فاطمة ماجد السري

حكاية فيروز مع الباص هي ما تبقى من حكايات أصبحنا نرويها مع الأيام لأنها الذكرى التي لا تنمحي بسبب العادة، وهي أن نسمعها في باص المدرسة كل يوم. فعندما أخذني والدي لموقف الباص في منطقة المرقاب بالكويت للمرة الأولى سمعت فيروز، وكانت تغني (نسم علينا الهوا من مفرق الوادي).

ولكن هذه لم تكن البداية؛ فما تعودت عليه في الكويت بدأت أسمعه في الشارقة، وكان سائق الباص رحمة الله عليه (حمد بن خليفه الملقب بحمد الدبس) يجلسني بالقرب منه فكنت أعبث بمفاتيح الراديو إلى أن أضبط المؤشر على “دبي أف أم” وكانت تضع فيروز، فأصبحت تعطينا الإحساس بأن اليوم سوف يبقى مشرقاً.

ولم تنته الحكاية مع فيروز التي تصدح بصوتها الشجي كل صباح، وتبعث بالرسائل للمحبين والمغتربين، فما تعودنا عليه في المدرسة تعودناه في الجامعة، كنا نسمعها كل صباح من سكن الطالبات إلى مقر الجامعة، هذه الحكاية لم نستطع نسيانها، وكلما احتجناها أشعلت فيروز فينا بصوتها الدافئ الحنين إلى البلد الأم.

قد لا نكون في غربة، ولكن بالرغم من ذلك يبقى لصوت فيروز الحنون الدافئ بكلماتها المنسابة عبر مختلف أنواع أجهزة المذياع هو الصوت الذي لم يشخ أبداً مهما غنت بحنجرتها من (دخلك يا طير الوروار، سلم لي على الحبايب، يا مرسال المراسيل،وغيرها من الكلمات والألحان التي سيبقي صوت فيروز أسيراً للمحبين.

-البيان