قتل 19 مصرياً وأصيب ما لا يقل عن 107 آخرين بجروح في محافظة الجيزة لدى خروج قطار ينقل مجنّدين في الجيش المصري عن سكته، على ما اعلنت وزارة الصحة المصرية. فيما تفاعلت حادثة القطار التي عرفت بـ«حادثة البدرشين»، نسبة للمنطقة، سياسياً حيث وضعت المعارضة مسؤولية الحادث على الحكومة والرئيس محمد مرسي الذي نال هتافات «ارحل» لدى زيارته مستشفى يضم مصابين في الحادث، وألغى زيارته لمشافي أخرى.

وأوضح مصدر رسمي مصري ان القطار كان متوجها من جنوب البلاد الى القاهرة حين انحرفت مقطورتان عن السكة بعيد منتصف الليل في مدينة البدرشين بضاحية الجيزة. وهرعت اكثر من 60 سيارة إسعاف الى الموقع، حيث عملت فرق الاغاثة على انتشال الناجين والجثث من أنقاض العربتين.

ولدى وصول رئيس الوزراء هشام قنديل الى موقع الحادث راح اثنان من السكان يصيحون له: «يداك ملطختان بالدماء» فسارع حراسه الى ابعاده. وقالت وزارة الصحة انه تم نقل الجرحى الى مستشفيات في المنطقة.

«ارحل مرسي»
وزار الرئيس المصري محمد مرسي، المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، بعضا من مصابي الحادث الذين يتلقون العلاج في مستشفى المعادي العسكري. ونقل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، والمحكوم عليه بالسجن في قضية قتل المتظاهرين، الى هذا المستشفى نهاية ديسمبر الماضي اثر تدهور حالته الصحية، حسبما افاد الاعلام الرسمي في مصر.

وغادر مرسي مستشفى المعادي العسكري بعد تفقده المصابين في حادث القطار، بواسطة طائرة خاصة، وسط هتافات: «ارحل ارحل». وقامت قوات الحرس الجمهوري بتأمين المستشفى قبل وصول الرئيس لتفقد مصابي حادث قطار البدرشين وحتى مغادرته، كما عززت تشكيلات اﻷمن المركزي من تواجدها بالشوارع المحيطة بالمستشفى، وغلق الطرق المؤدية له، ومنع أي شخص من الاقتراب من أسوارها، فيما تولت قوات الشرطة العسكرية تأمين أسوار المستشفى من الداخل. ولاحقاً ألغى الرئيس مرسي زيارته للمصابين بمعهد ناصر بعد حالة الطوارئ الأمنية التي شهدها المستشفى لأكثر من ثلاث ساعات.

إجراءات عاجلة
وقررت وزيرة الشؤون الاجتماعية نجوى خليل صرف تعويضات من عشرة آلاف جنيه (نحو 1520 دولارا أميركيا) لأسرة كل قتيل و2000 جنيه (نحو 300 دولار أميركي) لكل مصاب، كما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية.
من جانبه، قرر النائب العام طلعت عبد الله تكليف فريق من النيابة العامة التحقيق في الحادث بشكل فوري وسريع. وبدأت النيابة المصرية الاستماع لشهود العيان ومعاينة موقع الحادث.

تهرب من المسؤولية
وتبرأت محافظة الجيزة من الحادث وأكدت أن الحادث وقع في محيط حرم السكة الحديد، وبالتالي فلا علاقة لها بالحادث، أما الحزب الحاكم (الحرية والعدالة) فأكد على لسان رئيسه الدكتور محمد سعد الكتاتني أن البنية التحتية في مصر منهارة من جراء عهد الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، وبالتالي يجب التكاتف وتناسي الخلافات السياسية، فيما دانت قوى المعارضة نظام الرئيس مرسي الذي فشل طيلة سبعة أشهر الماضية في التصدي للأزمات التي تعج بها منظومة السكك الحديدية في مصر.

وتشهد مصر باستمرار حوادث سير وقطارات خطيرة بسبب سوء تنظيم حركة السير وتقادم الآليات والقطارات وقلة صيانة الطرقات والسكك الحديد وضعف المراقبة. وحادث البدرشين يشكل اختبارا لقدرات حكومة الرئيس محمد مرسي على إدارة مثل هذه المأساة.

وفي رسالة على «تويتر» قدمت جماعة الاخوان المسلمين «أحر تعازيها لعائلات» ضحايا الحادث معبرة عن تمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى. كما وجه الناطق باسم القوات المسلحة رسالة تعزية على الصفحة الرسمية على فيسبوك.
وقال وزير النقل المصري حاتم محمد عبد اللطيف لصحيفة «الأهرام» الحكومية ان تحقيقا سيفتح في اسباب الحادث.

إضاءة
في نوفمبر قتل حوالي خمسين طفلاً في مصر حين اصطدمت حافلتهم بقطار في قرية المندرة في محافظة اسيوط (وسط) وأدى الحادث الى استقالة وزير النقل وقيام تظاهرات غاضبة احتجاجا على الإهمال.

وتبين ان عامل التحويلة الذي كان يفترض ان يغلق الحاجز على السكة الحديد كان نائما عند وصول الحافلة المدرسية.

وأحال النائب العام الاثنين متهمين اثنين من هيئة السكة الحديد لمحكمة الجنايات بتهمة الإهمال في حادث اسيوط.

وفي فبراير 2002 أدى حريق اندلع في قطار الى مقتل حوالي 370 شخصا على مسافة 40 كيلومتراً جنوب العاصمة.

لقطات
-أمرت نيابة البدرشين، برئاسة المستشار محمد شقير، بحبس مجدي صموئيل جرجس (49 سنة) سائق قطار البدرشين المنكوب، عقب وقوع الحادث، لأربعة أيام على ذمة التحقيقات. ووجهت له النيابة تهم القتل والإصابة الخطأ والإهمال في أداء العمل.

-احتشد العشرات من النشطاء السياسيين بمحطة قطار الإسكندرية، وقاموا بتعطيل حركة القطارات احتجاجاً على «حادث البدرشين»، وطالبوا حكومة الإخوان بالاهتمام بإنقاذ الضحايا من خلال توفير المعدات اللازمة، مستنكرين استخدام طائرة لتصوير مليونية تخص الإخوان في حين تعثرت حالات إنقاذ ضحايا القطار لعدم توفر المعدات اللازمة.

-قال رئيس حزب الدستور المصري محمد البرادعي: «مأساة مصر ليست في انتماء من يحكم، وإنما في غياب القدرة على إدارة البلاد»، مشيراً إلى أن «مفاصل الدولة تتآكل والفشل يزداد والشعب هو الضحية ومصر تركع كل يوم»، واصفاً إصرار مرسي على القيادة بـ«المأساة».

-قال مؤسس التيار الشعبي والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي موجهاً كلامه للحكومة: «أوقفوا عمل قطارات الموت، أعلنوا علينا خطة تطويرها وأجل محدد لإنجازها، اجعلوا سلامة المصريين من أولويات الحكومة بدلاً من الانشغال بسياسة التمكين».

– نقل الركاب المصابون إلى مستشفيات لكن متطوعا مصريا قال إنهم لا يتلقون الرعاية الطبية الكافية، مشيرا إلى نقص الأدوية وسوء الإدارة وغيرها. وقال الناطق باسم وزارة الصحة أحمد عمر إن هيئة الاسعاف المصرية دفعت 66 سيارة اسعاف الى موقع الحادث لنقل المصابين وجثث الضحايا الى المستشفيات.

-البيان