فازت المسرحية التونسية «مرض زهايمر» بجائزة مسابقة الأمير الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والتي منحتها لجنة التحكيم في الدورة الرابعة لمهرجان المسرح العربي، الذي أقامته الهيئة العربية للمسرح، بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين، تحت شعار(نحو مسرح عربي جديد ومتجدد).
وكانت كرمت لجنة التحكيم، في حفل ختام المهرجان، مساء أول من أمس، في مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي، التي أطلقت فعالياته، تحت الرعاية الملكية السامية، في الفترة 10 -15 من الشهر الجاري، الفنانة سميحة أيوب، بأن تعلن هي عن المسرحية الفائزة، والتي تسلم قيمة جائزتها، التي تعادل تسعة عشرة ألفا وخمسمائة دينار، للمسرحية الفائزة، في آذار المقبل، بعد عرضها في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن جهتها جاءت فضاءات المسرحية التونسية زهايمر، تستنطق، التطورات السياسية الجديدة، في تونس، فحذر هذا العرض الذي طُرح بتوقيع المخرجة مريم بن سالم، من أثر شيخوخة النظام العربي الرسمي، في الذاكرة الرسمية والشعبية، لا بل أثره على كيان الأمة العربية برمته، حيث إنها الآن، هذه الشيخوخة، تدفع بدقة متناهية مسائل حيوية في حياة هذه الأمة إلى دياجير النسيان، دونما رجعة، وطرحت تلك الثيم وفق تقنية الذاكرة الانفعالية.
ودعى اللبناني روجيه عساف عضو لجتة التحكيم، في تقرير اللجنة، إلى تحرير الأحساس من الخطاب، واصفا بأن المسرح الان يتضاءل أمام سطوة التلفزيون والسينما، معتبرا أن المسألة الآن في دراية كيفية عمل المسرح اليوم، وكيفية تواصل المسرح في المدن التي لا تلتقي أطرافها في صرح الثقافة، وإن السؤال الأهم الآن هو معنى المسرح في الخواء الثقافي الراهن، خاتما حديثه بأن المسرح لن يغير العالم، وإنما يأخذنا إلى بلد الأسئلة. كما وتحدث الفلسطيني زيناتي قدسية، عن أبرز إلإيجابيات في المسرحيات المشاركة.
وكان ألقى أمين عام الهيئة العربية للمسرح، في حفل الاختتام إسماعيل عبد الله، كلمة الهيئة، شكر فيها نقيب الفنانين، حسين الخطيب، لجهود نقابته الكبير، في إنجاح تنظيم المهرجان، داعيا المسرحيين إلى عدم الذهاب بعيدا، عن المسرح، وضرورة التمسك به، وعدم ترك قاعاته مظلمة، ومؤكدا بأنه يرحب بالدورة الخامسة المقبلة للمهرجان، من عمّان، كما كان سابقا قد رحب بدورتها الرابعة أيضا من عمّان. واكد نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب، بأن عمان التي ستظل دوما حاضنة للإبداع، شهدت أول مهرجان للهيئة العربية للمسرح، في الأجواء الجديدة، المواكبة لإبداعات الربيع العربي، ومعتبرا أن عملية مغادرة الفنانين العرب، فإنهم يأخذو نياط القلب معهم.
وسلم راعي الاحتفال الأمين العام لوزارة الثقافة مأمون التلهوني، مندوب وزير الثقافة، والأمين العام للهيئة العربية للمسرح، عبدالله، ونقيب الفنانين الخطيب، ومدير دائرة الثقافة والإعلان في الشارقة عبد الله بن العويس دروع المهرجان، لرؤساء الوفود، والمخرجين المشاركين في المهرجان، وأعضاء اللجنة العليا للمسرح.
وكانت تنافست على الجائزة الكبرى للمهرجان، سبع مسرحيات، وهي الاماراتية «حرب النعل» من إخراج محمد العامري، والتونسية «زهايمر» من إخراج مريم بوسالمي، والجزائرية «الشهداء يعودون» من إخراج سونيا، والسودانية «احتراق» من إخراج هدى إبراهيم، والقطرية «مجاريح» من إخراج ناصر عبد الرضا، والمغربية «الهواوي قايد النسا» من إخراج مسعود بوحسين، والأردنية «عشيات حلم» من إخراج فراس المصري، فيما عرضت خارج المنافسة من المسرحيات العربية، وهي السعودية، «مريم تعود الحكاية»، واللبنانية « مكاتيب»، والمحلية مسرحية (C.V) للمخرج احمد المغربي، ومسرحية (بس بقرش) للمخرج محمد الإبراهيمي.
وكانت أجواء الاكتظاظ الناشئة، عن حضور مئتي وثلاثين ضيفا مسرحيا، من مختلف الأقطار العربية، فضلا عن أعضاء الفرق والعروض المسرحية العربية، والمحلية، إضافة للمنظمين من أعضاء نقابة الفنانين الأردنيين، طاغية على تراجع تنظيم العروض؛ إذا علمنا أن أكبر مسرح ، سعته ثلاثمائة مقعد، لا يتسع لنصف ضيوف المهرجان والمشاركين في الفعاليات، بينما العدد الكلي للمسرحيات هو خمسة عشر مسرحية، وبالتالي هناك أعداد غير قليلة من المشاركين، لم تستطيع المشاهدة، رغم وقوف الجمهور على جنبات المسارح، إذْ أن الذي عمق هذا الازدحام، بحسب الفنانين المشاركين هو أن المسرحيات كانت تعرض لمرة واحدة، ولكن إزاء هذا الموقف قال عضو نقابة الفنانين الأردنيين، بسام المصري، يعود السبب في ذلك، إلى أن المبلغ المالي المخصص من قبل الهيئة العربية للمسرح، لم يكن كافيا لتقديم عرضين لكل مسرحية.
كما وكان من نشاطات الهيئة، ضمن هذا المهرجان، توقيع أمينها العام إسماعيل عبد الله، مع مدير الهيئة الدولية للمسرح، توبياس بيانكي، ونائبه علي مهدي، اتفاقية تفاهم وتعاون مشترك، وعد عبد الله هذا التوقيع، بأنه يجعل الهيئة العربية للمسرح الواسطة التي من خلالها يستطيع المسرحي العربي النفاذ منها إلى العالم.
– عن الرأي الأردنية – جمال عياد