محمد البادع

ألف يوم أكملها المهندس مهدي علي مع المنتخب.. كم تمضي سريعة الأيام، وكم مضت مع مهدي سعيدة مبهجة لكرة الإمارات، التي وجدت ضالتها في ابن من أبنائها، حقق ما لم يحققه غيره من الأجانب، حتى وضعت الحلم الأكبر تميمة في عنقه.. تريد منه تلك الأمنية بالذات.. العودة للمونديال بكرة الإمارات.. وأعتقد أنه مع هذا الجيل يستطيع.. نعم يستطيع، فمن اختبر تلك التحديات التي مضت وأوفى بالوعود التي قطعها، بإمكانه أن يصنع المستحيل وأن يحقق الحلم الجميل.
ألف يوم مضت منذ أغسطس 2012، ومن يومها وحتى الآن، وقطار المنتخب يمضي.. لم يخلف موعداً، بل إنه في مرات كثيرة جاء قبل الموعد.. جاء أبهى مما تصورنا ومما أردنا، ولذا من حقهم علينا في تلك المناسبة الخاصة بمهدي وبمعاونيه وبالفريق كله، أن نقول لهم شكراً وأن نصنع لهم من مشاعرنا التي تجسدت حباً على مدار السنوات الماضية، باقة أمل وعرفان لهذا المنتخب النادر في مسيرتنا، والذي عودنا أن الفرحة خيار أوسع مما سواها، وأن النصر متاح والألقاب متاحة والأحلام لها مكان غير الخواطر.. بإمكانها أن ترافقنا على الأرض.
أشفق كثيراً على الكابتن مهدي علي في مهمته التي يخوضها مع المنتخب، حتى وإن كان مداها الزمني طويل، فهو يعلم كما نعلم أن الشارع الرياضي لا ينتظر منه الآن سوى الصعود إلى كأس العالم، ولِمَ لا ونحن ضمن الأربعة الكبار في آسيا، ولذا لن يقبل الناس غير ذلك، حتى ولو اضطروا لقبول ما سواه تحت وطأة الظروف والتبريرات.

المهمة ثقيلة ولكن الأمل في الله ثم في أبنائنا كبير، ومن تابع مشوار هذا الجيل وهذا المدرب، ليس بإمكانه أن يمنع تلك الثقة التي تحتل ذاته، فقد عودونا ذلك، وعودنا مهدي أن يهدينا مع كل بطولة فرحة تعم أرجاء الدار من واحد من أبناء الدار.

ولكن على الكابتن مهدي أن يعلم من الآن أن المشوار طويل، وأنه سيواجه فيه تحديات شتى وانتقادات كثيرة، وهي جزء من المهمة كلها، لذا عليه أن يتحلى بالصبر وطول البال.

والنقد ربما يكون آخر مشاكل الكابتن مهدي في المرحلة القادمة، فهناك أشياء أخرى أهم، منها إعداد لاعبين جدد يكونون عوناً لزملائهم في المهمة المزدوجة «المونديال وآسيا»، وإحداث توافق في الروزنامة مع جميع الأطراف، وإحداث القفزة النوعية التي حدثنا عنها، لأن الشارع الرياضي ضبط ساعته «الكروية» على آخر موعد كان مع «الأبيض»، ويعلم على أي درجة من درجات السلم يقف، ونحن نريد أن نمضي للأمام رغم النقد ورغم الكلام.

كلمة أخيرة:

1000 مبروك قليلة على من أهدونا أفراحنا الكثيرة

الاتحاد