يبدأ المصريون اليوم التوافد إلى الشوارع والميادين لإحياء الذكرى الرابعة لـ«ثورة 25 يناير»، في ظل إجراءات مشدّدة تفرضها السلطات لتأمين الاحتفالات وإحباط أي محاولات من قبل إرهابيي «الإخوان» لإفساد الحدث عبر نشر العنف والفوضى، وتأمين مؤسّسات البلاد لاسيّما السيادية منها والبنى التحتية وعلى رأسها محطات الكهرباء، وأمر القضاء بإعادة محاكمة 152 متهماً إخوانياً، منهم 37 محكوم عليهم بالإعدام في قضية أحداث المنيا، ضبط الأمن خليّة إرهابية متورّطة في استهداف رجال الشرطة.

وتأهبت السلطات لتأمين الشوارع والميادين في ذكرى «ثورة 25 يناير» عبر خطّة شاملة تتضمّن الاستعانة بقوات خاصة تحمي المؤسّسات السيادية، لا سيّما في ظل تربّص إرهابيي جماعة «الإخوان» لاستغلال اليوم في نشر العنف والفوضى.

وأكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبداللطيف، في تصريحات لـ«البيان»، أن «تنفيذ الخطة يرمي إلى إفشال أي محاولات للجماعات الإرهابية لجر البلاد إلى الفوضى من خلال تنفيذ أعمال العنف»، مشيراً إلى أنّ قوى الأمن تعمل على مدار الساعة لتأمين احتفالات المصريين بذكرى الثورة وإحباط أي عمليات عنف أو تظاهرات تخريب.

وفي وقت لاحق،أعلن الناطق باسم وزارة الصحة المصرية إن قتيلة سقطت خلال فض مسيرة في وسط القاهرة.

وقال حسام عبدالغفار “بالفعل قتلت فتاة ونقلت جثتها إلى مشرحة زينهم” بجنوب العاصمة.

وقالت صفحات تحمل اسم حزب التحالف الشعبي الاشتراكي على فيسبوك إن القتيلة تنتمي إلى الحزب.

على الصعيد، أعلن الناطق باسم وزارة الكهرباء محمد اليماني أمس، أنّه تمّ «رفع حالة الطوارئ بجميع شركات الكهرباء مع حلول الذكرى الرابعة لـ«ثورة 25 يناير»، مؤكّداً وجود غرفة عمليات مركزية بالوزارة، وأخرى فرعية بكل شركة في مصر لتلقّي الشكاوى، تحسّباً لهجمات إرهابية متوقّعة من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، تستهدف أكشاك وأبراج الكهرباء في كل محافظات البلاد.

وأضاف اليماني أنّه «سيتم الدفع بماكينات في المناطق التي ربما تقع بها أعمال شغب»، لافتاً إلى وجود فرق فنية في كل المحافظات للتدخّل السريع في حالة حدوث أي عطل فني نتيجة العنف. وشدّد اليماني على أنّ «كل محطات توليد الكهرباء تحت تأمين قوات الجيش والشرطة، فيما يصعب تأمين أبراج الكهرباء بشكل كامل، لطول مسافتها التي تصل إلى 40 ألف كيلومتر».

في الأثناء، ضبط الأمن المصري في محافظة المنيا أمس ضبط خلية إرهابية من 11 من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي والجماعة الإسلامية، كانت تخطط لإشاعة الفوضى تزامناً مع الذكرى الرابعة لـ«ثورة 25 يناير»، وبحوزتهم أسلحة وملابس عسكرية ومنشورات تنظيمية وخطة متكاملة لنشر العنف. ومن بين المقبوض عليهم خمسة أشخاص سبق اتهامهم في قضايا إرهاب وتحريض على عنف واقتحام أقسام، كما تمّ ضبط مخطّط يحمل شعار «أشبال الإخوان» مع المقبوض عليهم.

وفي تطوّر لافت، أعلنت وزارة الداخلية أمس أنّ «مديرية أمن الجيزة بالاشتراك مع قطاعي الأمن الوطني ومصلحة الأمن العام، تمكّنوا من ضبط خلية إرهابية تضم متهمين بتصنيع العبوات المتفجرة واستهداف رجال الشرطة والمنشآت الشرطية وأبراج الضغط العالي والمحمول والمرافق العامة».

وذكرت الوزارة أنّ «المتهمين اعترفوا بارتكاب عدة جرائم إرهابية، من بينها زرع عبوة ناسفة أسفل سيارة تابعة لإحدى شركات المحمول بدائرة قسم شرطة العجوزة، وزرع عبوة ناسفة بجوار ماكينة الصراف الآلي الخاصة بأحد البنوك، وإطلاق أعيرة نارية على أحد البنوك بشارع الأهرام بدائرة قسم شرطة الطالبية»، فضلاً عن زرع عبوة ناسفة بجوار شبكة محمول بدائرة مركز شرطة شربين بالدقهلية، وتفجير برج محطة كهرباء بالمركز نفسه، والتعدّي على ضابط بالإدارة العامة لمرور الجيزة بشارع الأهرام، والاستيلاء على سلاحه وإشعال النيران بالدراجة النارية.

وأقرّ المتهمون بأنّ «ما ضبط بحوزتهم كانوا في طريقهم لاستخدامه في ارتكاب العديد من الجرائم الإرهابية خلال الفترة المقبلة، وأنهم كانوا يخطّطون لارتكاب عدة جرائم إرهابية»، مؤكّدين تلقيهم دعماً مالياً لتنفيذ مخططاتهم من بعض قيادات «الإخوان» الهاربين خارج البلاد.

في شأن متصل، أمر القضاء المصري أمس بإعادة محاكمة 152 متهماً من أنصار «الإخوان»، من بينهم 37 محكوم عليهم بالإعدام في قضية أحداث المنيا التي شملت 545 متهماً.

وقرّرت محكمة النقض أمس قبول الطعن المقدّم من هيئة الدفاع عن المتهمين، وإلغاء أحكام الإعدام والمؤبد الصادرة ضد المتهمين، وإعادة محاكمتهم أمام محكمة الجنايات، كما أكدت براءة 17 متهماً آخر وفق المصدر نفسه.

وكانت محكمة جنايات المنيا عاقبت أيضاً 377 من مؤيدي الإخوان بالسجن المؤبّد غيابياً، وستعاد محاكمة من يسلّم نفسه للشرطة أو تلقي الشرطة القبض عليه دون حاجة للجوء إلى محكمة النقض. وتتعلّق القضية بمهاجمة مركز الشرطة بمدينة مطاي في محافظة المنيا، ومقتل نائب مأمور المركز، وهو ضابط برتبة عقيد.

البيان