الفجيرة نيوز- طغت أحاديث الذكريات وتجارب الحياة ولحظات البدايات على ندوتين منفصلتين نظمتهما إدارة مهرجان الفجيرة للمونودراما صباح الثلاثاء 24 يناير الجاري في قاعة المؤتمرات بفندق لوميريديان العقة، وكان ضيفا اللقاءين الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن والفنانة المبدعة نبيلة عبيد .
ندوة جبرتي الدراما العربية
الندوة الأولى أقيمت تحت عنوان ” جبرتي الدراما العربية” وهو اللقب الذي أطلقته إدارة المهرجان على كاتب الدراما الشهير محفوظ عبد الرحمن ضيف الندوة التي أدارها الفنان عبدالعزيز السريع بحضور جمع من ضيوف المهرجان والإعلاميين ومتابعي فعاليات المهرجان .
وفي تقديم مدير الندوة للضيف أشار إلى إسهاماته في مجال كتابة النصوص الدرامية ودوره في الارتقاء بالوعي والثقافة عبر حوارته الفكرية و ما يكتبه قلمه .
وقبل أن يبدأ عبدالرحمن حديثه مستعيدا سنواته الاولى في الحياة والتي شهدت بداية تعرفه على فن المسرح قال : لقد عشت سنوات عمري وأنا أراقب الحياة بكل ما فيها وأشعر اليوم أن ذلك قد ساعدني كثيرا عندما أصبحت كاتبا يعايش افكار الناس وحركة حياتهم، واستطرد قائلا:
أذكر أن أول علاقة لي بالمسرح كانت في سن السابعة عندما اصطحبني والدي معه لمشاهدة مسرحية “30يوم في السجن” للفنانين عادل خيري ونجيب الريحاني وليلتها لم أصمد أثناء العرض سوى 7دقائق تملكني النوم بعدها إلا أن ذاكرتي لا تزال محتفظة بلحظاتي الأولى في الاقتراب من عالم المسرح.
وأشار عبدالرحمن إلى أن هاجس الكتابة والرغبة في الولوج إلى عالمها بدأ مبكرا جدا حيث كان بيت الاسرة يحتوي على مكتبة فيها عدد كبير من الكتب نصفها على الأقل عبارة عن روايات ومسرحيات .
واضاف : كنت في نهاية المرحلة الابتدائية عندما اختارني معلم اللغة العربية لأداء دور في مسرحية “كليوباترا” لأحمد شوقي التي كان المعلم يقوم بإخراجها لكونه مخرجا للمسرح المدرسي وأشهد الله أن دوره في مسيرتي الأدبية كان كبيرا منذ اللحظة التي اطلع فيها على محاولاتي في كتابة الشعر في ذلك الوقت.
وتوقف لحظة قبل أن يواصل حديثه مبتسما: يبدو لي أن الرقم 7يصاحبني في اللحظات الفاصلة من حياتي فعندما مثلت مسرحية كليوباترا مع زملائي في نهاية المرحلة الابتدائية وقفت على المسرح لمدة 7 دقائق فقط وعندما شاهدت أول مسرحية في حياتي كنت في السابعة من عمري ولم أتفرج إلا لمدة 7دقائق قبل أن يغلبني النوم.
وفي استعادة لزمن بعيد تميز بالصحوة الثقافية وبالتالي بالنهضة المسرحية والأدبية قال كبير كتاب الدراما في الوطن العربي : لن أتحدث كثيرا عن فترة الستينات من القرن الماضي فالكل يعلم أنها كانت مزدهرة في الفن والثقافة والعلم، وللدلالة على ذلك فإني أقول :كنا في ذلك الوقت نستقبل ضيوفنا من خارج مصر وعلى أجندة الزيارة يكون المسرح بل وفي أول القائمة فقد كانت الحركة المسرحية تلقى دعما وتشجيعا وكانت العروض المسرحية ممتدة على مدار فصول السنة وشهورها وما يعرض من أعمال كان متميزا في إبرازالإبداع الحقيقي نصا وأداء وتنفيذا.
والتقط عبد الرحمن من ذاكرته لحظة مهمة من بداياته كمؤلف فقال: كتبت نصا مسرحيا بعنوان “الباب” وتم بالفعل البدء في تنفيذه بواسطة احدى الفرق المسرحية لكنني عندما ذهبت ذات يوم إلى مقر الفرقة وجدته، وعلى غيرالعادة، بلا أنوار فلما سألت عن السبب قيل لي إن الرقابة منعت العرض لأنهم يشتبهون في كونك ثوريا، وكأن الدعوة للتغيير أصبحت تهمة، و تواصلت الذكريات في حديث ضيف المهرجان محفوظ عبد الرحمن مع تداخل الحاضرين للقاء بأسئلة أو آراء.
جلسة حوارية مع رابعة العدوية
في لقائها مع أهل الفن والكتابة والثقافة ضيوف المهرجان حرصت الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد على أن تعقب على كلمة التحية التي وجهها إليها المهندس محمد الأفخم مدير المهرجان حيث وجهت بدورها تحية لإدارة المهرجان للدعوة الكريمة التي تلقتها للحضور والمشاركة في فعاليات الدورة الخامسة لمونودراما الفجيرة مؤكدة سعادتها البالغة بوجودها بين نخبة أهل الفكر والثقافة والفن من البلدان العربية خاصة ومن أقطار العالم عامة، وهو ما جعلها تشعر بالفخر والامتنان .
وخلال اللقاء الذي أداره الفنان الكبير على مهدي قال في تقديمها للحاضرين : هي فنانة استطاعت أن تترك أثرا بارزا في المجتمع العربي فهي حاضرة دائما في الأذهان بتلك الأفلام التي عبرت فيها وبصدقها الفني عن كل الأبعاد الاجتماعية والسياسية .
وعند حديثها عن مشوار حياتها سردت نبيلة عبيد الكثير من وقائع البدايات في حياتها الفنية مشيرة إلى أنها معروفة منذ الصغر بحبها للفن منذ بداية دخولها إلى عالمه على يد المخرج عاطف سالم الذي اكتشفها وأضافت : في ذلك الزمن أي زمن البدايات قام حلمي رأفت بعمل عقد معي ل3أفلام قبل أن تأتي فرصة رابعة العدوية ذلك الفيلم الذي أدخلني دنيا الفن السينمائي عبر حوار صعب مكتوب بالفصحى وقد نجحت في ذلك الاختبار بمساعدة أستاذي ابراهيم عمارة الذي ساهم في أدائي للشخصية بشكل ناضج ما جعلها باقية حتى اليوم في أذهان الناس رغم مرور سنوات طويلة .
وأشارت عبيد إلى أن والدتها كانت صاحبة فضل كبير عليها من خلال دفعها للأمام وبث الثقة والأمان في طريقها الصعب كما أن الفنانة ماجدة كانت مثلها الأعلى وفي ذات الوقت كان للكاتب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس دوره في حياتها بعد أن أدمنت على قراءة رواياته المبدعة .
وقالت: إن المهم لأي إنسان أن يعرف كيف يصنع مكانة لاسمه وان يحافظ عليها دائما من خلال إجادته للعمل وقد أحببت عملي بلا حدود فأعطاني أكثر مما تمنيت وهذه نصيحة للأجيال الشابة التي أتمنى منها ألا تتعجل الوصول بل عليها اكتساب الخبرات والتعرف على تجارب الحياة قبلة.