لم تترك الشائعات الكثيرة والتي تملأ فضاء الإنترنت الواسع، لا صغيرة ولا كبيرة تتعلق بالهاتف الجديد والمرتقب من شركة آبل الأميركية “آي فون 5”، إلا وطالتها وتحدثت عنها، وتناولتها في العديد من المواضيع والأخبار، فهذا الهاتف الذي شغل منذ اليوم الأول لطرحه في عام 2007 ملايين الملايين من الأشخاص حول العالم، هو نفس الهاتف الذي قضى بطرحه وقدومه في ذلك العام على آمال وأحلام العشرات من الشركات العالمية التي كنا نسمع عنها الكثير ولا نسمع عن غيرها إلا القليل، والتي حجب هاتف آي فون، بقدومه، النور عن الكثير من الهواتف التقليدية والذكية التي كانت تعج وتسيطر على الأسواق في العالم كله.
هاتف آي فون الذي تمكنت شركة آبل من بيع أكثر من 108 ملايين وحدة منه لغاية شهر مارس 2011، حسب الإحصائية الواردة في موقع “أباوت/About”، والذي جاءت النسخة الرابعة إس منه مخيبة لآمال وتطلعات الملايين حول العالم، عندما طرحتها الشركة أواخر 2011، والتي واجهت العديد من المشاكل، بداية من البطارية التي تنتهي بشكل سريع، ومروراً بمشكلة الصوت الذي يختفي بشكل مفاجئ أثناء المكالمات، وانتهاء بمشكلة السكرتيرة الشخصية “سيري” التي عانى معها المئات من مستخدمي هذه الهواتف، واشتكوا عدم قدرتها إلى استيعابهم أو استيعاب لهجاتهم وعباراتهم التي ينطقون بها.
آي فون 5 أم «الجديد…؟
عندما طرحت آبل كمبيوترها اللوحي الأخير “آي باد” قبل أسابيع قليلة، قامت الشركة وبشكل مفاجئ، بمفاجأة عشاقها وزبائنها وحتى المتابعين والمراقبين لها ولتحركاتها، بإطلاق اسم آي باد “الجديد” على جهازها الجديد، وليس آي باد 3، كما كان متوقعاً، في إشارة واضحة وغير مباشرة من الشركة إلى أن جيل جديد من الكمبيوترات اللوحية ستشهده السوق، وسيقلب الموازين من جديد، مثلما فعل الجيل الأول من هذه الأجهزة اللوحية عند طرحه في الأسواق قبل عامين. واليوم ومن المحتمل أن تعلن شركة آبل عن هاتفها الجديد آي فون، لتأتينا باسم جديد له قد يكون “آي فون الجديد” على غرار “آي باد الجديد”، وذلك أيضاً إن تم فسيكون بمثابة إشارة أخرى من الشركة إلى أن هاتفها الجديد آي فون، سيقلب الموازين أيضاً في سوق الهواتف الذكية، وسيرجع للشركة مكانتها التي اهتزت بظهور منافسين جدد، كشروا عن أنيابهم وأطلقوا العنان لأجهزتهم الذكية لتصيب جيوب المستهلكين، وتحجز لها مقاعد ثابتة لا تتحرك ولا تهتز في وجه شركة آبل وهاتفها آي فون، وعلى رأسها شركات سامسونج، أسوس، إيسر، موتورولا، إل جي… وغيرها العشرات من الشركات الجديدة، التي أعلنت عن دخولها المنافسة في هذا العالم الكبير ذي الربح السريع، عالم الهواتف المتحركة.
آي فون القادم.. ما الجديد؟
تؤكد غالبية المصادر والشائعات، جنباً إلى جنب، تأكيدات العشرات من المختصين والمتخصصين في شؤون آبل وغيرها من الشركات العالمية المصنعة للهواتف الذكية، أن آبل اليوم أمام تحد كبير جداً، وأنها أمام مواجهة ليست بالسهلة، كما كان الأمر عليه في السابق، حيث إن هاتف الشركة الجديد سيكون وقت طرحه والذي من المفترض أن يعلن عنه في شهر 6 القادم، ومن خلال مؤتمر آبل العالمي، التي عودتنا عليه في هذا الشهر من السنة، سيكون على موعد مع العديد من المنافسين الشرسين، وعلى رأسهم هاتف شركة سامسونج الكورية جالاكسي إس 3، والذي يعتبر المنافس رقم 1 لهاتف شركة آبل الذكي.
