الفجيرة نيوز- تجمع دورة هذا العام من معرض دبي الدولي للخيل وبطولة دبي الدولية للجواد العربي، كل فنون الفروسية، ويتبارى بالبطولة 295 من الجياد من أنقى سلالات الخيول العربية التي تقدّم عروضاً في الجمال والرشاقة في مسابقة تبلغ قيمة جوائزها 4 ملايين دولار (حوالي 15 مليون درهم)، أما المعرض فيحفل بأوسع مجموعة من المنتجات والخدمات والتقنيات الخاصة بالخيل والفروسية، ويقدم عروضاً ودروساً في ركوب الخيل، ومعارض فنية مستوحاة من الفروسية، وعرضاً للموضة وأزياء الفروسية الخاصة بالفرسان والخيل، ما يؤكد مكانة الحدث العالمي الذي ينتهي مساء السبت، والذي استقطب في يومه الأول آلاف الزوار من المتخصصين والهواة.
أول نادي فروسية للسيدات والأطفال
تعتبر الإماراتية ندى حسين المنصور، المالكة والمدير التنفيذي لنادي “أعيان دبي للفروسية”، نموذجاً من نماذج النجاح الإماراتية التي يضمها المعرض، وقد اتخذت المنصور التميز عنواناً لناديها، فقد بدأت العمل بافتتاح أول نادٍ للفروسية للسيدات والأطفال في تاريخ 11/11/2011، وارتفع عدد النساء المتدربات بالنادي ليصل إلى 300 فتاة وامرأة، بالإضافة إلى أكثر من 70 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة، خلال 4 شهور فقط. ويعمل مع ندي مدربتان كما تقوم بتأهيل فارسة إماراتية للعمل معها كمدربة للنساء قريباً.
تقول ندى: “يتدرب لدي بالنادي فتيات من جميع الجنسيات وبعضهم يحضر خصيصاً من المملكة العربية السعودية لتعلم مهارات ركوب الخيل وفنون الفروسية” وتضيف: “نوفر للمحجبات أماكن للتدريب في حلبتي تدريب مغلقتين كما نوفر بالنادي حلبة مفتوحة، وكل الحلبات مصممة حسب المواصفات العالمية”.
وتقدّم ندى في ناديها العديد من الخدمات الأخرى بخلاف التدريب، مثل خدمة الإيواء التي تقدّمها لمالكات الخيل، ودورات رعاية الخيل، ودورات أكثر تخصصاً لرعاية الخيل وبناء علاقة حميمية بينه وبين الإنسان وهي تستمر لمدة 6 شهور.
ولعل أكثر ما يميز نادي أعيان للفروسية الذي تديره ندى مع شريكها عبد الرحمن الهاشمي هو تقديمها لدورة التدريب التي تستغرق 15 حصة (15 ساعة) مقابل 1,000 درهم فقط، بينما يصل إيواء الخيل الواحد إلى 1500 درهم مع تدريب مجاني للمالكات، وقد تأهلت 4 فارسات و4 خيول لماراثون القدرة بعد أن اجتزن البرنامج التدريبي بالنادي.
أصغر مصور خيول عربية
يظل مصطفى عصام مصطفى العكرماوي أحد أروع الفنانين الذين يستوقفون الزوار في المعرض، وهذا لعدة أسباب، منها صغر سنه الذي لا يتجاوز الثامنة من العمر، ثم صوره الجذابة التي يعرضها للقطات تم تصويرها في مسابقات مختلفة وفي بطولة دبي للجواد العربي. ويقول مصطفي العكرماوي أصغر مصور محترف للخيول العربية وهو أردني من أصل فلسطيني، وطالب بالصف الثاني الابتدائي بمدرسة الشويفات: “بدأت منذ كان عمري 5 سنوات في تصوير الخيول العربية لأني أحبها”. ويشرح العكرماوي أن تصوير الخيول يتطلب مهارة خاصة تعلمها من والده الذي يهوي التصوير، ويقول: “يجب أن تركز كثيراً قبل أن تلتقط صورة جميلة للخيل فمن المهمّ أن تراعي استقامة أذنيه ورقبته وحركة رجليه الأماميتين وتناسقهما مع الرجلين الخلفيتين”. ويضيف: “تصوير الخيل وهو يتحرك ببطء أسهل كثيراً من تصويره أثناء الجري، إلا أنني استطيع تصويره في كلا الحالتين بعد أن تعلّمت من والدي أصول التصوير، والآن أصور وحدي كل الصور وبابا يعلق عليها في النهاية”.
