ضرب الإعصار الاستوائي سيروجا الاثنين إندونيسيا وتيمور الشرقيّة المجاورة، بعدما تسببت فيضانات وانهيارات أرضيّة بمقتل 91 شخصا على الأقل، فيما لا يزال عشرات آخرون في عداد المفقودين.

وتسبب الإعصار، المحمل بالرياح العاتية والأمطار الغزيرة، بوقوع مزيد من المآسي في دول جنوب شرق آسيا بعد كارثة الأحد التي حوّلت بلدات صغيرة إلى حقول موحلة واقتلعت الأشجار وأجبرت آلاف الأشخاص على اللجوء إلى الملاجئ.

وذكرت وكالة إدارة الكوارث في إندونيسيا أنّه من المتوقع هطول أمطار غزيرة حتى الثلاثاء مع تسبب الإعصار بموجات بارتفاع ستة أمتار.

وأدى الإعصار، الذي تزداد قوته فيما يتحرك نحو ساحل أستراليا الغربي، إلى إعاقة جهود الوصول إلى الناجين المحاصرين.

ويتوقع أن يستمر سوء الأحوال الجوية القصوى طوال الأسبوع في المنطقة.

والأحد، زرعت فيضانات مباغتة ناجمة عن أمطار غزيرة الفوضى في مناطق واقعة بين فلوريس في إندونيسيا وتيمور الشرقية دافعة آلاف الأشخاص إلى البحث عن ملاذ في مراكز استقبال.

وأدت هذه الأمطار الغزيرة إلى فيضان سدود وخزانات مياه اجتاحت آلاف المنازل في وقت يسعى فيه عمال الإغاثة إلى مساعدة المتضررين.

وأعلنت وكالة إدارة الكوارث الإندونيسية مقتل 70 شخصا على الأقل، مشيرة إلى أن 70 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين.

كذلك قضى ما لا يقل عن 21 شخصاً في تيمور الشرقيّة التي تعد 1,3 مليون نسمة، على ما قال مصدر رسمي. ووقع غالبية الضحايا في العاصمة ديلي حيث تلطخت واجهة القصر الرئاسي بالطين.

وفي جزيرة فلوريس الشرقية الإندونيسية طمرت الوحول الكثير من المنازل والطرقات والجسور ما يعرقل مهمة عمال الإغاثة الذين يحاولون الوصول إلى أكثر المناطق تضررا.

وأوضح جاتي “الوحول والطقس الرديء يشكلان التحدي الأكبر فضلا عن الركام المتراكم ما يصعب عمليات البحث”.

وأعرب الرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو عن “تعازيه الحارة” بعد الدمار الذي لحق بجنوب شرق الأرخبيل.

وقال في خطاب للأمة “اتفهم الحزن العميق الذي عاني منه أشقاؤنا وشقيقاتنا بسبب الكارثة”.

توافد سكان مذعورون إلى مراكز إيواء في حين بقي آخرون بجانب ما تبقى من منازلهم.

وأوضح الفونس هادا بيثان مدير وكالة إدارة الكوارث في فلوريس الشرقية “الأشخاص الذين تم اجلاؤهم مبعثرون في أماكن عدة فثمة المئات منهم في مناطق مختلفة لكن الكثير من الناس بقوا في ديارهم وهم يحتاجون إلى أدوية وأغذية وأغطية”.

ويساهم تواصل هطول الأمطار في صعوبة الوضع. وأوضح بيثان “نعتقد أن الكثير من الأشخاص لا يزالون مطمورين لكن نجهل عددهم”.

في جزيرة ليمباتا الواقعة في منتصف المسافة الفاصلة بين فلوريس وتيمور، قطعت الطرق ما اضطر السلطات إلى الاستعانة بآليات تستخدم في ورش البناء لإعادة فتحها. وجرفت أجزاء من بعض البلدات الواقعة على مرتفعات، نحو الساحل بسبب انزلاقات تربة.

وأظهرت مشاهد أبناء المنطقة يدخلون الوحول حفاة لإجلاء ضحايا على حمالات.

وغالبا ما تشهد إندونيسيا وفيات جراء انهيارات أرضية وفيضانات في موسم الأمطار خصوصا. ويشدد المدافعون عن البيئة على أن قطع أشجار الغابات فاقم من هذه الكوارث.

في يناير، تسببت فيضانات في بلدة سوميدانغ الإندونيسية في غرب جاوة بمقتل 40 شخصا.

في سبتمبر الماضي قضى 11 شخصا على الأقل جراء انهيارات أرضية في بورنيو، بعد أشهر على مقتل العشرات في كارثة مماثلة في سولاويسي.

وتقدر الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث أن 125 مليون إندونيسي أي نصف سكان البلاد، يقيمون في مناطق معرضة لخطر انزلاقات التربة.

 

 

البيان