الفجيرة نيوز- شهد جمهور الدورة الخامسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما مساء الثلاثاء 24 يناير الجاري عرضين من فنون المونودراما، وقد ابتدأ العرض الأول لمسرح دبي الأهلي، وهو ” اصبر على مجنونك ” للمؤلف والمخرج جمال مطر، وأداء الممثل أحمد مال الله، حيث استطاع الممثل أن يرفع من وتيرة التشويق للجمهور لمتابعة العرض حتى نهايته، من خلال الأداء الجسدي وأيضا الحوار، ورغم أن المخرج استنفد القدرات الحوارية المتواصلة عند الممثل وهذا ما أدى إلى إرهاقه، إلا أن الممثل استمر بالأداء حتى النهاية ضمن ايقاع واحد تقريبا، وفي المجمل فإن العمل بشكله المتكامل وعناصر السينوغرافيا استطاع ايصال الفكرة التي تقوم على المثل الإماراتي ” خلك على مينونك” أي ان لا يتم التغيير بشكل مبالغ به في الحياة، حيث ان شخصية المسرحية تريد ان تصل إلى الشهرة بأي طريقة ولو على حساب تغيير ثقافتها وتراثها، وهذا ما ادى في النهاية به إلى أن يعود إلى جذوره من جديد بعد أن فقط هويته وضاعت نفسه.
وقد شهدت الندوة النقاشية الخاصة بالعرض والتي أدارها الشاعر اللبناني زاهي وهبي اعجابا بالممثل بشكل اساسي وبعض الملاحظات على الأخراج مع توجيه الشكر لجهود فريق المسرحية في تقديم عمل إماراتي متميز، ورأى الفنان السوداني على مهدي أن الممثل حاول كثيرا التنويع في الشخصية وتحقيق عناصر المونودراما، فيما أشار الإعلامي المصري حسام عبد الهادي إلى أن الممثل ظل مرهقا في حالة لهاث متواصل طيلة العرض، رغم أن طبيعة الشخصية لا تحتمل ذلك، وتساءل بعض الحضور عن ضرورة وجود لحظات من الصمت او الفواصل بين المشاهد، وهذا ما دافع عنه المخرج في ان الممثل كان اثناء البروفات اكثر هدوءا واتقانا، ما دفع الممثل ايضا إلى اقراره بالارتباك لمواجهة الجمهور النوعي في المهرجان وانه سيتدارك الأمر في العروض المقبلة.
المسرحية في النهاية تجربة مونودراما إماراتية بامتياز وتستحق عروضا أخرى والنظر إلى ملاحظات الفنانين الكبار الذين تابعوا العمل وأحبوه وحرصوا عليه بجدية.
“كبير المحققين” يترك الجمهور
على مسرح بيت المونودراما في دبا تدافع الضيوف لاخذ مقاعد لهم فيما جلس الكثيرون على الارض انتظارا للعرض البريطاني ” كبير المحققين” الذي اخرجه بيتر بروك، وقدمه بروس مايرز، عن نص لماري هيلين ايستيان مأخوذ عن رواية الأخوة كارامازوف للكاتب الروسي الشهير دوستويفسكي، لكن الجمهور الكثيف فوجىء بأن الممثل وقف فقط يقرأ عليهم نصا من ورقة أمامه دون ان يحرك ساكنا تقريبا، أي ان العرض كان عبارة عن قراءة نص بطريقة جميلة تحت اضاءة ساطعة، مع منصة، وعبثا حاول الكثيرون انتظار حدث ما او أداء للممثل حتى النهاية، وبالتالي خرج بعضهم من قاعة العرض، فيما انتظر الكثيرون في الندوة التقييمية الخاصة بالعرض والتي أدارها الشاعر ووزير الثقافة الأردني السابق جريس سماوي تفسيرا لما حدث، لكن الممثل لم يحضر ولا اي من فريق عمله، وهذا ما جعل النقاشات تقوم على الاحتجاج من تصرف الممثل، واستفزازه للجمهور مرتين أولا بعرضه الرتيب، وثانيا بتجاهل المناقشين، وربما يكون الأمر فقط عبارة عن مشاركة في قراءة لهذا الممثل المتميز والذي رافق تجربة بيتر بروك الطويلة، ولم يكن المقصود منه أن يقدم للجمهور عرض مونودراما بل فقط تحية إلى المسرحي الكبير الفائز بجائزة الفجيرة المسرحية مؤخرا، ولهذا فإن سوء فهم قد حدث من قبل الجمهور المتلقي، وتوقعاته.