يلتقط مصطفى على مدى أيام البطولة ما يزيد على 500 صورة، إلا أنه يقول أن ما يعجبه منها يتراوح بين 100 – 200 صورة. وأجمل صورة يحبها العكرماوي هي صورة حصانه الذي يحبه كثيراً. يأمل مصطفى في أن يكون مصوراً محترفاً، ولا يمانع والده في ذلك، وقد استطاع مصطفى بمساعدة والده أن يزور مجموعة من المهرجانات المهمة للخيول العربية بمصر ولبنان والأردن، وأخيراً في دبي التي يشارك في بطولتها للمرة الأولى.
وقد اعتاد العكرماوي الصغير إهداء صوره إلى أمراء وشيوخ وشخصيات مهمّة، منهم الأمير خالد بن سلطان آل سعود، ويذكر قصة طريفة، هي أنه عندما أهدى صورة إلى الأمير عبدالله بن فهد بن عبدالله آل سعود، نائب رئيس اتحاد الفروسية السعودي، قام الأمير بإهدائه مهراً جميلاً يحمل اسم “رعد المحمدية” لا يزال يحتفظ به حتى الآن. يتمنى العكرماوي أن ينجح في بيع صوره في المستقبل ليوجه ريعها للأعمال الخيرية، من أجل خدمة المجتمع والفقراء والمحتاجين.
الخيل فنون!
الشاب الإماراتي ناصر داود نصرالله، طالب القانون يعرض في جناح والده الفنان داود نصرالله مجموعة من التصميمات الخاصة بقمصان البولو الرياضية التي يفضلها الفرسان، تحمل اسم “نازارينو”، والتي قام بتسجيلها لدى مؤسسة الشيخ محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، ويتراوح سعرها بين 100 و200 درهم فقط. وقد سبق له المشاركة في عدة معارض وفعاليات مهمة منها القرية العالمية في دبي وفعاليات أخرى بالمملكة العربية السعودية. وسيسافر نصرالله إلى الصين قريباً مع مؤسسة رواد بالشارقة للمشاركة بمعرض الصادرات والواردات مع مجموعة من الشركات الإماراتية، ولنصرالله موقع إلكتروني خاص به يقوم ببيع إنتاجه من خلاله، وهو نجل فنان إماراتي دارس للفن في إيطاليا ويعرض لوحاته المتخصصة في الخيل في جناحه الخاص بالمعرض، وتتراوح أسعار لوحاته بين 8 و15 ألف درهم، كما يقول نصرالله.
أما البريطانية شارلوت بوسكيل، التي تمتلك معرضا فنياً متخصصا باللوحات الفنية المرسومة على القماش للخيول العربية، فتشارك في معرض دبي الدولي للخيل للمرة الأولى، وتقول: “لقد زرت المعرض مرتين خلال السنوات السابقة إلا أنني أشارك لأول مرة كعارضة، وقد قابلت خلال المعرض عددا كبيرا من عملائي وتعرفت على عملاء جدد عديدين من مختلف دول الخليج، ونجحت في بيع إحدى لوحاتي في اليوم الأول لأحد الشخصيات الكويتية”، وتهدف بوسكيل إلى توسيع نشاطها في منطقة الخليج عبر معرض دبي الذي يزوره محبو الخيل من جميع دول المنطقة.
اللوحات المعروضة في جناح “أرابيان فاين آرت”، الذي تمتلكه بوكسيل، تنبض بالحيوية والجمال، وهي تقول إن جميع اللوحات لرسامين أوروبيين متعاقدين معها على العمل بصورة حصرية، ويصل سعر أغلى لوحة لدى بوكسيل إلى 56 ألف يورو.
ويستوقفك في المعرض جناح الفنان الإيراني محمد رأفت الذي تتميز لوحاته بالحيوية وجمال الألوان والرشاقة وقد حظى جناحه في اليوم الأول بإقبال لافت ومردود رائع من الزوار الذين قام أحدهم بحجز 3 لوحات في الساعات الأولى للمعرض. وتتراوح أسعار لوحاته بين 35 ألف و350 ألف درهم للوحة الواحدة، ومن بين أميز اللوحات المعروضة واحدة يظهر فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو يمتطي أحد جياده، ويصل طولها إلى 3.5 متر وعرضها 2.7 متر، بينما يبلغ سعرها 350,000 درهم، وهي لوحة عبقرية تكاد تنطق بالحياة، وقد كان الفنان الذي حصل على عدة جوائز بمسابقات محلية في طهران، ينوي المشاركة بمجموعة ضخمة من اللوحات إلا أنه تعرض لحادث في منطقة القوز قبل بداية المعرض بأيام أدّى إلى اندلاع النار في معظم لوحاته.