ولهذا السبب وبكل تأكيد فإن آبل، على علم بما يدور حولها في سوق الهواتف الذكية، وأن خبراءها اليوم ومختصيها أصبحوا ملمين بكل صغيرة وكبيرة تحدث في هذا السوق، بما فيها تحركات أي شركة من الشركات المنافسة، وبالتالي، فإن هاتف الشركة الجديد لن يكون على الغالب تحديث لهاتفها آي فون 4 إس، ولن يكون بمثابة نسخة جديدة فقط، تمتاز بميزات وخصائص جديدة، إنما سيكون جهازاً “سوبر” و”خارقاً”… وقادراً على الوقوف أمام موجات الهواتف الذكية الأخرى العاتية، وقادراً في الوقت نفسه على إقناع الزبائن الذي بدأوا بالانصراف من حول هواتف آبل الذكية، والبحث عن بدائل جديدة من هذه الهواتف، تأتيهم بميزات جديدة تماماً عن الميزات التي تأتي بها هواتف آبل. ولهذا السبب وغيره من الأسباب، ربما سيأتي هاتف الشركة الجديد بميزات لم نعهدها في غيره من الأجهزة، ومنها:
شاشة عالية الوضوح
قد يأتي آي فون الجديد بشاشة جديدة عالية الوضوح، قد تصل حسب العديد من الشائعات إلى وضوح 1280×720 بيكسل وبمعدل 367 بكسيل لكل إنش، ما يعنى أن الشاشة الجديد قادرة على عرض أفلام عالية الوضوح، وبجودة أنقى وأفضل مما عليه الوضع في الهواتف الحالية. كما أن بعض الشائعات تؤكد أن آبل تقوم بتكبير حجم شاشة هاتفها لتصل إلى 3.7 أو 4.0 إنش، بدلاً من قياس 3.5 إنش. كما أن التقنية التي ستستخدم في هذه الشاشة هي من نوع “كوانتوم” ذات إضاءة “إل إي دي” النقطية، مع نوعية زجاج ذي إنحناءات بتقنية “من الزاوية إلى الزاوية” حيث لا نرى أطراف أمامية في الهاتف الجديد، إنما ستكون الشاشة كاملة وتمثل الواجهة الأمامية للهاتف.
معالج مركزي فائق السرعة
أصبح لا يخفى على أحد اليوم أن آبل تعتمد في معالجاتها المركزية على زيادة سرعة الأنوية الخاصة بالرسوم على حساب الأنوية الخاصة بسرعة التعامل مع البرامج والتطبيقات في الهاتف، وهو ما رأيناه في المعالج الخاص بجهاز آي باد الجديد، حيث إنه جاء بمعالج من نوع إيه 5 إكس ثنائي النواة للتعامل مع البرامج والتطبيقات، ورباعي النواة للتعامل مع الرسوم. ولهذا من المتوقع أن تأتي شركة آبل بمعالجها الجديد من نوع إيه 6 رباعي النواة للتطبيقات والبرامج، وفي الوقت نفسه رباعي النواة للرسوم، وقد تصل سرعته إلى 1.5 جيجاهيرتز، ليعطي المستخدمين أداء فائقاً وقوياً في التعامل مع البرامج والتطبيقات المختلفة، خصوصاً التي تحتاج إلى سرعات عالية وقوة كبيرة مثل تلك التي سيوفرها المعالج الجديد إيه 6. هذا بالإضافة إلى أن الشائعات أكدت أن الشركة بصدد رفع الذاكرة العشوائية للهاتف لتتجاوز 1 جيجابايت، والتي قد تصل حسب بعض الشائعات إلى 2 جيجابايت.
آي أو أس 6
لا يخفى على معظم مستخدمي هواتف آي فون الحالية والتي تعمل بنظام التشغيل النسخة 5، أن آبل واجهت العديد من المشاكل في هذه النسخة، ولهذا أكددت بعض المصادر أنها بصدد طرح نظام تشغيلها الجديد النسخة 6 مع هاتفها الجديد، والذي توقع له العديد أن يأتي بميزات إضافية وإمكانات جديدة، على رأسها تقنية سيري التي قد تأتي متوافقة مع جميع لغات العالم الرئيسية، ومنها العربية، وأن برنامج “فيسبوك” سيأتي كجزء أساسي في النظام بميزات جديدة، كما أن نظام “المهام المتعددة/Multitasking” سيشهد تحسينات جذرية، تجعله أقرب من نظام التشغيل أندرويد، إن لم يكن أفضل حسب ما ذكر موقع “سي نت” الإخباري.
