علي شهدور

فعلاً مصر «أم الدنيا وقد الدنيا» بأهلها، وتاريخها، وحضارتها، هذا ما شهدناه، ولمسناه خلال الأسبوع الماضي، أثناء زيارة الوفد الإعلامي الإماراتي، للاطلاع على مشاريع الدولة التنموية في أرجاء مصر.

مصر عملاقة ليس من اليوم، بل منذ الأزل استطاعت تجاوز كل المحن التي مرت بها، وتجاوزت مشكلاتها بقوة إيمان أبنائها وسوف تتجاوز، إن شاء الله، أزمتها الحالية، كما عودتنا بسواعد رجالاتها المخلصين، وبمساندة الأشقاء في الدول العربية، الذين يحبون مصر كما تحبهم.

إن دعم الإمارات لمصر ولشعبها لم يأت منة من الدولة على أبناء النيل، بل جاء رد جزء من جميل أم الدنيا علينا، وكما قال معالي الدكتور سلطان الجابر خلال زيارته لمصر: « إننا نساعد مصر لنساعد أنفسنا فنحن مع إرادة الشعب المصري في اختيار مصيره، ونحن مع مصر قلباً وقالباً».

مصر التي لم تتخل عن أشقائها من الدول العربية في الماضي لن يتخلوا عنها لأنها قلب الأمة العربية النابض، ومن دون القلب لا يستطيع الجسد الحياة.

مصر ليست بحاجة للكلام والتنظير كما يفعل البعض، بل بحاجة إلى دعم سياسي معنوي، ودعم اقتصادي مالي، لأن هذا الدعم سوف يسهم في خروج مصر من أزمتها التي أسهم فيها البعض، وعلى رأسهم قطر للأسف الشديد، بل على العكس ما زالت قطر تكابر، وتواصل توجيه الضربات إلى قلب الأمة، وقد آن الأوان لإيقاف هذا النزيف بتوحد المواقف خلف مصر الغالية.

إن إنجاز 80% من المشاريع الإماراتية التنموية في مصر دليل واضح على عزم الطرفين للسير قدماً بالسفينة إلى بر الأمان، خاصة أن الدعم سيتواصل ما بعد تنفيذ هذه المشاريع الحيوية التي تشمل الإسكان والصحة والتعليم والتنمية بشكل عام للوصول بالحملة التنموية إلى شواطئ الاطمئنان.

إن عزم أبناء مصر على إنجاز تلك المشاريع التنموية في مواعيدها وجدولها الزمني الموضوع دليل آخر على إصرارهم على تجاوز الأزمات والعثرات، ودليل على أن السواعد المصرية قادرة على تحقيق المعجزات في كل المجالات، ودليل على أن عطائهم لا يتوقف أبداً، إن شاء الله.

– البيان