د. عبدالله محمد المطوع

في الوقت الذي كانت فيه الاستعدادات سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي تجري لإلقاء الضوء الأبيض على العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة (بريطانيا) شاهدنا بعض الصحف البريطانية، تحاول أن تعطي صورة سوداوية لهذه العلاقة، وإبراز موضوع في مجمله لا يحتاج إلى هذا التضخيم الإعلامي، وهي أن ثلاثة من البريطانيين مسجونين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً في إمارة دبي بتهمة حيازة المخدرات.

إن هذه الحملة ما هي إلا الوجه الآخر للبعض ممن يحاول بكل الوسائل الخبيثة والدنيئة لتشويه صورة الإمارات.

إن الإمارات بلد مستقر تمنح الأمن والأمان والاستقرار لكل من يقيم على أرضها ويحترم القوانين والأعراف والتقاليد الإماراتية، وكل من يحاول عكس ذلك سواءً من العرب أو غيرهم وحتى المواطنين، فإن القانون يطبق عليه فمن يستخدم أو يمتلك المخدرات بكافة أنواعها عليه أن يدرك أن القانون صارم في هذه القضية وخاصة إذا ثبت عليه الجرم بالدلائل والبراهين العملية والمختبرية.

أما أن تقوم بعض الصحف الصفراء والمعادية أساساً للعرب والمسلمين بتلفيق أكاذيب على الدولة، فإن الهدف من ذلك تأليب الرأي العام البريطاني على الإمارات.

ولعل تفاعل المقيمين من الجنسية البريطانية على هذه الحملة تؤكد الأكاذيب الإعلامية، ففي الإمارات ما يزيد عن 120 الف بريطاني يعيشون في الدولة، وهم في أمن وأمان، فهل يعقل أن هؤلاء يضحون بحياتهم في الاستمرار في العيش في الإمارات؟ لولا إدراكهم بأنهم في مكان آمن يحترم حقوق الجميع على أساس احترامهم للقوانين وعدم العبث بأمن الدولة.

الا تدرك تلك الأقلام الحاقدة على الإمارات أن معدلات الزائرين من بريطانيا إلى الإمارات يزيد عن مليون سائح سنوياً وخاصة في فصل الشتاء، حينما تكون الأجواء في أوروبا في حالة شبه صقيع وبرد وأمطار ورياح شديدة وزد على ذلك أن معظم المقيمين من الجنسية البريطانية يعملون في مجال الطب والهندسة والمقاولات وشركات البترول ويحصلون على رواتب عالية ولا تؤخذ منهم الضرائب.

لعل هذه الحملة تعيد للأذهان تلك الواقعة القديمة عندما كان أثنان من نفس الجنسية يرتكبون فعلا فاضحا على شاطئ البحر أمام أعين الجميع من دون حياء أو خجل وهذا لا يحدث حتى في بلدانهم المتحررة حسب زعمهم.

ولعل من الإنصاف العودة إلى ما أكده دومينيك جيرمي السفير البريطاني لدى دولة الإمارات أن اللجنة المشتركة بين (الإمارات وبريطانيا) عززت العلاقات بين البلدين في مختلف النواحي الاستثمارية والثقافية وفي قطاع الأعمال مما أدى إلى زيادة الاستثمارات وتقوية الروابط الثقافية ومن مواجهة التحديات الأمنية مثل مكافحة أخطار الإرهاب وانتشار الاسلحة النووية والإرهاب لم تسلم منه معظم الدول في العالم.

وأخيراً وليس آخراً الا يدرك أولئك أن الشمس قد غابت عن تلك الإمبراطورية القديمة، بينما ذهبت تسطع في أجزاء أخرى من العالم.

وختاماً فإن معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور محمد قرقاش قد أكد على ان علاقة الإمارات ببريطانيا واحدة من أفضل العلاقات، خصوصاً أنها تاريخية وممتدة منذ أكثر من 60 عاماً والحقيقة أنها تزيد عن ذلك. فكلية سانت هيرست البريطانية العتيقة تخرج منها العديد من القادة والرؤساء سواء في الإمارات أو في دول مجلس التعاون الخليجي أو غيرها من الدول.

إن الإمارات، شعبا وقيادة تؤمن بحرية الإنسان في حدود القانون والالتزام بثقافة المجتمع الذي يعيش فيه، كما هو الحال في كل دول العالم، فهل يعقل أن ثلاثة مستهترين بالقوانين يعكرون صفو علاقة متينة بين الإمارات وبريطانيا، أليست المخدرات الآفة التي يحاربها الجميع، ألم يكن الأفيون والقضاء عليه هي الخطوة الأولى التي اتخذت في الصين للنهوض والتطور، أم أن تلك الصحف الصفراء تحاول الابتزاز اعتقاداً منها أنها سوف تحصل على ثمن وتسكت وهذا هو المحال حالياً في عالم بات كقرية صغيرة يدرك فيه الانسان كل شيء.

– البيان