افتتحت الملكة رانيا العبدالله عقيلة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أعمال الدورة الخامسة من قمة أبوظبي للإعلام، التي انطلقت أمس لمناقشة مستقبل الإعلام في المنطقة والعالم، وذلك بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى أكثر من 500 من قادة صناعة الإعلام من مختلف أنحاء العالم.

ودعت الملكة رانيا في كلمتها الافتتاحية الأمة العربية إلى عدم السماح لأقلية متطرفة لا تمت للدين بصلة باختطاف هويتنا واستبدالها بهويات العنف والقتل والجهل، وتغيير صورتنا، مؤكدة على الحاجة الملّحة للاستفادة واستثمار الثورة التكنولوجية وشبكات التواصل الإعلامي الاجتماعي والقنوات الإعلامية المتاحة لنروي من خلالها قصة العالم العربي التي تعكس قيمه المرتبطة بموروثاته وجوهر الإسلام دين التسامح والرحمة.

وقالت: «يجب أن تكون استراتيجيتنا مبنيّة على المدى البعيد، وهذا يبدأ بالاستثمار في التعليم النوعي للجميع من تدريب المعلمين وربط المدارس وتحديثها وتطوير المناهج، مشيرة إلى أن إصلاح التعليم ليس بالسهل أو الرخيص لكن ثمن الجهل أكبر بكثير، موضحة أن ثورة التكنولوجيا في السنوات الأخيرة غيّرت من طريقة تعبيرنا عن أنفسنا، حيث أصبحت أدوات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة معظم الأفراد».

وسائل التواصل

وعرضت الملكة رانيا مجموعة من الصور تظهر حجم الدمار والخراب في عدد من المدن العربية يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة وانطبعت في أذهان الكثيرين، وقالت إن «هذه الصور لا تمثلني كما أنها لا تمثلكم، إنها غريبة وبغيضة للأغلبية العظمى من العرب «مسلمين ومسيحيين»، ويجب أن تُغضب كل عربي في جميع أنحاء هذه المنطقة، لأنها هجوم على قيمنا كشعوب وعلى قصتنا المشتركة».

وأضافت: «إن المعركة اليوم هي بين المعتدلين والمتطرفين في العالم كله، وربما تكون طويلة وصعبة، لكنها معركة من أجل مستقبل الإسلام ومستقبل العالم العربي، وتتطلب منا الانتصار في المعركة الفكرية، ونحن الأغلبية المعتدلة ملامون أيضاً، حيث تسرد القصة بالصمت بقدر ما تسرد بالكلام، وصمتنا يروي الكثير فنحن شركاء في نجاحهم، مبينة أن المتطرفين وأتباعهم ظهروا من صفوف دراسية لم تتحداهم للتفكير، تعلموا فيها مناهج عفا عليها الزمن ومن مجتمعات ربع أقرانهم فيها عاطلون عن العمل، حيث لا وجود لضمان اجتماعي يضمن حياة كريمة، وحيث فرص المساعدة لتغيير الوضع الراهن قليلة ومتباعدة».

وتابعت:«لتجاوز ذلك ولإنقاذ شبابنا من دعوات التطرف علينا أن نعطيهم بديلاً أفضل من خلال الرضا الوظيفي والارتياح بوجود العدالة، ونعمل من أجل التكافل والمساواة والإنجاز بالمشاركة».

وقالت: «لنقدم فرصاً حقيقية للتغيير والتقدم ونلعب جميعاً دوراً في تحقيق ذلك، وخاصة وسائل الإعلام التقليدية، وعبر الإنترنت، ونحتاج من الجميع أن يعطوا صوتاً لتحالف المعتدلين حول العالم، لندع رسالتهم تسمع، منوهة بأن الخيار أمامنا جميعاً واضح فإما أن نطور منطقتنا، أو ندع الآخرين يحطمونها، أن نجد حلولاً للتحديات، أو نترك التحديات لتعصف بنا، أن نستفيد من أدوات العصر لتحقيق التقدم للعالم العربي في القرن الـ21، أو نسمح للآخرين باستخدام تلك الأدوات للعودة بنا إلى العصور المظلمة».

وتحدثت عن أحد نماذج استثمار التكنولوجيا في توفير التعليم النوعي، مشيرة إلى إطلاقها لمنصة «إدراك» التي توفر مساقات جماعية إلكترونية مفتوحة المصادر للعالم العربي باللغة العربية.

وقدمت الملكة رانيا الشكر للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على دعمه لهذه المنصة، قائلة: «إن التعليم وحده ليس الحل، فالشباب العربي يحتاج للوظائف أيضاً».

تقديرات

وبينت أن تقديرات إحصائية جديدة تشير إلى الحاجة لتوفير أكثر من 100 مليون وظيفة بحلول عام 2020 لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل.

