الحاجة أمّ الاختراع، مقولة أوصلت المخترع الإماراتي، المهندس أحمد مجان، الشهير بـ«إديسون الإمارات»، إلى تحقيق رقم قياسي في عدد الاختراعات والابتكارات التي أنتجها حتى الآن، لتتعدى ‬1000 ابتكار، أنشأ بها شركات محلية ودولية عدة لتسويقها، والإسهام في ابتكار حلول تقنية وهندسية للمشكلات التي تواجه المصانع والشركات، ومن عائداتها يموّل الابتكارات الجديدة.

أحمد مجان (‬50 عاماً) المسجل اسمه في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية بأكبر مقعد، وأكبر درّاجة في العالم، بدأ حياته المهنية عام ‬1985 مهندساً للطائرات، بعد حصوله على دبلوم هندسة الطيران، ودبلوم ثانٍ في هندسة الطيران من اليونان، وثالث في التخصص نفسه من ألمانياً، إضافة إلى ماجستير علوم عسكرية من ألمانيا، ويتحدث خمس لغات إلى جانب «العربية»، وسيرته الذاتية تزخر بالجوائز والشهادات من منظمات مختلفة.

وقال مجان لـ«الإمارات اليوم» إن «والده لعب دوراً مهماً جداً في حياته ودخوله عالم الاختراعات، إذ كان صاحب أول ورشة ميكانيكية في الإمارات، وأول مواطن يمتلك سيارة، وكان يقوم بإيصال المواطنين بها مجاناً، لذلك أطلق على العائلة لقب مجان»، مشيراً إلى أنه «تعلم في هذه الورشة كل ما يخص الميكانيكا والدوائر الكهربائية والمحركات».

وأضاف: «أنا مبتكر يومي، أقوم بوضع الحلول للمشكلات التي تواجه الأفراد أو المؤسسات، وفي السابق كنت أعاني ضعف التمويل لاستكمال الابتكارات وتطويرها، لكن سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، دعمني معنوياً ومالياً، وشجعني على الاستمرار والنجاح، بعد أن مررت بلحظات من اليأس، بسبب عدم تمكني من إخراج ابتكاراتي إلى النور».

وتابع: «سجلت إلى الآن أربع براءات اختراع فقط من كل ابتكاراتي، أهمها (ميدان الرماية) الذي يعمل أوتوماتيكياً ويتم التحكم فيه عن بعد، وتم تنفيذه في الدولة، وذلك لأن إجراءات التسجيل تحتاج إلى عام على الأقل، إضافة إلى نحو ‬100 ألف درهم رسوم تسجيل لكل اختراع، وفي النهاية يمكن السطو على الابتكار من شركات ومؤسسات في الخارج بكل سهولة، وتغيير ‬10٪ فقط من محتوى المنتج وشكله، وإعادة تسويقه باسمها، ما يعد سرقة لمجهودات المبتكرين الأفراد».

وأشار مجان إلى أنه «يتفادى هذه العملية عن طريق القيام بتأجير ابتكاراته لإحدى شركاته». وأوضح أن «المبتكرين يعانون عدم وجود مستثمرين يؤمنون بالمجازفة، ويمكنهم تحمُّل الخسارة، والصبر على تسويق المنتج، وهو ما لا يتوافر حتى الآن بصورة مشجعة».

وكشف مجان عن قرب إنجازه ابتكاراً جديداً سيحل مشكلات الصيادين في الدولة، ويحافظ على أسماكهم «بصورة كبيرة جداً»، متمنياً أن تتبناه الجهات المختصة حال الانتهاء منه، مشيراً إلى أن «العديد من الابتكارات الكبيرة لم ترَ النور حتى الآن، ومنها السيارة الطائرة، التي صممها قبل أن تظهر مخططاتها في أوروبا، لكنها لم تُنفذ حتى الآن بسبب عدم وجود مستثمر».

ولفت إلى أنه «وجد بعض النقد والسخرية من بعض ابتكاراته لدى الكشف عنها، لكن الصورة تغيرت تماماً عندما أبدت شركات أجنبية الاهتمام بها وبدأت في تنفيذها، ونزلت إلى الأسواق، ولاقت قبولاً شديداً، مثل جهاز التغذية التلقائي للأسماك الذي يعمل عن بعد وفي مواقيت محددة يومياً، و(بطة الشبك)، التي تقوم بصيد البط في البحيرات والحفاظ عليه حياً».

ومن الابتكارات التي يسعى مجان إلى إخراجها «شاطئ الخيال»، وهو تصميم لعربات صديقة للبيئة تجرها خيول إلكترونيـة تعمل بالكهرباء والوقـود، وحمام سباحـة ضد الغرق، يعتمد على نظام هيدروليكي للتحكم في عمق حمامات السباحة حسب الشخص الموجود بها، إذ يمكن أن ينخفض عمق الحمام مـن سبـع أقدام إلى قدم واحـدة بسهولة وسرعة بالغة، وبالتالي يقلل عدد حالات غرق الأطفال، إضافة إلى السيارة التي تعتمد كلياً في قيادتها على الأزرار، ويمكنها تبديل إطاراتها بضغطة زر، وبها محركان أحدهما يعمل بالبترول والآخـر بالكهرباء.

وقال: «أشعر مع الأفكار بحــدوث انفجار بداخلي لا يتوقف إلا بعد أن أنفذه، لذلك أسست معرضاً في دبي لبيـع مستلزمات الرحّالة، أقوم من خلاله بعرض وتأجير الابتكارات الخاصة بي، مثل المصيدة الإلكترونية لصيد الطيور، التي تعمل بالطاقة الشمسية، وجهاز تدريب كلاب الصيد، ودورات مياه متنقلة تعمل أيضاً على الطاقة الشمسيـة، إضافة إلى شاحن كهربائي متعدد الأغراض يعمل بالطاقة الشمسية، وفخ صيد الثعالب الإلكتروني، وساعـة إلكترونيـة تستمد طاقتها مـن ثمرة الزنجبيل».

– الامارات اليوم