علي شهدور

أصبح من المعلوم أن قطر لا تريد حلاً في قضية سحب سفراء الإمارات والسعودية والبحرين، ولو أنها كانت تريد ذلك لكان التحرك الدبلوماسي القطري ظهر من اليوم الأول لقرار السحب، بل على العكس رأينا ارتفاع نبرة الاحتجاج الإعلامي القطري في الآونة الأخيرة، باستغراب التصرف وكأن الإعلام القطري ليس لديه أي معلومات عن أسباب ومعطيات تلك القضية.

والإصرار القطري على دعم ومساندة الجماعات الإرهابية المناهضة لدول التعاون والدول العربية، مؤشر آخر على رفض أي تسوية أو حل خليجي.

إن وقف مظاهر الدعم الخارجي لجهات ومؤسسات مشبوهة، هو أهم الخطوات التي يجب أن تقوم بها قطر، لترسيخ حسن النوايا في اتجاه الحل الدبلوماسي.

إن بعض المظاهرات والاحتجاجات التي تم تنظيمها في الآونة الأخيرة أمام بعض سفارات دول التعاون لصالح أطراف قطرية، لن تجدي نفعاً ولن تكون ورقة ضغط لإعادة السفراء، بل على العكس فإن هذه المظاهرات التي أصبحت أساليب مكشوفة للمسؤولين في دول التعاون، سوف تعمق الخلاف ولن تؤدي لحل يرضي جميع الأطراف.

إن تصعيد الهجوم الإعلامي القطري على دول التعاون التي سحبت سفراءها، لن يكون ورقة ناجحة في عودة المياه إلى مجراها الطبيعي في العلاقات، إنما ورقة قطرية محروقة سوف تشعل المزيد من الخلافات وتعمق تصدع العلاقات.

إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سلبي من قبل مؤسسات مشبوهة كذلك، للهجوم على الإمارات أو دول خليجية أخرى لصالح قطر، ليس حلاً لتجاوز الأزمة، بل على العكس.

المطلوب خطوات تعقل ومحاسبة مع النفس، للوقوف على أهم أسباب المشكلة والوصول إلى نتائج إيجابية في هذه الأزمة، فالمعوقات كثيرة ولكن يمكن تجاوزها إذا كانت هناك نية قطرية صادقة لذلك، ولكن إذا لم تكن فهذه مصيبة كبرى.

-البيان