علي أبو الريش

منح الجنسية لـ 1117 من أبناء المواطنات، يعني استقرار أسر بالرقم نفسه، ويعني استتباب أمن واطمئنان وطن، وانفتاح أفق مستقبل أمام طاقات وقدرات، هي ذخيرة وفيرة لمسيرة الوطن نحو غايات الأمل، واستقرار المُقل، وتقوية النسيج الاجتماعي، بمزيد من أمصال وأوصال الحياة .. الإمارات ذاهبة نحو الغد بخطى واثقة ووثبات متألقة، وخطوات متأنقة، متناسقة لا تقبل التسويف ولا ترتضي التجديف، لأن القيادة الحكيمة آمنت بأهمية الإنسان، كمحور وجوهر للمكان، وهو الجذر والشراع، وهو الحبر وهو اليراع، لذلك فإن المرسوم السامي بمنح الجنسية لأبناء المواطنات يصب في اتجاه التنمية، وتمكين الإنسان من بذل الجهد، وتقديم العطاء بسخاء، وهو يرصع الصدر بوسام الانتماء لوطن ما كف وما جف معينه من سقي الجذور وإرواء من يستحق الارتواء.
هذا المرسوم، هذا الفرح العارم، يضع المواطن أمام مسؤولية الالتزام بأخلاقيات الانتماء والوفاء لوطن العطاء، ويضع الوطن على مسافة أقرب من الرمش إلى الحاجب بالنسبة لمواطن يقطف في كل يوم ثمرات الازدهار، ويرشف كل ساعة من عذب الينبوع، لينام قرير العين هانئاً مستقراً، لا يشغله شاغل غير هموم الوطن، والطموح نحو إعلاء شأنه، وإرواء فننه من نهر التفاني، وبلا توان، والسير قدماً نحو تحقيق الآمال العريضة، والوصول بالوطن إلى مرافئ الخير، وشواطئ البذل بعقل مستنير.
فرحة ضمت الأرجاء وعمّت الأرض والسماء، لأن الخطوة تعبر عن قدرات فائقة في الفهم والتفهم، والوعي بأهمية ردم الشروخ، وحياكة نسيج الوطن بخيوط من حرير المحبة، والانحياز دوماً نحو الوطن والمواطن، ولا حياد في تحمل المسؤوليات الجسام، فرحة جففت دموعاً وخففت آلاماً، وأطفأت هواجس، وأشعلت شموعاً في طريق من توخوا الصبر فنالوا ما استحقوا .. فرحة كتبت على جبين كل من نالهم المرسوم السامي، أنا مواطن وأفتخر أنني صلب وطن وترائب مواطنة، وما أرضعتني إياه الأم الرؤوم، هو العبق وهو الصدق، وهو الحدق المتطلع إلى أماني أهل الوطن وطموحاتهم، في صياغة وطن يقول أهله بصوت واحد، الوطن من أهوى، فأنا من أهوى، ومن أهوى أنا، ولا شريك لهذا الحب، ولا رديف ولا تزييف ولا تجريف ولا تخريف .. فرحة توقظ في الضمير الإنساني معاني الإخلاص وتستدعي النوايا الحسنة، وتكون خلايا الدم من وريد وطن، يعطي دوماً ولا يمل من العطاء، لأن القيادة الحكيمة سليلة النجباء، لا تؤمن بغير الاستواء إلى طريق السواء، من أجل خلود وطن ووجود مواطن ينهلان معاً من نبع واحد، هو ذاك الأصيل النبيل، زايد طيّب الله ثراه، الذي غرس شجرة الوطن، وعند فوحها تقف السلالة النجيبة، مؤكدة استمرار المسيرة على نهج من أسَّس ومن بنى وغرس، بصدق الموهبة، ونافذ الحدس.