فضيلة المعيني

سمعت الكثير وقرأت كل ما كتب من قراءات في كتاب ومضات من فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وما قيل فيه وعنه، ولكن أن تقرأ بنفسك ليس كما يقرأ لك، وأن تتلمس صفحات الكتاب وتتمعن الكلم وتدرك المعاني، فذاك لا يتأتى إلا إن كانت القراءة بالقلب ليصلك مباشرة ما سطره القلب، حيث تشعر وكأن صاحبه يخاطبك ويوجه لك شخصيا ما كتب، وكاتبه جالس معك يخبرك بأحداث عاشها ومواقف عاصرها وإنجازات قاد فرق عمل حققتها، ويصور لك ما لم تكن قد رأيته ويحكي لك ما لم تشهده، ويقدم لك خلاصة تجربة سنوات بحلوها ومرها وتحدياتها وانتصاراتها، إخفاقاتها ونجاحاتها؛ تفاصيل عديدة ورحلة من العمل والعطاء والقدرة على تخطي الصعاب، جعلت من هذه البلاد نموذجاً واحتكرت الرقم واحد في شتى المجالات.

ومضات من فكر محمد بن راشد تحلق بقارئها إلى البعيد، وتأخذه إلى آفاق رحبة في عالم هو أقرب إلى الخيال، وإن كان الحديث عن واقع معاش وملموس ومرئي، ويجعله يرحل بفكره ويتنقل بين ماض جميل عاشه بكل صعابه، وحاضر حقق فيه الكثير، ومستقبل مشرق يفتح له ذراعيه منتظرا منه أيضاً الكثير.

ومضات من فكر يفيض حبًّا من قلب قائد يكاد لا يترك صفحة أو فقرة إلا ويذكر بصورة أو بأخرى ما يكنه لشعبه من مودة، وكم يبذل مع إخوانه لجعل المواطن سعيدا ينعم بالرخاء والرفاهية، ويحيا حياة بعيدة عن ما ينغص عليه جراء نقص أو قصور في الخدمات المقدمة له، أو كل ما يكون مبعث ضجره وتذمره، أشياء يرى نفسه بصفته رئيسا للحكومة مسؤولا عنها..

ومضات من فكر جابت الوطن أرضا وإنسانا، تناولت الكبيرة والصغيرة، وعرجت على العام والخاص، الشباب والشياب، الكهول والصغار، الرجل والمرأة.. الجميع كان في قلب الحدث وراعيه، والكل معني بكل شيء.. حضر الوطن الجميل بسيرة الأولين الذين عطروا ثراه طيبا وعطاء، عملوا ومهدوا لمن جاءوا من بعدهم ليكملوا المسير ويعلوا البناء.

وفي الوطن كان الإنسان شاهدا على ذلك العطاء السخي، وحق له أن يفخر بما كان له على أيدي قادة حملوا الأمانة وأدوها على أكمل وجه مبتغاة مرضاة ربهم، وحق له أن يتباهى بهم أمام الأمم.

ومضات من فكر إنما هي رسائل حب أشعلت فخراً في قلوب المواطنين، وأوقدت في النفوس حماسا لأن يكون المضي إلى الأمام بقوة أكبر، وجددت الوء لأن يكون هذا الوطن نصب أعينهم يبذلون في سبيله ما غلا ونفس، وألا يكون للتخاذل محل عندهم، كما هو المستحيل لا وجود له عند قيادته

-البيان