جلال الخوالدة

لا أستطيع أن أخفي إعجابي برجل السياسة المحنك، الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأرى فيه حقا، وبدون أدنى مجاملة، أنه رجل الساعة والمستقبل، وأن رمز لهذه الأمة بما يحمله من صفات قيادية ملفتة، على رأسها الحكمة والتواضع والإصرار على تحقيق الأهداف، بالصبر والحنكة والتعاون والتشاور والمثابرة.

وفي حوار مع صديق عزيز، روائي ومثقف، قبل يومين، قال لي أنه متشائم من الأوضاع، وأنه يشعر باليأس لما تمر به الأمة حاليا، من أوضاع متناقضة متضاربة، اليمن وسوريا ومصر والعراق وليبيا وغيرها، فشرحت له رؤيتي، فيما رأيته وأراه يوميا من الشيخ محمد بن زايد، وما يسعى لتحقيقه لتصويب أوضاع الأمة، منذ سنوات، وتحديدا منذ صعود نجم الإخوان المسلمين في مصر، ثم اتحادهم المعلن المخزي مع تركيا وايران، ثم محاولاتهم قلب الطاولة،على رأس الجميع، بتحويل مصر إلى اضحوكة العالم، لتصبح خاتما بيد دولة صغيرة هي في الأصل خاتم بيد الأعداء والكائدين، مع أن مصر هي الشقيقة الكبيرة العزيزة المنيعة، التي نحتمي بها وقت الشدة، صاحبة المكانة الإقليمية والدولية التي تستحق مكانتها، ولا تستحقها دولة العثمانيين أو الصفويين، فعمل سمو الشيخ محمد بن زايد، بالتعاون مع قادة السعودية والمخلصين في مصر والأمة ، على تصحيح ذلك الموقف المحرج الذي وضعنا به الإخوان، وجابهوا ارادة القوة العظمى بالعالم، أمريكا، التي أرادت الإخوان ودعمتهم وأصرت على بقائهم، فاستطاع ذلك التحالف أن (يكسر خشم) أمريكا، لأول مرة، ويثبت لكل عربي مخلص أننا لسنا (أذناب) لأحد ولا يفرض علينا أحد رأيه ومنطقه الأعوج، واننا أدرى بمصالحنا من غيرنا، ونستطيع أن نحميها بأنفسنا.

شرحت للصديق، الذي استمع بتأمل، دون أن (يشطح) ويفكر أنني أتحدث لأنني خصم للإخوان، أو أنني أجامل أحدا على حساب أحد، عن أهمية ما يفعله الزعيم محمد بن زايد، وكيف يفكر الشيخ الحكيم، وأن أحلامه تشبه أحلام كل شاب عربي يؤمن أننا أمة قوية عظيمة، يحق لها أن تستقل برأيها وقراراتها دون وصاية من أحد، وأن عليها أن تتحد وتتآلف لتفعل ذلك، وأن عليها أن تتطور وتتقدم وتقارع الأمم بالعلم والتكنولوجيا والثقافة والإقتصاد وكل ما تستطيع، دون أن ينحرف شبابها إلى المواجهة المسلحة مع أبناء جلدتهم أو لتقطيع رؤوس بعضهم، أو بتشويه صورة إسلامنا الحنيف ورسالتنا السمحة.

بالأمس أثلجت صدري زيارة الملك عبدالله الثاني إلى أبوظبي، والتباحث حول سبل التعاون، وأنا أعلم أن الأردن لاعب سياسي مهم في المنطقة والعالم، وأن الأردن فاعل ومؤثر وعلى عاتقه تقع مسؤوليات كثيرة، وكنت قد طالبت سابقا، وعدة مرات، أن يكون الأردن مع هذا التحالف المتين، وعلنا دون تأخير، وآمل من الله تعالى أن ينضم كل المخلصين إلى هذا الركب، لأنني حقا أرى فيه أحلامي كعربي ومسلم، واستشعر أنه سيحقق قفزة نوعية شديدة بمكانة الأمة نحو المستقبل، فسألني الصديق، في نهاية الحوار الذي بدا فيه متفائلا: ومتى ذلك؟ قلت: عسى أن يكون قريبا.. بإذن الله تعالى.

* إعلامي من الأردن
( عن موقع زاد الأردن الإخباري )