الفجيرة نيوز- (تحقيق : ناهد عبدالله) لحرصها على دمج طالباتها في المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية والاجتماعية، تنظم مدرسة أم المؤمنين للتعليم الثانوي بالفجيرة على مدار العام جملة من البرامج والأنشطة التي تساهم في صقل مواهب الطالبات وتعزز روح المنافسة من خلال المشاركة في المسابقات التي تطرحها المؤسسات الثقافية على المستوى المحلي و الدولي.

وبعد حصولها على المركز الأول في المسابقة التي أطلقتها جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة العام الماضي ،والتي تهدف إلى رفع مستوى التوعية حول أهمية المحافظة على السلاحف البحرية ، تشارك المدرسة أيضا هذا العام في المسابقة ضمن محاورها الثلاثة (الكهرباء، المياه، والطاقة).

حيث حصل مشروع السلحفاة ثلاثية الأبعاد والذي نفذته الطالبات حور عبيد علي، فاطمة سالم محمد وبدرية محمد عبيد على المركز الأول خلال العام الماضي ضمن مسابقة بناء النماذج الذي قيمته لجنة التحكيم متمثلة في عدد من أعضاء وزارة التربية والتعليم، وجمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة وبنك أتس إس بي سي الشرق الأوسط.

واستخدم فريق عمل المشروع مخلفات بيئية في تصميم نموذج سلحفاة ثلاثية الأبعاد، والذي اشتمل على قطع من الخشب والزجاج، الجرائد، (الظفر) والأكواب الكرتونية.
ويتابع فريق العمل المكون من 25 طالبة من الصف الأول والثاني والثالث الثانوي مهمته في الحفاظ على سلامة البيئة من خلال الأنشطة والبرامج التي ينظمها وفقا للمحاور التي طرحتها المنظمة ضمن نموذج سيناريو البصمة البيئية والذي يستهدف قطاعي المياه والطاقة في الإمارات، وأطلقوا على مشروعهن (المدرسة الخضراء).

صندوق النفايات

تقول بشرى إسماعيل معلمة الرياضيات ونائبة رئيسة لجنة اليونسكو بالمدرسة والمشرفة على فريق عمل المشروع لهذا العام” قمنا بتنفيذ عدد من البرامج لنشر التوعية حول أهمية الحفاظ على سلامة البيئة داخل المجتمع المدرسي إضافة إلى المجتمع الخارجي. وعلى سبيل المثال، خصصنا صندوقا لحفظ المخلفات حيث تقوم الطالبات بجمعها من المدرسة وحفظها داخل الصندوق لاستخدامها وقت الحاجة. كما نفذنا مشروعا للتقليل من استخدام الأوراق باتباع نظام الطباعة على وجهتي الصفحة أو الورقة كخدمة للبيئة. و خصصنا صندوقا لجمع علب الألمونيوم لنسلمها إلى المصانع التي تقوم بإعادة تصنيعها، ولأن المشروبات الغازية لا تتوفر في المدرسة تجتهد الطالبات في جمع علب الألمنيوم ابتداء من منازلهن، كما تنظم الطالبات زيارات منزلية لنشر التوعية حول أهمية الحفاظ على سلامة البيئة.
ونقوم بوضع الارشادات الخاصة بالحفاظ على البيئة على مداخل الفصول والمسرح والمكتبة والحمامات ، ونستغل المياه الصادرة عن المكيفات في الري والتنظيف. كما استعضنا عن الأطباق البلاستيكية بالأطباق المنزلية، وقمنا بتوعية الطالبات بمضار الأكياس البلاستيكية .

وتضيف إسماعيل” نهدف من خلال اشراك الطالبات في المسابقات والأنشطة إلى تنمية روح الإبداع، وتعزيز الثقة بالنفس، وصقل مواهبهن، إضافة إلى التعرف على متطلبات سوق العمل”.

اختر بحكمة

ومن السلحفاة إلى الأسماك، حيث تنتشر ظاهرة الصيد الجائر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي من بين أخطر الظواهر التي تهدد الطبيعة نتيجة اصطياد كميات كبيرة من الأسماك تفوق قدرة الطبيعة على استدامة بقائها مما يؤدي إلى تراجع أعدادها.

ومساهمة منها في التقليل من الظاهرة شاركت المدرسة في برنامج (اختر بحكمة)، وهي حملة وطنية لحماية مستقبل الثروة السمكية في دولة الإمارات ضمن مبادرة أعدتها جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة(EWS-WWF).
المكتبة والبيئة

تقول نعيمة قاسم أمينة المكتبة “تلعب المكتبة أيضا دورا هاما في حماية البيئة بالتعاون مع فريق عمل اليونسكو بالمدرسة، وعلى سبيل المثال صممنا دمية على شكل فتاة باستخدام مخلفات من الجرائد والقماش وغيرها، ووضعناها ضمن ديكور المكتبة لتكون رمزا للحفاظ على البيئة. كما نستغل مخلفات الأوراق بتقطيع الأجزاء الفارغة منها إلى أوراق صغيرة في شكل مذكرات باستخدام آلة القطع. وتضيف قاسم المرشة لجائزة أفضل مركز تعلم المطروحة ضمن مسابقة الأنشطة التربوية “تحتضن المكتبة أيضا المحاضرات والورش المتعلقة بالبيئة وتوفر مصادر المعلومات المطبوعة والالكترونية لتسهيل العملية التعليمية”.
خفض البصمة البيئية
وتقول حور عبيد الطالبة في الصف الأول الثانوي ” نعمل من خلال مشروعنا على خفض البصمة البيئية، ونتابع مراقبة العدادات يوميا، ونراجع الفواتير المتعلقة بالمياه والكهرباء، وقد لاحظنا انخفاضا في البصمة الكربونية هذا العام قياسا بالعام الماضي”.
وتولي إدارة المدرسة اهتماما كبيرا بمنتسبيها من المعلمات والطالبات والعاملات، وكان لحارس المدرسة أيضا دورا في المشروع من خلال قراءة العداد والفواتير.
وتشيد عبيد باهتمام الإدارة بكل ما يتعلق بهن متمثلة في مديرة المدرسة نورة عبدالغني، تقول ” تعمل الإدارة على دمجنا بالمجتمع الداخلي والخارجي، وتشجيعنا على المشاركة في المسابقات وتسجيل الحضور في الندوات الخارجية”.
وصممت عبيد مروحة باستخدام الأقراص المدمجة، تعمل على USP، كنوع من استغلال المخلفات حفاظا على البيئة.

الصيد الجائر

تقول مريم حمد الطالبة في الصف الأول الثانوي ” ساهمت في نشر التوعية ابتداء من المنزل، إضافة إلى استغلال إذاعة الصباح في التأكيد على أهمية الحفاظ على البيئة، كما أمد اخوتي بالمعلومات المتعلقة بكيفية اختيار الأسماك المناسبة التي تحقق الفائدة الصحية والحماية البيئية تجنبا للوقوع تحت مصيدة الصيد الجائر”.
ومن المقرر أن تعلن نتائج مسابقة جمعية الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة في شهر نوفمبر المقبل.
ويذكر أن المسابقة تشهد مشاركات واسعة من مختلف المناطق التعليمية على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة.

– الصور للطالبتين حور عبيد ومريم حمد على التوالي