أكدت 11 دولة التزامها العمل معاً على محاربة تنظيم ما يسمى «داعش» الإرهابي، متعهدة في ختام اجتماع إقليمي عقد في جدة أمس، بمواجهة الإرهاب والخطر الذي تمثله الجماعة المتطرفة ، مؤكدة أنها «تتشارك الالتزام بالوقوف متحدة ضد هذا الخطر على المنطقة والعالم».

وعقد الاجتماع برئاسة سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، وبمشاركة معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إضافة إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظرائه من كل من الكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا التي امتنعت عن المشاركة في البيان الختامي، بعد تأكيد مسؤول في وقت سابق أن بلاده لن تشارك في أي عمل عسكري ضد تنظيم داعش وقد تكتفي بتقديم تسهيلات لوجستية من خلال قاعدة انجرليك.

وقال الفيصل، إن الاجتماع حرص على الخروج برؤية موحدة لمحاربة الإرهاب عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً وفكرياً، مبيناً أن البيان الختامي طالب بوضع خطط وسياسيات وتقاسم الأدوار للقضاء على التنظيمات الإرهابية.

كما شدد على أن أي تحرك أمني ضد الإرهاب يجب أن يترافق مع محاربة الأفكار الضالة، ووضع استراتيجية لمراقبة تدفق السلاح إلى مناطق الصراع في المنطقة إضافة إلى تجفيف منابع التمويل.

وأكد الفيصل في مؤتمر صحفي عقب اختتام الاجتماع الذي جاء غداة إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما استراتيجيته للقضاء على «داعش» من خلال حرب لاهوادة في العراق وتوسيعها إلى سوريا للمرة الأولى ، أنه سبق وعبر عن «أسفه لعمليات القتل باسم الدين، فالإرهابيون يتباهون بنشر جرائمهم بإسم الدين والدين منهم براء».

وأشار الفيصل ونظيره الأميركي إلى «أننا استمعنا إلى شرح من الوزير كيري عن الاستراتيجية الأميركية بشأن الإرهاب»، معبراً عن خيبة أمله تجاه صمت المجتمع الدولي.

وأضاف «علينا الحرص على التعامل مع ظاهرة الإرهاب من منظور استراتيجي شامل، وأي تحرك أمني ضد الإرهاب لا بد أن يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر التكفيري وقطع التمويل والسلاح عن الإرهاب، إذ لابد من تجفيف منابع الإرهاب بعد أن ألغت (داعش) الحدود بين سوريا والعراق.

وأضاف «بحثنا في الأوضاع السياسية في البلدان المضطربة والتي يتمركز فيها الإرهاب وأكدنا ضرورة تكثيف الجهود لمعالجة أوضاعها.

وشكل اجتماعنا فرصة جيدة لبحث هذه الظاهرة من مختلف جوانبها، والخروج برؤية موحدة لمكافحتها عسكرياً واستخبارياً وسياسياً.

ونوه الفيصل بما حمله خطاب الرئيس أوباما من مضامين وجدية في مكافحة الإرهاب بما في ذلك التأكيد على ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا.

وكشف الفيصل أن الجيش السوري الحر له مراكز تدريب في جميع الدول المجاورة مشيراً إلى أن «دول المنطقة مصممة على القضاء على تنظيم «داعش»، مؤكداً أنه «بلاء حل بالمنطقة».

وقال إن اجتماع جدة يتزامن مع الخطر الذي يشكله «داعش» وإن خادم الحرمين الشريفين كان قد عبر عن خيبة أمله تجاه صمت المجتمع الدولي وسبق وأن حذر من انتشار الإرهاب ليصل أوروبا وأميركا.

واستطرد الفيصل «بحثنا الأوضاع السياسية التي ينتشر فيها الإرهاب في سياق الجهود المطلوبة لمكافحة الإرهاب وتم التأكيد على وحدة وسيادة وسلامة الدول».

وقال «بحثنا تقاسم المسؤوليات للقضاء على التنظيمات الإرهابية»، لافتاً إلى أن «التقاعس والتردد لن يساعدا في اقتلاع الإرهاب من جذوره ولنا من تجربة السنوات الماضية خير مثال والتقاعس والتردد يعطيان التنظيمات الإرهابية الفرصة للعودة».

وأكد الفيصل أن السعودية كانت مبادرة في ضرورة التصدي للإرهابيين، مشيراً إلى أنه لم يسمع اعتراضاً من المشاركين وقال «لم اسمع من أي من الأطراف أي تحفظ على لعب الدور المطلوب منها، ويدل ذلك على أن دول المنطقة مصممة على القضاء على البلاء الذي حل بها».

من جانبه، قال كيري «أنا ممتن جداً لقيادة المملكة السعودية لتسهيلها لهذا الاجتماع».

