمكانيات تفوق ما جاءت به في الماضي، تعاني من تأخر تكنولوجي كبير، جعل من الصعب إعطاءها صفة الذكية، لاعتمادها على تقنيات الماضي القديمة، التي تجاوزتها الأجهزة الذكية بمراحل بعيدة.

الطابعة التقليدية

بمجرد أن تبدأ فكرة شراء طابعة جديدة تجوب في خيال أحد المستخدمين، تتجلى أمامه السلبيات الكثيرة التي تأتي بها هذه الطابعات حتى مع ارتفاع أسعارها، بدايةً من حجمها الكبير، وأوزانها الثقيلة، التي يصعب عملية تحريكها، مروراً بضرورة وصل أغلب نوعياتها بالكمبيوترات الشخصية، وعدم توافقها بشكل كامل مع الأجهزة الذكية عبر تقنيات الوايرليس، وأخيراً وليس آخراً، مشكلة الحبر المعروفة والتي تجبر المستخدمين على دفع نفس ثمن الطابعة أو أكثر في كل مرة يرغبون فيه استبدال هذا الحبر.

الطابعة الروبوت

في محاولة لحل مشكلة الحجم الكبير الذي تأتي به الطابعات التقليدية، ومحاولة حل مشكلة التوافق مع الأجهزة الذكية والاتصال اللاسلكي عبر تقنيات البلوتوث أو تقنيات الاتصال القريب المدى، قام فريق Zuta Labs، بابتكار حل عملي لمثل هذه المشاكل، تمثل بابتكار طابعة صغيرة الحجم تشبه الروبوت الصغير، قادرة على السير برشاقة على الأوراق الخاصة بالمستخدم، لتقوم وحسب الأوامر الموجهة لها بطباعة كل ما يأمرها به.

الروبوت الطابعة الذي ابتكره فريق Zuta Labs، جاء تحت الاسم التجاري Pocket Printer، حيث تم تزويد هذا الروبوت، برأس نفاث للحبر من خلال تركيب أسطوانة الحبر الصغيرة الخاصة بالطابعة، التي تقوم بسهولة بعد وضعها على زاوية الورقة التي يرغب المستخدم بالطباعة عليها، من البدء بعملية الطباعة بشكل أوتوماتيكي، ومن دون الحاجة إلى تدخل من المستخدم، إلا عند الانتهاء من عملية الطباعة على الصفحة.

أشار فريق العمل إلى أن الطابعة الروبوت قادرة وبذكاء فائق المزامنة مع مختلفة الكمبيوترات الشخصية والذكية، حيث أكد الفريق الذي قام مؤخراً بعرض ابتكاره الذكي هذا ضمن قائمة الابتكارات الصاعدة على موقع Kickstarter للبحث عن الدعم المادي اللازم لتحويل هذه الفكرة إلى منتج يشق طريقه بقوة في الأسواق العالمية، أن هذه الطابعة تدعم الأجهزة الذكية العاملة بأنظمة التشغيل الشهيرة مثل أندرويد من جوجل، وآي أو أس من أبل.

سلبيات ومآخذ

رغم الفكرة المميزة، التي ستأتي بها هذه الطابعة في حال حصل الاختراع، الذي قام به فريق Zuta Labs على الدعم اللازم لتنفيذه على أرض الواقع، إلا أنها وبحسب الفريق المبتكر لها، وبحسب فيديو قاموا بنشره مؤخراً عن هذا الابتكار، سيؤخذ عليها بطئها وقلة سرعتها، مقارنة بالطابعات المكتبية أو حتى بعض الطابعات المتحركة كبيرة الحجم، التي تكون قادرة على طباعة 10 أوراق أو أكثر في دقيقة واحدة. حيث ستكتفي الطابعة الروبوت الذكية، بطباعة صفحة واحدة أو صفحتين بدقة 192×96 في كل دقيقة، وهو الوقت الذي قد يعتبره كثير من المستخدمين بالطويل جداً لطباعة صفحة واحدة. كما أن هذه الطابعة الذكية الجديدة بفكرتها تختلف عن الطابعات الذكية المخصصة للهواتف الذكية، حيث تعتمد أغلب هذه الأخيرة على الحبر الحراري، والذي يقل بمراحل بعيدة عن الجودة التي يقدمها الحبر السائل النفاث، الذي تستخدمه مثل هذه الطابعة، مما يجعل هذه الطابعة مناسبة لطباعة الخرائط والرسومات البيانية، وحتى طباعة المواد الشخصية المختلة.

ولكن مع الميزات والإمكانات التي ستأتي بها طابعة Pocket Printer، المزودة ببطارية قابلة للشحن تمكنها من العمل لساعة متواصلة إضافةً إلى أن أسطوانة الحبر الواحدة التي تمتلكها كافية لطباعة أكثر من 1000 ورقة، وقد تم تصميمه بنهاية مدببة لتحديد مكان البدء بالطباعة بشكل دقيق إضافةً إلى أنه ملائم للطباعة على أي نوع من الورق ومهما كان حجمه وهذا الأمر غير متاح في الطابعات الأخرى. وهذه الميزات من المؤكد أنها ستقف إلى جانب الفكرة المميزة التي ستأتي بها الطابعة، والتي من المؤكد أنها ستحول مفهوم الطابعات التقليدية إلى طابعات ذكية.

الاتحاد