الفجيرة نيوز- توقع شريف حبيب العوضي مدير عام المنطقة الحرة في الفجيرة، استمرار نمو الاستثمارات النفطية في الإمارة خلال الفترة المقبلة، حيث يبلغ إجمالي عدد الشركات العاملة في القطاع في المنطقة الحرة وحدها 54 شركة تعمل في مجال التخزين والتوزيع والتكرير مستفيدة من تصاعد المخاوف العالمية حول خطورة تخزين النفط على ظهر الناقلات في عرض البحر.
وأوضح العوضي أن الإمكانات اللوجستية التي تتمتع بها الإمارة في قطاع النفط والبنى التحتية والخبرات المتراكمة التي تمكنت من امتلاكها خلال العقدين الماضيين، ستساهم في تسهيل إيجاد وتوفير البدائل والحلول التي من الممكن أن تواجه شركات النفط العالمية جراء زيادة الضغوط العالمية حول مخاطر تخزين النفط على ظهر الناقلات في عرض البحر.
وقال «من هذا المنطق تأتي الفجيرة على رأس المناطق المؤهلة لاستقبال وتقديم كافة أشكال الخدمات التي تطلبها الشركات العالمية بحكم توفيرها بنية تحتية ضخمة في المرافق البترولية في الميناء والمنطقة الحرة، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يشرف على أهم وأكبر مزودي النفط في العالم».
وأضاف، «إن إجمالي عدد الشركات العاملة في مجال البترول في المنطقة الحرة وحدها بلغ 54 شركة تركز أنشطتها في التخزين والتوزيع والتكرير، وإن استقطاب مشروعات بترولية ضخمة كمشروعي خط حبشان ومصفاة الفجيرة الجديدة ساهم في تعزيز أفضلية الفجيرة ودعم موقعها في الخارطة العالمية في مجال التخزين، كما ساهم في توجيه أنظار كبريات الشركات العالمية نحو الإمارة».
وعلى صعيد آخر كشف العوضي عن تسجيل 100 شركة صناعية جديدة في المنطقة الحرة خلال العام 2011 بزيادة 5 بالمئة عن العام 2010.
وأوضح أن الاعتماد على المشاريع الصناعية يأتي في الأولوية وذلك بعدما كشفت الأزمة المالية الأخيرة صعوبة الاعتماد على الأنشطة والشركات التجارية المساندة، قائلاً «أغلب الشركات التي جاءت أيام الطفرة الاقتصادية في قطاعات العقار والمقاولات وقطاع المال سقطت في اختبار الأزمة، في حين أثبت القطاع الصناعي متانته وقدرته على تجاوز التقلبات».
وأضاف، «إن المنطقة الحرة في الفجيرة أدركت ذلك منذ زمن طويل وسعت إلى إيجاد توازن في نوعية الأنشطة الاقتصادية العاملة فيها، حيث تشكل المشاريع الصناعية ما نسبته 20 بالمئة من إجمالي عدد الشركات المسجلة، كما تشكل ما يفوق 40 بالمئة من رأس المال المستثمر».
وعن مستقبل المناطق الحرة في الدولة في ظل ظهور مناطق استثمارية جديدة توفر مزايا تنافسية ومدى تأثير ذلك على المناطق الحرة القائمة قال العوضي، «لا شك أن إيجاد بيئات استثمار تنافسية سيساهم في تعزيز القطاعات الاقتصادية والتجارية في الدولة، حيث ستشكل تلك المناطق تحدياً حقيقياً أمام المناطق الحرة التي باتت بحاجة التي تقديم خدمات مبتكرة تقضي باستمرارية أفضليتها».
وأشار إلى أن أهم التحديات التي أوقعت بعض المناطق الحرة نفسها فيها هي الشركات الوهمية، قائلاً «إن الاعتماد على الشركات الصغيرة التي تستفيد من نمو قطاعات معينة وترتبط بتلك القطاعات يعد أكبر التحديات التي ينبغي التصدي لها والسيطرة عليها»، مشيراً إلى ضرورة الموازنة في النشاطات الاقتصادية التي تشكل المناطق الحرة، وطالب بضرورة محاربة الشركات الوهمية أو الشركات الطائرة حسب وصفه.