دكت مقاتلات التحالف العربي ميدان السبعين قرب القصر الرئاسي في صنعاء فجر أمس، إثر قيام الحوثيين، وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بإزالة الحواجز الإسمنتية لتحويل الميدان إلى مدرج لاستقبال الطائرات الإيرانية، تزامناً مع غارات أخرى دمرت مدرجي مطار الحديدة الدولي، بعد قصف ناقلة نفط تابعة للحوثيين، محملة بإمدادات في منطقة وادي الندر بمحافظة الجوف شرق اليمن.

وقتل 16 مسلحاً حوثياً على الأقل باشتباكات مع لجان المقاومة الشعبية في أبين، والضالع وعدن جنوبي اليمن، استمرت المعارك الشرسة في محيط مطار عدن الذي تحاصره المقاومة لليوم الخامس على التوالي، بينما استشهد 14 مدنياً، وأصيب 76 آخرون بقصف عشوائي بالدبابات والهاون شنه الحوثيون وقوات صالح المتمردة على أحياء عدن نفسها.

وفيما تجددت الاشتباكات في تعز بعد قصف شنه الحوثيون بالدبابات والهاون، استهدف الأحياء السكنية، خاصة حي الثورة بالمدينة التي حققت فيها المقاومة بعض التقدم الجمعة بسيطرتها على على نقطة الخمسين، ومناطق في حيي الجمهوري والمجلية.
كشفت مصادر قبلية وسياسية يمنية لـ«الاتحاد»، أمس، عن مخطط لاجتياح العاصمة صنعاء من قبل ميليشيات قبلية موالية للرئيس عبدربه منصور هادي، بهدف القضاء على المتمردين الحوثيين، وحليفهم صالح. وقالت المصادر إن الميليشيات القبلية والدينية المنضوية في إطار «المقاومة الشعبية»، ستجتاح صنعاء من 3 جهات على الأقل، وأن القوة الرئيسية لهذه الميليشيات ستنطلق من محافظة مأرب (170 شمال شرق صنعاء)، حيث تدور منذ أسابيع معارك عنيفة بين الحوثيين، وقوات عسكرية موالية لصالح، من جهة، والقبائل المحلية ووحدات من الجيش مؤيدة لهادي. وبدت هذه المصادر واثقة بقدرة قبائل مأرب على حسم القتال لصالحها في غضون أيام، مشيرة إلى أن مجاميع قبلية مسلحة من بلدتي نهم وأرحب شرق وشمال العاصمة، انضمت مؤخراً إلى جبهات القتال في مأرب لدعم القبائل ضد الحوثيين.

وأوضحت المصادر السياسية والقبلية أنه بعد حسم المعركة في مأرب، سيكون اقتحام صنعاء أمراً سهلًا، لكنه يتطلب أولًا القضاء على معسكر للجيش موالي لصالح في بلدة نهم، مؤكدة أن معركة صنعاء «باتت وشيكة وستحظى بدعم ومساندة من قبل طيران التحالف العربي. وأعلنت مصادر المقاومة الشعبية في مأرب، أمس، سيطرة مقاتليها على مناطق استراتيجية في بلدة صرواح التي سقطت الأسبوع الماضي بأيدي المقاتلين الحوثيين، الذين فشلوا في الأيام الأخيرة في اقتحام مركز المحافظة النفطية بعد أن حققوا تقدماً في المعارك هناك. وهز انفجار عنيف في وقت متأخر أمس الأول، تجمعاً للمتمردين الحوثيين في بلدة معبر القريبة من ذمار، حيث تنشط جماعات سلفية متشددة. وبحسب مصادر صحفية، استهدف الانفجار رتلاً عسكرياً للحوثيين، كان في طريقه إلى محافظة تعز جنوب غرب البلاد التي تشهد منذ أسابيع مواجهات عنيفة بين المتمردين ومسلحي المقاومة الشعبية خلفت عشرات القتلى معظمهم مدنيون.
وفيما استمرت المواجهات في تعز ثالث مدن البلاد أمس بعد تحقيق المقاومة القبلية بقيادة الشيخ المحلي، حمود المخلافي، تقدماً على الحوثيين، والقوات الموالية للرئيس المخلوع، بسيطرتهم على موقع عسكري تابع للدفاع الجوي يطل على شمال المدينة الأكبر في البلاد من حيث الكثافة السكانية. وتوجهت من صنعاء، مساء أمس، 6 سيارات إسعاف لنقل عشرات الجرحى من المسلحين الحوثيين الذين أصيبوا في المواجهات الدائرة بتعز، حيث اندلعت أيضاً معارك عنيفة في حي الجحملية شرق المدينة التي يوجد فيها منزل شخصي لصالح، بحسب سكان محليين.

كما أكد سكان محليون لـ«الاتحاد» أن اشتباكات عنيفة اندلعت أمس في الضالع بين الحوثيين المسنودين بجنود صالح، ومسلحي المقاومة الشعبية في المدينة. وذكروا أن مسلحي المقاومة تصدوا لمحاولة تسلل جديدة لمسلحين حوثيين شمال الضالع، وقتلوا منهم 10 مسلحين على الأقل، وجرحوا آخرين فيما سقط من جانب المقاومة قتيل واحد ومصابين. ولقي مسلحون حوثيون مصرعهم وأصيب آخرون بمواجهات مع مسلحي المقاومة في محافظة أبين جنوبي اليمن.

وأكدت مصادر المقاومة أسر 15 مسلحاً حوثياً خلال هذه المواجهات، التي تزامنت مع 4 غارات جوية نفذتها مقاتلات التحالف العربي على مواقع للحوثيين، وقوات صالح في المنطقة التي تعد طرق إمداد رئيسي نحو الجنوب. كما قتل 8 مسلحين حوثيين على الأقل بكمين مسلح استهدفهم بالقرب من مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين. وطال قصف مقاتلات التحالف أمس مواقع عسكرية وأخرى للمتمردين في محافظة صعدة معقل الجماعة الحوثية المتمردة شمال البلاد، إضافة إلى مواقع عسكرية في مديريتي الصفراء وسحار، خلفت قتيلاً وستة جرحى في صفوف الجنود.

الاتحاد