تصاعد الحراك والضغوط الغربية على روسيا على خلفية موقفها من أوكرانيا، حيث يزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موسكو اليوم الخميس قبل توجهه إلى كييف الجمعة، في حين هدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الكرملين بطرد دائم من مجموعة الثماني، بالتوازي مع تحذير نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الروس من «طريق أسود»، في ظل استكمال موسكو سيطرتها على شبه جزيرة القرم باحتلالها قاعدتين بحريتين.
وذكر المكتب الصحافي للأمم المتحدة في بيان أمس أن كي مون «سيجتمع الخميس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤولين كبار آخرين»، مضيفاً أن الأمين العام للمنظمة الدولية «سيسافر الجمعة إلى كييف، حيث يجري محادثات مع كبار المسؤولين الاوكرانيين وأعضاء بعثة مراقبة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة وممثلي المجتمع المدني».
وأفاد البيان: «الزيارة جزء من الجهود الدبلوماسية لحض كافة الاطراف على حل الازمة الحالية بالطرق السلمية».

طرد وطريق
وبالتوازي، اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان مجموعة السبع، التي سيجتمع قادتها الاثنين في لاهاي، ستبحث «اقصاء دائماً» لروسيا من مجموعة الثماني.
وقال كاميرون امام مجلس العموم: «اعتقد ان من المهم ان نتشاور مع حلفائنا وشركائنا وان ندرس ان كان يتعين اقصاء روسيا بشكل دائم من مجموعة الثماني في حال تبني خطوات اخرى».
واضاف: «هذه الطريقة الامثل للتحرك»، مستطرداً ان «الاسرة الدولية ستدفع ثمناً باهظاً في حال لم تتخذ خطوات واضحة حيال عملية ضم القرم».
بدوره، اجتمع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن مع رؤساء ليتوانيا داليا جريباوسكايتي ولاتفيا أندريس بيرزينس واستونيا توماس هندريك الفيس في اطار زيارة سريعة لطمأنة دول البلطيق.
وأبلغ بايدن رئيس إستونيا بأن الولايات المتحدة قد ترسل قوات أميركية على فترات دورية الى المنطقة لإجراء تدريبات برية وبحرية ومهام تدريبية، محذراً موسكو من «طريق أسود» بسبب أفعالها في أوكرانيا.

مساعدات أوروبية
وفي هذه الأثناء، ذكر مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية اولي رين أن التكتل يقترب من تقديم قرض لأوكرانيا بقيمة 1.6 مليار يورو فور توصل كييف إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. ووافقت المفوضية الأوروبية على زيادة قرض متفق عليه سابقا لكييف بإضافة مليار يورو وهي خطوة اقترحتها في اطار حزمة مساعدة تبلغ 11 مليار يورو.
غير ان رين شدد على ان الأموال المطلوبة بشدة مشروطة ببدء كييف إصلاحات اقتصادية وهيكلية بما في ذلك التصدي للفساد. وسيحاول القادة الاوروبيون في اجتماعهم يومي الخميس والجمعة التفاهم على رد على روسيا، وانما من دون الذهاب الى حدود فرض عقوبات اقتصادية ستضر ايضا بمصالحهم.
وفي بروكسل، سيعلن عن اجراءات تشكل اجماعا مثل الغاء قمة روسيا الاتحاد الاوروبي المتوقعة في يونيو في سوتشي.
ويعتزم الاتحاد الاوروبي توسيع لائحة الشخصيات الروسية والاوكرانية الموالية لروسيا والتي تعرضت لعقوبات تمثلت بحظر التأشيرات وتجميد ارصدة واصول.

القرم وبوتين
وفي القرم، أعلن مكتب المدعي العام في مدينة سيفاستوبول انه احتجز قائد الأسطول الأوكراني سيرغي غايدوك لوقت وجيز، بغية التحقيق معه. وأشار إلى أنه وفقاً لمعطياتهم، فإن غايدوك «مرر أوامر كييف إلى وحدات الجيش الأوكراني التي تجيز استخدام الأسلحة ضد المدنيين».
كما أفادت تقارير إعلامية ان القوات الروسية التي احتلت المقر العام للبحرية الاوكرانية في سيفاستوبول، سيطرت لاحقا على القاعدة الاوكرانية في نوفوزيرني غرب القرم، في حين قررت أوكرانيا إجلاء قواتها من القرم وفرض تأشيرات على الروس والانسحاب من اتحاد الدول المستقلة رداً على التطورات.
وغادر نحو خمسين جندياً اوكرانياً القاعدة في ظل مراقبة الجنود الروس. كما أحال الرئيس الروسي مشروع معاهدة انضمام القرم إلى مجلس الدوما للمصادقة.

إعلان بودابست
اتهمت وزارة الخارجية الروسية أميركا والاتحاد الأوروبي بخرق «إعلان بودابست» عن ضمان أمن أوكرانيا.
وأفاد بيان الخارجية أن الطرفين «هددا عندما اضطرب الأمن في كييف بفرض عقوبات على القيادة الأوكرانية في حال رفضت الاستجابة لمطالب المحتجين، أي أنهما مارسا الضغط الاقتصادي ضد الدولة السيدة».

جسر واصل
أعلن الرئيس فلاديمير بوتين ان بلاده ستبني جسراً بين أراضيها وشبه جزيرة القرم، وقدرت الحكومة تكلفة هذا المشروع بثلاثة مليارات دولار. واجتياز مضيق كيرتش، وهو ذراع بحري طوله 4.5 كيلومترات، وهذه اقصر مسافة بين بحر ازوف والبحر الاسود، شرق القرم، هو الوسيلة الوحيدة باستثناء الطائرة للوصول الى شبه الجزيرة من الأراضي الروسية من دون المرور بأوكرانيا.

البيان