محمود علام

(صديقي الخبير الزراعي المقيم في كندا يدرس باهتمام و عناية ، الجدوى الاقتصادية لفكرة طرحتها عليه مجموعة من المستثمرين الكنديين حول مشروع استغلال أزهار “السحلب” في وادي الوريعة بإقامة مصنع لانتاج”عطر الملوك” )…. هذاالخبرالموجزمهدى إلى المهندس محمد سيف الأفخم مدير بلدية الفجيرة وإليكم المقال بالتفصيل :
أدهشتني مكالمة منتصف الليل ، لكن دهشتي زالت سريعا عندما سمعت صوت محدثي من كندا حيث يقيم فقد أدركت أن الوقت لديه يقترب من العصر بحكم فروق التوقيت، لكن الدهشة تحولت إلى مجموعة من المفاجآت تضمنها حديث صديقي القديم الذي يعيش في كندا بحكم عمله في إحدى منظمات الأمم المتحدة هناك.
بعد التحايا والسؤال عن الأحوال والأبناء والبنات بادرته بسؤالي :كيف خطرت له على البال وقد مضت سنوات لم أسمع فيها صوته؟ فكانت إجابته أولى المفاجآت : تذكرت أنك تقيم في الفجيرة عندما طالعت بالصدفة خبرا عن متنزه وادي الوريعة قدمه لي زميل في عملي أثناء متابعته لموقع “الفجيرة نيوز”على الإنترنت.
تعجبت للحظة ثم تملكني شعور بالإعجاب فقلت : أنتم في كندا تتابعون أيضا “الفجيرة نيوز”؟ وأردفت : هل اتصالك بي الآن تعبير عن رغبتك في زيارة هذا الوادي؟
عاودتني الدهشة وأنا أسمع صوته يردد في نبرة حزم: ربما ، لكن الأهم هو أني أردت إخبارك بما تفكر فيه مجموعة من المستثمرين الكنديين الذين قاموا بزيارتي اليوم لاستطلاع رأيي حول إقامة مصنع في الفجيرة لإنتاج عطر الملوك ، وهنا حاولت التداخل للرد فلم يمنحني الفرصة وواصل مفاجآته بقوله: وبما أنك ياصديق العمر تقيم في الفجيرة فمعنى هذا أنك تعيش بقرب مزارع أزهار “السحلب ” التي يصنع منها هذا العطر الشهير منذ قرون من الزمان ؟
حتى اللحظة تمالكت نفسي وقلت ربما كان صديقي يمازحني وهو المشهور بشخصيته المرحة وربما كان، بكلامه هذا، يحاول إشعاري بأنه رغم البعد ورغم غياب التلاقي بيننا لايزال كما عرفناه دائما ميالا للمرح شغوفا بإضفاء البهجة على من حوله.
وحاولت أن أحذو حذوه فقلت : عطرك الملوكي لم أجربه بعد، أما السحلب فنحن نصنعه في البيت بنفس الطريقة التي تعلمناها على يدي أمهاتنا ، وقبل أن استرسل قهقه عاليا وقال : لا أصدق أنك لاتعلم ، وأنت من جيران هذا الوادي ، أن أزهار السحلب تملأ كل الجنبات فيه ومنها يصنع عطر الملوك ، ومادة الفانيليا الشهيرة ، ربما اختلط الأمر عليك لأني لم أذكر لك أني أعني بالسحلب زهرة “الأوركيد”!
وكأن عبارته الأخيرة كانت طوق نجاة فقلت : لماذا لم تقل ذلك من البداية لقد ظننتك تمزح كما عودتنا دائما …لكن قل الآن : كيف أخدمك في هذا الأمر ؟ فأجاب : لا تتعجل فسوف أعاود الاتصال بك بعد إتمام دراسة الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع الاستثماري المتميز والأول من نوعه في الشرق الأوسط ، وستكون الفرصة سانحة لألقاك بعد طول غياب وفراق.
انتهت المكالمة وفي ثناياها كان الخبر الذي وجدت أنه يستحق الإشارة إليه ليطالعه أصحاب الشأن… وأظن أني ، بهذه السطور، فعلتّ!!!

وردا على مفاجآت صديقي القديم أقدم له مفاجأة أخرى حين أدعوه إلى إقامة مشروع مزارع أسماك للنوع الوحيد من الأسماك الخليجية المتوطنة في قلب وادي الوريعة الواقع بين الجبال وبعيدا عن البحر بعدة كيلومترات .
ولا أستبعد بالطبع أن يكون هناك المزيد من المفاجآت في محمية الوريعة الجبلية التي دخلت مؤخرا ساحة التنمية عبر مشاريع للسياحة البيئية لم يكشف عنها النقاب بعد .