وحول التعليم النوعي للجميع ذكرت أنه يجب أن يشمل الفتيات والأولاد لأن الفتيات المتعلمات يعززن اقتصاديات دولهن، ويضعن صحة وتعليم أطفالهن في مقدمة الأولويات، ويساعدن في بناء مجتمعات مستقرة تحد من التطرف. وقالت: «كمنطقة لدينا القيم والمال والعقول والشباب والتكنولوجيا والسوق والشبكات والدافع للاستفادة من هذه الثروات، وضمان التغيير الدائم».

وختمت كلمتها قائلة: «من أجل كل واحد منا، من أجل الإسلام والعالم العربي، من أجل مستقبل شبابنا، يجب علينا صياغة رواية جديدة وبثها للعالم لأنه إذا لم نقرر نحن ما هي هويتنا، وماذا سيكون إرثنا، فإن المتطرفين سيفعلون ذلك بالنيابة عنا».

نقطة تحول

من جانبه قال معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس قمة أبوظبي للإعلام: «تناقش قمة هذا العام قيادة مستقبل الإعلام في المنطقة والعالم، وسيكون تركيزنا بالضرورة على المحتوى وتوزيعه وتمويله، لكن أتوقع أن يكون لدينا حوارات متنوعة بقدر ما هي مفيدة ومثمرة».

وأكد أن قطاع الإعلام في تطور ونمو مستمر خاصة في منطقتنا، حيث تأتي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مقدمة الأسواق التي تشهد نمواً متسارعاً ضمن قطاع الإعلام، مضيفاً بأن منطقتنا تقف عند نقطة تحوّل في العلاقة بين المحتوى والتوزيع وشهية المستهلك، ويتضح ذلك بشكل أفضل في قطاع التعليم، حيث غيّرت ابتكارات وسائل الإعلام الجديدة من أساليب طلاب المدارس والجامعات في تلقي المعلومات.

وأشاد رئيس قمة أبوظبي للإعلام بالشراكات والمبادرات الإعلامية التي أقامتها twofour54، لدعم قطاع التعليم، مستعرضاً شراكاتها مع «نبراس» و«لمسة» و«يوبيسوفت»، مبينا حرص twofour54 من خلال جميع شراكاتها واستثماراتها على منح الشباب من مواطني دولة الإمارات فرصاً استثنائية لصناعة إعلامية مزدهرة يمكنهم من خلالها اكتشاف طاقاتهم، وتحسين مهاراتهم، وتطوير الأفكار الجديدة والمساعدة في تشكيل مستقبل قطاع الإعلام.

وأشاد معالي خلدون خليفة المبارك بدعم الملكة رانيا لقطاع التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستعرضاً عدداً من المبادرات التي قامت بها والتي ساهمت بشكل فاعل في دف عجلة هذا القطاع نحو الأمام، وقال:«ليس ثمة أفضل من جلالة الملكة رانيا لافتتاح أعمال قمتنا هذه».

200 ألف دقيقة تفاعل مع تغطية «البيان» المباشرة للقمة

وتنفرد جريدة «البيان» بتقديم تغطية مباشرة لقمة أبوظبي للإعلام لحظة بلحظة من قلب الحدث من خلال محرريها المتواجدين في القمة، حيث بلغ عدد الزوار الذين تابعوا التغطية 10 آلاف شخص، قضوا أكثر من 200 ألف دقيقة تفاعل مع التغطية.

وتتيح هذه الخدمة التي تقدمها «البيان» للجمهور المشاركة والتفاعل مع التغطية إما بالتعليق على الأخبار والصور ومقاطع الفيديو المنشورة أو مشاركتها مع أصدقائهم، وكذلك المشاركة بإرسال صورهم ومقاطع الفيديو التي تسجلها عدساتهم.

وكانت «البيان» قد أطلقت خدمة البث المباشر لبعض الفعاليات المهمة التي تحدث داخل الدولة في أكتوبر الماضي، وتحديداً في أسبوع جيتكس الدولي للتقنية 2014، حيث بلغ عدد المتابعين للتغطية 100 ألف زائر، قضوا 1.3 مليون دقيقة تفاعل، وفي معرض الشارقة الدولي للكتاب بلغ عدد المتابعين للحدث 640 ألف زائر قضوا قرابة 9 ملايين دقيقة تفاعل تصفحوا خلالها 1.2 مليون صفحة، وخلال مهرجان أبوظبي السينمائي بلغ عددهم 120 ألف شخص أمضوا 1.2 مليون دقيقة تفاعل، وفي بطولة دبي العالمية للضيافة بلغ عدد المتابعين 60 ألف زائر أمضوا 900 ألف دقيقة تفاعل.

– البيان +وام