بطارية أفضل
لا شك أن مشكلة نفاد البطارية بسرعة هي من أهم المشاكل التي واجهتها شركة آبل في أجهزتها، خصوصاً هاتفها الأخير آي فون 4 إس، والتي اشتكى منها الآلاف حول العالم، وكانت الحلول المطروحة غير مقبولة في الغالب، وهي التي تجبرك مثلاً على إقفال الشبكة اللاسلكية أو كرت الاتصالات “الداتا” أو الجي بي إس أو تخفيض الإضاءة في الشاشة… إلى غير ذلك من الحلول غير الجذرية، والتي قد تجعل الشركة تركز على هذه المشكلة وتحاول حلها بشكل جذري تماماً، في هاتفها الجديد، خصوصاً أنها صاحبة براءات اختراع البطاريات الهيدوجينية في بعض كمبيوتراتها، والتي تشير بعض المصادر مثل “ديلي ميل” على احتمالية استخدام مثل هذه التقنيات في هواتفها الجديدة، والتي من المؤكد إذا تم استخدامها أنها ستحل مشاكل نفاد البطارية بسرعة، وتطيل من فترات استخدام الهاتف.
شكل وتصميم جديد
قد يرى البعض أن هاتف آي فون الأخير النسخة 4 أو النسخة التي تليه إس، جاء بشكل لم يعجبهم ولكن أعجب البعض الآخر، ورغم أن شركة آبل واجهت بعض المشاكل فيما يتعلق بالشبكة والاتصال في النسخة 4 من الهاتف، خصوصاً عند وضع الهاتف في يدك بشكل كامل، إلا أنها قامت بإصلاح هذه المشكلة من خلال إعادة تصميم الهوائي المسؤول عن الاتصال والشبكة في النسخة الحديثة من آي فون 4 والنسخ الأخيرة 4 إس، ومع هذا، فإن النسخة الجديدة وحسب العديد من الشائعات قد تأتي بتصميم جديد تماماً وكلياً في الشكل الخارجي، حيث أكدت بعض الشائعات أن الهاتف الجديد سيكون أنحف بكثير وأخف وزناً من الهاتف الحالي، كما أنه سيأتي أطول وأعرض نوعاً ما، لأن شاشته ستأتي بحجم أكبر وأعرض، كما أن بعض المصادر ذهبت لأبعد من ذلك بكثير، حيث أوضح موقع “إي بي تايمز” أن هاتف آي فون الجديد، سيكون الأول من نوعه الذي يمتاز بأنه ضد الماء، حيث سيأتي محاطاً ومن جميع الجهات بغلاف من “النانو” لحمايته وقطعه الداخلية من الماء والرطوبة.
ماذا تتمنى في الهاتف الجديد؟
كل ما ذكرناه آنفاً لم يتم الإفصاح عنه رسمياً، ولم تقم الشركة بتأكيده أو نفيه، فكل ما تقدم هو عبارة عن مجموعة من الشائعات الحقيقية أو الوهمية، التي إن صاب بعضها فقد يخيب بعضها الآخر، ولكن شركة آبل ليست كغيرها من الشركات، فقد عودتنا على سيل من الشائعات يصاحب منتجاتها الواحد تلو الآخر، وإذا كنا اليوم نتحدث عن التخمينات التي سيأتي بها هاتف آبل الجديد، فالشركة اليوم تجهز للحدث الجديد والأهم من أحداثها المستمرة والكثيرة التي دوما ما تبهر زبائنها من عشاق ومحبي منتجاتها، وتلفت أنظار منافسيها من الشركات الأخرى المصنعة لمثل هذه الهواتف والأجهزة الذكية، وتجذبهم إلي كل جديد تطلقه أو تعلن عنه. فإذا كنت اليوم ترغب في أن ترى خاصية جديدة أو ميزة ووظيفة كنت تحلم وتتمنى في توفرها في هواتف شركة آبل الذكية، فلا تتردد اليوم من عرضها وذكرها، فهناك العديد من أجهزة آبل بدأت كفكرة لا أكثر، وتحولت لأهم وأبرز الأجهزة في تاريخ وعالم الأجهزة الذكية الكبير.
– عن الاتحاد