أكدت مصادر سياسية يمنية لـ«البيان» أمس أن استقالة المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بنعمر جاءت على خلفية مواقفه المتواطئة في الفترة الأخيرة مع الحوثيين وإضفائه الشرعية على احتلالهم للعاصمة صنعاء والانقلاب على مقررات مؤتمر الحوار الوطني، فيما تدور ترجيحات بتعيين الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد بديلاً له.
وقالت المصادر لـ«البيان» إن استقالة بنعمر كانت بموجب طلب من دول الخليج العربية بناء على رغبة الرئيس هادي والأحزاب الداعمة للشرعية حيث اتهم هؤلاء علانية المبعوث الدولي بالتواطؤ مع الحوثيين وخصوصاً عند احتلالهم صنعاء حيث حمل كافة الأطراف المسؤولية عن ذلك دون أي إدانة للخطة التي أقدم عليها الحوثيون.
وحسب هذه المصادر فإن بنعمر يتهم أيضا بتعمد تأخير التوقيع على اتفاق الشراكة والسلم لعدة أيام إلى حين تمكن الحوثيون من اقتحام العاصمة والسيطرة عليها وقبل أن يتم التوقيع على ذلك الاتفاق بعد ساعات على دخول المسلحين الحوثيين المدينة.
وكان بنعمر قدم استقالته من مهمته كمبعوث أممي إلى اليمن. وذكرت الامم المتحدة في بيان أنه أعرب عن رغبته في ترك مهمته». وأضاف البيان إن بديلاً عنه سيعين في الوقت المناسب.
وبنعمر دبلوماسي مغربي يبلغ من العمر 58 عاماً، وأشرف منذ العام 2011 على المحادثات التي أفضت إلى التوقيع على اتفاق انتقال السلطة وتنحي الرئيس السابق على عبدالله صالح، ثم على المحادثات الداخلية الكثيرة التي بلغت حائطاً مسدوداً مع سيطرة الحوثيين على السلطة في صنعاء مطلع 2015.
وأشار دبلوماسيون إلى أن بنعمر تعرض خلال الأسابيع الماضية لانتقادات حادة من أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي وحلفائه.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة طلب عدم الكشف عن هويته إن من بين المرشحين المحتملين لخلافة بنعمر رئيس بعثة الأمم المتحدة لمكافحة مرض «ايبولا» الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد. كما عمل ولد الشيخ أحمد منسقاً للشؤون الإنسانية وممثلاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائية في اليمن بين عامي 2012 و2014، إضافة إلى عمله في عدة منظمات تابعة للأمم المتحدة.
وتتجه الأنظار حالياً إلى ولد الشيخ أحمد باعتباره أبرز المرشحين لتولي منصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة من أجل اليمن.
– البيان