وأضاف «كل الدول المجتمعة بجدة سيكون لها دور فاعل وأساسي في التحرك للقضاء على إرهاب (داعش)، مؤكداً أن سلوكيات التنظيم وإرهابه، محاولة لتشويه الإسلام.

وشدد كيري الذي سيجري مباحثات في القاهرة اليوم في إطار جولته بالمنطقة لحشد التأييد للتحالف الدولي ضد الإرهاب، «سنستمر في توسيع التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب وسنقاتل وسننتصر على (داعش)، مشيراً إلى أن «الدول العربية لها دور محوري في التحالف والدول المشاركة في الاجتماع سيكون لها دور مهم في تدمير قدرات تنظيم «داعش».

وأعلن كيري أن استراتيجية الرئيس أوباما «لا تتضمن نشر أي قوات في العراق أو سوريا».

وقال «للعراق جيش قوي، سيكون هناك تدريبات للقيام بالجهود المطلوبة.

لن تكون هناك مشاركة لأي قوات برية أجنبية.

المعارضة السورية لديها القوات، هناك تدريبات لابد من القيام بها».

وحث الوزير الأميركي الزعماء العرب، على تأييد خطط الرئيس أوباما لشن حملة عسكرية ضد «داعش»، بما في ذلك المساعدة بتوفير حرية طيران أكبر للمقاتلات الأميركية.

وأوضح كيري أن بلاده ستركز على الضربات الجوية، بحسب الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس أوباما.

وجاء اجتماع جدة قبل 4 أيام من الاجتماع المقرر في باريس لدعم جهود العراق في مكافة «داعش»، وضمن جهود واشنطن لحشد الدعم لمساعيها الرامية لتشكيل تحالف دولي من أكثر من 40 دولة لمحاربة تنظيم ما يسمى «الدولة الإسلامية».

كما يأتي غداة إعلان الرئيس أوباما أنه سيقود تحالفاً لاجتثاث «داعش» في كل من سوريا والعراق.

وذكر مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية للصحفيين المسافرين مع كيري أمس، إن المبادرات تشمل جهوداً لوقف تدفق الأموال على تنظيم «داعش»، بشن حملة على تهريب النفط ووقف التبرعات التي يقدمها الأفراد.

وقال المسؤول للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته «يجب الوصول إلى رجال الدين لأن رجال الدين موجودون في المساجد في الأحياء وعليهم أن يفضحوا (داعش)».

وتتضمن خطط الرئيس أوباما موافقة الكونجرس الأميركي على تخصيص 500 مليون دولار لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية.

وكان أوباما تحدث هاتفياً قبل الإعلان عن استراتيجيتة لمكافحة «داعش» فجر أمس، مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي حث الحكومة الأميركية على بذل المزيد لإنهاء الصراع السوري.

ومساء أمس، قال البيت الأبيض إنه يود أن يضمن الكونجرس التفويض بتسليح المعارضين السوريين المعتدلين وتدريبهم في مشروع قرار قيد المناقشة خاص بتمويل الحكومة ويتوقع صدوره الأسبوع المقبل.

وذكر جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض إن القرار الجاري مناقشته سيكون أسرع وسيلة للحصول على التفويض والتمويل.

وتابع في حديث للصحفيين «أسهل وسيلة بالنسبة لنا كي ننجز الأمر هي أن نضيفه إلى القرار الجاري دراسته».

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أمس، أن الأخير «لا يستبعد شيئاً» بشأن شن ضربات عسكرية ضد «داعش»، وذلك بعد أن استبعد وزير خارجيته فيليب هاموند قبل ساعات من برلين المشاركة البريطانية في ضربات محتملة على سوريا.

وقال المتحدث باسم 10 داونينج ستريت إن «رئيس الحكومة لم يستبعد شيئاً.

إنه الموقف الرسمي.

لم يتخذ بعد أي قرار» يتعلق بضربات جوية بريطانية محتملة ضد تنظيم «الدولة» الإرهابي.

وأضاف «في ما يتعلق بقرارات محددة حول أي مشاركة في تحرك جديد، نحن لسنا في مرحلة أخذ قرارات».

وأتى تصريح المتحدث بعيد إعلان هاموند أن بلاده لن تشارك في ضربات جوية في سوريا، وهو الأمر الذي استبعده أيضاً نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

وشدد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني على فكرة قيام تحالف في الشرق الأوسط ضد التنظيم المتطرف.

وقال «نحن نتشاطر بالكامل هذه المقاربة التي هي ليست مقاربة الولايات المتحدة حصراً بل تم تشاطرها الأسبوع الماضي على نطاق واسع في قمة» حلف شمال الأطلسي في ويلز.

وأضاف «من هنا، فإننا ندعم ونرحب بالرئيس أوباما وبعزمه توجيه ضربات للتنظيم المتطرف في سوريا أيضاً.

– الإمارات